أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الذكرى الثالثة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي تمر وما تزال تداعيات حله مستمرة على العراق

هيئة علماء المسلمين في العراق: الجيش العراقي أصبح أداة لتحقيق أهداف المحتلين بعد أن كان مدافعًا عن استقلال العراق وسيادته

عمان – الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن الذكرى الثالثة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي تمر اليوم وما تزال تداعيات حله واستبداله بخليط غير متجانس من ميليشيات طائفية وعناصر إجرامية بقرار من الاحتلال الأمريكي سنة (2003م) مستمرة على العراق والمنطقة.
وأكدت الهيئة أن الجيش العراقي كان مدافعًا عن استقلال العراق وسيادته وحمايته من الأعداء، ومشاركًا بفاعلية في الدفاع عن قضايا الأمة ومستبسلًا في معاركها الكبرى؛ إلا أنه اليوم أصبح فاقدًا لكل معاني الجيوش ومقوماتها، وعاجزًا عن الدفاع عن نفسه في وجه الاستباحة الكاملة لأرضه وسمائه ومياهه؛ مضيفة أن الجيش أصبح أداة لتحقيق أهداف المحتلين، وقمع أبناء الشعب المطالبين بحقوقهم واستعادة وطنهم، وهو اليوم أبعد ما يكون عن حماية الأوطان وصيانة البلاد؛ وإطلاق وصف (الجيش العراقي) عليه يعد زورًا وبهتانًا كبيرين.
ولفتت الهيئة أنه بمراجعة سريعة لتأريخ الجيش العراقي والمعارك التي خاضها في سبيل العراق والأمة؛ تعزز رؤيتنا بأن التفريط بعوامل القوة المتوفرة وأسس الدفاع الممكنة؛ هي مصيبتنا اليوم في العراق وفي غيره، وما تكالب الأقوياء والضعفاء علينا ومعاناتنا المستمرة؛ إلا بسبب الانخداع بخرافة السلام العالمي، والخضوع للتهديد بتهمة (الإرهاب) والخوف منها، والتفريط العظيم والمستمر بمقومات الحفاظ على أمن الأوطان وأمان المواطنين.
وأشارت الهيئة أن هذا هو عين ما حدث في العراق منذ الاحتلال الأمريكي له في عام (2003م) وحتى اللحظة؛ حيث أصبح الجيش المؤسس على وفق المحاصصة الطائفية والعرقية، يقود حملة القهر والتنكيل بالشعب العراقي؛ ليفسح المجال لميليشيا (الحشد الشعبي) الأكثر طائفية والأعمق أذى بالوطن والمواطن، بمرجعيتها الإيرانية غير الخافية على أحد، التي تقودها لتحقيق متطلبات النظام الإيراني التوسعية في المنطقة، وحماية أمنه الإقليمي على حساب أمن العراقيين والمنطقة.
ولفتت الهيئة أنه اليوم باستحضار ذكريات جيشنا المقدام سواء في العراق أو فلسطين وغيرهما؛ فإنها على يقين بأن إرادة تغيير الواقع الشاذ الذي نعيشه، وباطل الطغيان وحكوماته؛ وتحقيق الأمن والاستقرار للعراق والمنطقة؛ لا تكون بترقيع الواقع الفاسد، ولا محاولات إصلاح ما لا يمكن إصلاحه من خراب مشروعي الاحتلال السياسي والعسكري؛ وإنما يكون ذلك بامتلاك عناصر القوة الفاعلة والمغيِّرة، التي ستمكن للتغيير الحقيقي، وتتيح الفرص لبناء جيش الوطن والمواطنين لا جيش الآخرين والطارئين على البلاد.
وذكرت هيئة علماء المسلمين في العراق بأنها قد دعت منذ سنة الاحتلال الأولى؛ إلى ضرورة تشكيل الجيش العراقي على وفق الأسس الوطنية المحضة، وعدم الانجرار خلف مخطط الاحتلال الذي كان يهدف إلى إضعاف العراق وتفتيته عن طريق بناء جيش على وفق المحاصصة الطائفية والعرقية وضمان ولائه لأعداء العراق؛ وهو ما تحقق للاحتلال -للأسف-بعد أن انطلت هذه اللعبة على قوى سياسية ومكونات مجتمعية توهمت غير ذلك؛ فحققوا بذلك للاحتلال ما أراد وأسهموا -عن قصد أو بدون قصد- في تشكيل جيش الميليشيات الحالي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى