أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

سطوة ميليشيات الحشد على السوداني تكشف التوافق الهش مع حكومة البارزاني

حكومة كردستان العراق: إيران تستخدم ميليشيا الحشد لضرب كردستان العراق بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.

بغداد- الرافدين
كشف الجدل المتصاعد وتبادل الاتهامات ما بين حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني وحكومة إقليم كردستان في شمال العراق، عن التوافق الهش وما يسمى بالاستقرار السياسي والأمني الخادع الذي طالما روج له السوداني.
وأكد تبادل الاتهامات بعد تعرّض مقرّ للقوات الأمنية الكردية في محافظة أربيل في شمال العراق ليل السبت لهجوم بطائرتَين مسيّرتَين. أن حكومة السوداني عاجزة عن السيطرة على الميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي.
واتهمت رئاسة إقليم كردستان “جماعات خارجة عن القانون يتم تمويلها من حكومة بغداد بتنفيذ الهجوم” في إشارة إلى ميليشيات الحشد الشعبي.
وأتهم المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان بيشيوا هوراماني، حكومة الاطار التنسيقي ومن و”المجموعات التي تدفع لها الأموال”، بالمسؤولة عن هذا الهجوم.
واتهمت حكومة الإقليم “عناصر خارجة عن القانون” بتنفيذ الهجوم “بمساعدة ودعم المرتزقة”، معتبرةً أنه “بادرة خطيرة”.
وقالت دائرة الإعلام والمعلومات في حكومة كردستان العراق إن إيران تستخدم ميليشيا الحشد لضرب كردستان العراق بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وأضافت الدائرة أن إيران تعمل على إظهار الحزب الديمقراطي الكردستاني كحزب ضعيف، والسبب أن المنطقة الوحيدة التي لم تخضع لإيران حتى الآن هي أربيل ودهوك.
وحمّلت أربيل حكومة الإطار التنسيقي المسؤولية لأن هذه الجماعات الخارجة عن القانون يتم تمويلها من قبل الحكومة الاتحادية.
وأضافت أن تلك المجموعات “تتحرك بعلم الحكومة العراقية وينقلون الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة وينفذون هجمات إرهابية ضد مواقع رسمية وعسكرية”.
وانتقدت حكومة السوداني، تحميلها مسؤولية هجوم استهدف قاعدة البيشمركة بمحافظة معتبرة أن ذلك من شأنه “الإضرار بحالة الاستقرار السياسي والاجتماعي” في البلاد.
وقال المتحدث باسم حكومة الإطار التنسيقي، باسم العوادي، إن الحكومة “اتخذت بالفعل جملة من الإجراءات، وفتحت تحقيقًا في الاعتداء الأخير لكشف ملابساته” من دون أن يكشف طبيعة التحقيق وعما إذا كانت الحكومة قادرة على فرض سطوتها على ميليشيات تعلن بشكل واضح تبعيتها للحرس الثوري الإيراني.
وأعرب العوادي عن “استغرابه من تصريح المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق، الذي تضمن شتى الاتهامات غير الواقعية وغير المسؤولة، لما ورد فيه من خلط لمعلومات مضللة وأكاذيب باطلة”، وفق تعبيره.
وفي وقت لاحق الأحد أعلنت سلطات الإقليم إحباط هجوم آخر بطائرة مسيّرة كان يستهدف مطار أربيل.


