أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

هانز فون سبونيك: حرب غزة أثبتت أن النظام العالمي الحالي غير قابل للاستدامة

نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة يشدد على أنه من غير المقبول أن تقف الدول الأوروبية إلى جانب "إسرائيل" وتحاول منع الدعم لفلسطين في وقت تتظاهر الشعوب في أوروبا لدعم فلسطين.

إسطنبول- قال نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الألماني هانز فون سبونيك، إن النظام العالمي الحالي “غير قابل للاستدامة”.
وشدد سبونيك، وهو المنسق الأممي السابق للمساعدات الإنسانية في العراق، على أن “النظام العالمي الحالي يفلت فيه مرتكب الجريمة من العقاب، ويُعتبر فيه القوي محقًا، وبالتالي لا يمكن أن يدوم ويجب إصلاحه”.
وأشار إلى “تضارب المواقف” بين الحكومات الأوروبية ومنظمات المجتمع المدني في القارة حيال ما يجري من أحداث “دموية” في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها على هامش مشاركته في منتدى قناة “TRT World” التركية الناطقة بالإنجليزية، في إسطنبول تحت شعار “الازدهار معاً: المسؤوليات والإجراءات والحلول”.
جدير بالذكر أن التاريخ سيذكر بفخر موقف سبونيك الأخلاقي الرافض للحصار الدولي الذي فرض على العراق منذ عام 1990 حتى احتلاله من قبل القوات الأمريكية عام 2003.
وشغل سبونيك، وهو دبلوماسي ألماني منصب منسق للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق قبل أن يستقيل في سنة 2000 احتجاجًا على المستويات المرعبة من حالات الوفيات الناجمة عن العقوبات الأممية. وكان سلفه دنيس هاليداي الذي أعد برنامج العقوبات قد استقال في سنة 1998 لنفس السبب واصفًا نظام العقوبات بـ”المذبحة الجماعية”.
وقال سبونيك حينها “أن نقول للعالم مرة أخرى، بأن الحياة في العراق في ظل العقوبات لم تكن بذلك القدر من الوحشية والتهديد للحياة، بالرغم من صدام حسين، وبأن هناك عددا أقل من وفيات الأطفال مما تحدثت عنه اليونيسيف في تقريرها لسنة 1999 لهو أمر مثير للاشمئزاز ويجب ألا يمر دون رد”.
وبشأن الوضع العالمي اليوم قال “نأخذ ألمانيا مثالًا، فالحكومة تقول علينا أن ندعم إسرائيل، والمعارضون لها يقولون لا نقبل سلوك إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية”.
وأردف “أرى أنه من غير المقبول أن تقف الدول الأوروبية إلى جانب إسرائيل وتحاول منع الدعم لفلسطين في وقت تتظاهر الشعوب في أوروبا لدعم فلسطين”.
واستطرد “المبدأ الأساسي للدولة التي تدعي أنها تحكم بالديمقراطية، هو أن الجميع، سواء أكانوا فلسطينيين أو ألمانًا أو يحملون جنسية أي دولة أخرى، أن يتمتعوا بحرية التعبير عن آرائهم بشرط ألا يلجؤوا إلى العنف”.
ومنذ السابع من تشرين الأول يشن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء، 18 ألفا و412 شهيدًا، و50 ألفا و100 مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
في غضون ذلك قال المندوب الباكستاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منير أكرم، إن “إسرائيل” تهدف إلى “اجتثاث الفكرة الفلسطينية برمتها”.


المندوب الباكستاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منير أكرم: إسرائيل تهدف إلى اجتثاث الفكرة الفلسطينية برمتها”
وأفاد أكرم في كلمة ألقاها الثلاثاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب وسائل إعلام محلية، أن “بعض أصدقاء إسرائيل يحمّلون حركة حماس المسؤولية عن الوضع الحالي بأكمله ولا يلومون إسرائيل”.
وذكر أن “هدف إسرائيل ليس القضاء على حماس فقط، هذه حرب ضد الشعب الفلسطيني، هدف إسرائيل ليس إبادة الشعب فحسب، بل في الوقت نفسه اجتثاث الفكرة الفلسطينية برمتها”.
وأشار السفير أن “تصرفات إسرائيل تتطابق تماما مع ممارسات القوى الاستعمارية العنصرية في الماضي”.
وتابع “عندما تحرم الناس من شرفهم وكرامتهم، وعندما تهينهم وتضعهم في سجون مفتوحة، وعندما تقتلهم كأنهم حيوانات، فإن هؤلاء الناس يستشيطون غضبا ويفعلون بالآخرين ما فُعل بهم”.
على صعيد آخر قال ياسين أكرم سريم نائب وزير الخارجية التركي، إن الفشل في وقف إراقة الدماء في قطاع غزة يقوض مصداقية “النظام الدولي القائم على القواعد”.
جاء ذلك خلال مشاركته متحدثا في اجتماع أقيم بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، تحت عنوان “حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وذلك ضمن إطار “الذكرى السنوية الـ75 لاعتماد إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان”.
وأشار سريم إلى حديث المجتمع الدولي منذ مدة طويلة عن رؤية الدولتين، وعدم قيامه بأي شيء حيال ذلك، مشددًا على أن الحقيقة الوحيدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي “تعمق الاحتلال وتبعات ذلك”.
وذكر أن الأساس الذي تقوم عليه حقوق الإنسان، وهو “الحق في الحياة”، غير متوفر للفلسطينيين.
وأردف: “إننا نشهد منذ عقود انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ولكننا منذ السابع من تشرين الأول، نواجه واقعًا أكثر ترويعا بكثير”.
وتابع “يُقتل حاليا فلسطيني كل خمس دقائق. 70 بالمئة من الذين قتلوا منذ هم من الأطفال والنساء. هذا الوضع عار على المجتمع الدولي”.
وأوضح أن الفشل في وقف إراقة الدماء في غزة يقوض مصداقية “النظام الدولي القائم على القواعد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى