منظمة الصحة العالمية: مستشفى الأقصى يقترب من الانهيار بعد منع تسليم إمدادات طبية
قوات الاحتلال تقوم بإرهاب المرضى والطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى من خلال المسيّرات التي تطلق نيرانها بكثافة تجاه أقسام وساحات المستشفى وتستهدف كل من يتحرك.
غزة- قالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفى “شهداء الأقصى” وسط قطاع غزة فقد الكثير من موظفيه، وإنه يعمل حاليا بنحو 30 بالمائة فقط ممكن كانوا يعملون قبل أوامر الإخلاء من قبل قوات الاحتلال “الإسرائيلي”.
جاء ذلك في تقرير نشره موقع “أخبار الأمم المتحدة”، عقب زيارة أجراها فريق من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إلى مستشفى “الأقصى”، الأحد.
ووفق التقرير، قال شون كيسي، منسق فريق الطوارئ الطبي بمنظمة الصحة العالمية، إن المشهد في المستشفى “فوضوي”، وإن موقعة “قريب من المنطقة التي تم إخلاؤها (السبت)”.
وأضاف “فقد المستشفى الكثير من موظفيه، ويعمل حاليا بنحو 30 بالمائة من الموظفين الذين كانوا موجودين قبل بضعة أيام فقط”.
وقبل أيام، أصدرت قوات الاحتلال أوامر بإخلاء المنطقة المحيطة بالمستشفى بمدينة دير البلح من خلال منشورات أسقطتها من الجو.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها اضطرت لإلغاء مهمة لتوصيل إمدادات طبية إلى شمال قطاع غزة الأحد لعدم تمكنها من الحصول على ضمانات أمنية.
وأضافت المنظمة أن هذه هي المرة الرابعة التي تضطر فيها لإلغاء مهمة لتوصيل الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها إلى مستشفى العودة ومستودع الأدوية المركزي في شمال غزة منذ السادس والعشرين من كانون الأول.
وقال مكتب منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر منصة إكس “مر الآن 12 يومًا منذ آخر مرة تمكنا فيها من الوصول إلى شمال غزة”.
وأضاف “القصف العنيف والقيود على الحركة وانقطاع الاتصالات تجعل من المستحيل تقريبًا توصيل الإمدادات الطبية بشكل منتظم وآمن لأنحاء غزة، وخاصة في الشمال”.
وقالت منظمة الصحة إن عملية التسليم التي كانت مقررة الأحد تهدف إلى دعم عمليات خمسة مستشفيات في الجزء الشمالي من القطاع.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس “صُدمت من حجم الاحتياجات الصحية والدمار في شمال غزة”.
وكتب على منصة إكس “من شأن المزيد من التأخير أن يؤدي إلى وفيات أخرى ومعاناة عدد كبير جدا من الناس”.
وفي تعليقات منفصلة، قالت لجنة الإنقاذ الدولية إن فريق الطوارئ الطبي التابع لها وجمعية العون الطبي للفلسطينيين الخيرية اضطرا للانسحاب ووقف أنشطتهما في مستشفى الأقصى بالمنطقة الوسطى في غزة بسبب تزايد العمليات العسكرية “الإسرائيلية” في المنطقة.
وأدى الهجوم “الإسرائيلي” إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير الكثير من المنازل والبنية التحتية المدنية وإلى نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
والأحد، قالت وزارة الصحة بغزة في بيان، إن “الاحتلال الاسرائيلي يقوم بإرهاب المرضى والطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى من خلال (الطائرات) المسيّرات”.
وأشارت إلى أن “المسيرات الإسرائيلية تطلق نيرانها بكثافة تجاه أقسام وساحات مستشفى شهداء الأقصى وتستهدف كل من يتحرك”، موضحة أن “الجرحى والمرضى يهربون من المستشفى تحت النيران الإسرائيلية”.
ورصد مراسلو وكالات أنباء دولية هجمات جوية وبرية وبحرية “إسرائيلية” على قطاع غزة، بعضها استهدفت مدينة دير البلح (وسط)، وأسفرت عن شهداء وجرحى بينهم أطفال، نقلوا إلى “مستشفى الأقصى”.
وأوضح كيسي أن “المستشفى يستقبل في بعض الأحيان، مئات الضحايا يوميًا في قسم طوارئ صغير، كان به (السبت) طبيب واحد يعمل طوال الليل”.
شون كيسي: مستشفى الأقصى يستقبل في بعض الأحيان، مئات الضحايا يوميًا في قسم طوارئ صغير، كان به طبيب واحد يعمل طوال الليل
وصباح الاثنين، كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان مقتضب على تليغرام، أن المستشفى استقبل خلال الساعات الـ24 الماضية “73 شهيدا و99 مصابًا”.
وأوضح التقرير الأممي أن فريق منظمة الصحة العالمية قام بتوصيل إمدادات طبية لدعم 4500 مريضًا يحتاجون إلى غسيل الكلى لمدة 3 أشهر و500 مريض يحتاجون إلى علاج الرضوض.
وأشار كيسي إلى عزم المنظمة إرسال طاقم طبي إلى المستشفى قائلا “نحن هنا لتوصيل بعض الإمدادات، ولكن أيضا لاتخاذ الترتيبات اللازمة لإيفاد فريق طبي للطوارئ لتقديم الدعم، ونأمل أن يكون ذلك في الأسبوع المقبل أو نحو ذلك، لإضافة مزيد من الموارد البشرية إلى هذا المستشفى”.
ومساء السبت، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” سحب موظفيها من المنطقة الوسطى بقطاع غزة، بما في ذلك مستشفى “شهداء الأقصى”، على خلفية تزايد هجمات الجيش الاحتلال “الإسرائيلي”.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 تشن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأحد “22 ألفا و835 شهيدًا و58 ألفا و416 جريحًا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.