محمد الجميلي: السوداني فتح تحقيقًا؛ وربما المحققون من ميليشيا حزب الله والنجباء، أو العصائب، وربما المشرف على التحقيق هادي العامري مساعدًا للفياض
وقالت مصادر عسكرية لوكالة “رويترز” إن الأنظمة الدفاعية أسقطت طائرة مسلحة مسيرة فوق قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية وقوات دولية أخرى في غرب العراق.
وأضافت المصادر أن الهجوم لم يتسبب في سقوط قتلى أو أضرار وهو الثاني خلال ساعات بعد إسقاط طائرة مسيرة فوق مطار أربيل في شمال العراق حيث تتمركز قوات أمريكية ودولية أخرى.
بدوره، اعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني عبر منصبة “إكس” أنه “يجب على الحكومة أن تنظر إلى أي هجوم على إقليم كردستان على أنه هجوم على العراق بأكمله”.
وحضّ البارزاني رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على “اتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لردع هذه المجاميع ومحاسبتها”، فيما ترتبط بغداد وأربيل بعلاقات متوترة أصلاً.
وتحظى حكومة السوداني بدعم أحزاب وميليشيات موالية لإيران، منضوية في الحشد الشعبي التي خصصت له موازنة مالية حكومية ضخمة.
ويجمع مراقبون على أن إعلان حكومة السوداني فتح تحقيق في مصدر الهجمات يكشف عجزها وخضوعها لتلك الميليشيات التي تأخذ تعليماتها من الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ أجندة التخادم ما بين الولايات المتحدة وإيران في العراق.
ولا يتوقع أن يفضي التحقيق إلى نتيجة، فالميليشيات التي نفذت الهجوم على أربيل معروفة لحكومة السوداني، لكنها عاجزة عن فرض سطوتها عليها.
وكتب الإعلامي العراقي محمد الجميلي متهكمًا “السوداني فتح تحقيقًا؛ وربما المحققون من ميليشيا حزب الله والنجباء، أو العصائب، وربما المشرف على التحقيق هادي العامري مساعدًا للفياض” في إشارة لسطوة زعماء ميليشيات الحشد على حكومة السوداني.
وقال كفاح محمود كريم المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني “الذين يستهدفون البيشمركة بطائراتهم المسيّرة، هم ذاتهم الذين عرقلوا تطبيق المادة 140 وتشكيل المجلس الاتحادي وتشريع قانون النفط والغاز وقطع رواتب موظفي الاقليم وإيقاف حصته من الموازنة واثارة النعرات الطائفية والعنصرية”.

كفاح محمود كريم: الذين يستهدفون أربيل بطائراتهم المسيّرة، هم ذاتهم الذين يثيرون النعرات الطائفية والعنصرية
واعتبر موقع “لوو فير” الأمريكي المتخصص بالنزاعات والقضايا القانونية، أن الهجمات التي تشنها الميليشيات من وكلاء إيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، هدفها توجيه “إشارات سياسية” الطابع إلى واشنطن، وأنه برغم أن هذه الميليشيات لا تسعى إلى افتعال مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة.
وتسعى طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات إلى الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، في حين أن الوكلاء يستفيدون من هذه الهجمات من أجل تحقيق مصالحهم والاستمرار في الهيمنة وتخويف الشارع العراقي.
وأشار تقرير موقع “لوو فير” إلى معلومات استخباراتية بتشجيع طهران لوكلائها وإلى اجتماعات عدة عقدت بين فيلق القدس وميليشيات عراقية، وكيفية الاستفادة من حزب الله اللبناني للتصعيد المحسوب وعدم الدخول في معركة حقيقية مع القوات “الإسرائيلية”.
وأكد على تواصل التنسيق الاستراتيجي والعملياتي الذي يحدث داخل “غرفة العمليات المشتركة” التي يقودها فيلق القدس وحزب الله بين الميليشيات العراقية والحوثيين في اليمن.
وذكر في حين أن إيران ووكلائها ربما يتصرفون بعدوانية، إلا أنه يبدو أنهم يحاولون تجنب الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، حيث إنهم لا يستخدمون النطاق الكامل لقدراتهم.
وأضاف “خطة إيران فرض تكاليف على الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأماكن أخرى في المنطقة، من دون الحاق مستوى من الضرر من شأنه ان يؤدي إلى رد فعل أمريكي واسع النطاق”.
وأشار إلى أن إيران تدرك أنها لا تستطيع الصمود أمام صراع تقليدي مع الولايات المتحدة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى