أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

اشتباكات ميليشيا العصائب وأنصار الصدر تكشف هشاشة الوضع الأمني في بغداد

الصراع القائم بين ميليشيا السرايا والعصائب لن يتوقف بسهولة في حال تحوله إلى حرب بسبب الضغينة التي يكنها الصدر للخزعلي بعد أن خرج عن طوعه.

بغداد – الرافدين

حذر مراقبون للمشهد الأمني في العراق من تصاعد الحرب غير المعلنة بين ميليشيا السرايا بزعامة مقتدى الصدر والعصائب بزعامة قيس الخزعلي، بعد الاشتباكات التي باتت تتكرر، وكان أخرها الاشتباك المسلح في منطقة حي العامل ببغداد.
واندلعت الاثنين اشتباكات مسلحة بين عناصر ميليشيا “السرايا” التابعة للتيار الصدري وميليشيا “العصائب” المقربة من إيران، بعد أن أقدم عناصر ميليشيا العصائب على وضع صورة كبيرة لقائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، لإحياء ذكرى مقتلهما في غارة أمريكية قرب مطار بغداد، الأمر الذي رفضه عناصر ميليشيا السرايا باعتبار أن المنطقة أبرز مناطق نفوذهم في جانب الكرخ من بغداد.
وأفاد مصدر أمني بإصابة شخصين بجروح أحدهما منتسب في القوات الأمنية جراء الاشتباكات المسلحة التي دارت في حي العامل غربي العاصمة بغداد.
وقال المصدر إن “منتسبا في الشرطة الاتحادية، ومدنيًا أُصيبا نتيجة إطلاق النار العشوائي في حي العامل”.

محمد علي الحكيم: اشتباك الميليشيات يؤكد ويدل على استمرار فشل الحكومة في حصر السلاح بيد الدولة وبقاء السلاح خارج سيطرتها.

وأردف المصدر أن “الاشتباكات استمرت لنحو خمسين دقيقة، وبعد تدخل قوة أمنية كبيرة من الشرطة والجيش الحكومي، وإجراء اتصالات مع قيادة الجهتين، توقفت الاشتباكات، في ظل توتر أمني وانتشار مسلح لعناصر ميليشيا السرايا التابعة لمقتدى الصدر، في منطقة حي العامل ومناطق الكرخ الأخرى القريبة منها، وتم رفع صورة سليماني والمهندس، التي بسببها وقع الاشتباك المسلح”.وأظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، جانبًا من اشتباكات الطرفين وأصوات إطلاق النار الناتجة عن ذلك.
ومن جهته، قال الباحث في الشأن الأمني والسياسي محمد علي الحكيم، إن “ما حصل من اشتباكات مسلحة ما بين الفصائل في بغداد، قائم على الصراع السياسي ومناطق النفوذ، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فهذا الصراع مستمر منذ سنوات، ويمكن أن يتجدد بأي لحظة، خصوصًا لوجود صراع سياسي محتدم ما بين الصدريين والفصائل والإطار”.
وبيّن أن “هذا الاشتباك يؤكد ويدل على استمرار فشل الحكومة في حصر السلاح بيد الدولة وبقاء السلاح خارج سيطرتها، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للسلم المجتمعي والأهلي وكذلك يهدد الدولة نفسها، خاصة أن هذا الصراع أصبح أداة تُستخدم في الصراع السياسي وصراع فرض النفوذ”.وأضاف “بغداد تخطت ليلة صعبة أمنيًا، فهذه الاشتباكات لو استمرت دون أي تهدئة لامتدت لمناطق أخرى في العاصمة وربما لمحافظات الوسط والجنوب، فهذا الصراع المسلح دائما ما يهدد الاستقرار وقد يدفع إلى اقتتال أهلي، وهذا الأمر له عواقب كبيرة وخطيرة على العراق والعراقيين”.
وتربط الطرفين المتصارعين عداوة منذ سنوات، وإن كان هذا العداء صامتًا، لكنه اليوم بات علنيا لاسيما بعد تجدد الاشتباكات أكثر من مرة وأخرها ما حدث في البصرة والتي ذهب ضحيتها 4 عناصر من الطرفين إضافة إلى إغلاق وحرق مقرات العصائب المتكرر من قبل متظاهري التيار الصدري.

لهيب هيجل: عمليات القتل الانتقامية والاشتباكات التي تقع بين السرايا والعصائب، مؤشر على صراع شخصي بالمقام الأول

وسبق هذا الاشتباكات حوادث اغتيالات متبادلة أدت إلى مقتل العديد من عناصر وقيادات ميليشيا السرايا والعصائب والتي حدثت أغلبها في محافظة ميسان والمحافظات الجنوبية.
ويؤكد مراقبون أن “الصراع الصامت بين الطرفين سوف لن يقف بسهولة في حال تحول إلى حرب، بسبب الضغينة المتبادلة، والانتقام الكامن لدى الصدر من زعيم العصائب قيس الخزعلي الذي خرج عن طوعه وشكل ميليشيا خاصة به معادية للصدر”، في خطوة كانت كما يصفها المراقبون بانها “أشبه بالخيانة للعائلة الصدرية والتيار بشكل عام كما يعتقد الصدر”.
ويترقب التيار الصدري منذ تصاعد حدة المواجهة مع ميليشيا العصائب اللحظات من أجل الانقضاض ومهاجمة ميليشيا العصائب ومقارهم، أو كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات عن طريق مهاجمة دعايات المرشحين التابعين للإطار التنسيقي الذي ينضوي تحته جناح ميليشيا العصائب.
ومع تدهور المشهد الأمني في العراق وسيطرة المظاهر المسلحة على شوارع العاصمة بغداد في ظل عجز القوات الحكومية عن فرض سيطرتها، بات الاستقرار الأمني الذي يتبجح به رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني في مهب الريح، ومجرد للاستهلاك الإعلامي.وترى الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية لهيب هيجل، أن “عمليات القتل الانتقامية والاشتباكات التي تقع بين السرايا والعصائب، مؤشر على صراع شخصي” بالمقام الأول.
يرجح أستاذ العلاقات الدولية، هيثم الهيتي أن الصراع بين الصدر والخزعلي متجه نحو ما وصفه بعمليات “القتل الناعم”.
ويتوقع الهيتي استمرار عمليات القتل والانتقام بين الطرفين على الرغم من استبعاده تحولها لمواجهة مباشرة ومفتوحة.
ويختتم بالقول “الفترة المقبلة ستشهد المزيد من عمليات الصراع الناعم ولفترة طويلة، وقد يعاني الجنوب من وضع صعب وقد نواجه أزمات فيما يتعلق بتصدير النفط”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى