أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة بحق الأطفال والنساء في خان يونس

جريمة حرب جديدة تنفذها قوات الاحتلال أمام أعين العالم بتهجير سكان مدينة خان يونس إلى مدينة رفح.

غزة- عثر فلسطينيون على جثث لنازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة كانت قد استهدفتهم الدبابات “الإسرائيلية” خلال توغلها صباح الاثنين، في إطار عملية عسكرية واسعة ما زالت تنفذها بالمدينة.
وأفاد شهود عيان بأن الآليات العسكرية لقوات الاحتلال تراجعت، الثلاثاء، بشكل محدود من بعض المناطق التي توغلت فيها، فجر الاثنين الماضي، غربي خان يونس.
وذكر الشهود، أن بعض الفلسطينيين عادوا إلى المناطق التي تراجعت منها القوات “الإسرائيلية” ليكتشفوا وجود جثث لفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، كانوا يحاولون النزوح من مدينة خان يونس إلى رفح (أقصى الجنوب) واستهدفتهم الدبابات بقذائفها.
وأوضحوا أن سيارات الإسعاف نقلت بعض هذه الجثث إلى مجمع ناصر الطبي وسط المدينة، لكن الدبابات “الإسرائيلية” أطلقت النار تجاه كل من يتواجد في المنطقة فاضطر المسعفون إلى المغادرة.
وذكر الشهود، أن بعض الجثث كانت قد بدأت بالتحلل ونهشت أجزاء منها القطط والكلاب.
وصباح الأربعاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان مقتضب، إن “الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار النازحين في جامعة الأقصى بمدينة خان يونس تمهيدا لتجيرهم نحو رفح”.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد طالبت، الثلاثاء، بتدخل دولي لمنع تهجير سكان مدينة خان يونس إلى مدينة رفح.
ووصفت الرئاسة الفلسطينية في بيان، ما يجري في خان يونس وسط غزة بأنه “جريمة حرب”.
وأشارت إلى أنها “توجهت إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة وعاجلة لمواجهة هذه الجريمة الخطيرة”، حسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”.
وحذرت “من خطورة مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي خان يونس بمغادرة أماكن سكناهم باتجاه رفح”.
وأوضحت أن أكثر الأهالي في خان يونس “من المهجرين من شمال غزة ووسطها جراء العدوان المتواصل”.
وأكدت أن “هذه الدعوة بمثابة جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها”.
والثلاثاء، ادعى جيش الاحتلال “استكمال تطويق” مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وذكر في بيان “نفذت الفرقة 98 على مدار آخر أربع وعشرين ساعة هجومًا واسع النطاق في خان يونس”.
وأضاف أن المنطقة شهدت “قتالاً مكثفًا”، مدعيًا أن “القوات (الإسرائيلية) قضت على عشرات المسلحين في معارك وجهًا لوجه بتعاون مع غارات سلاح الجو”.
والاثنين، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الفلسطينيين اضطروا لدفن 40 من قتلاهم بمقبرة جماعية في ساحة “مجمع ناصر الطبي” بسبب عدم قدرتهم على التوجه للمقابر جراء القصف “الإسرائيلي” المكثف.
وقال متحدث الوزارة، أشرف القدرة، في بيان، إن “أعداد الإصابات الخطيرة التي وصلت إلى مجمع ناصر الطبي جراء الاستهداف الإسرائيلي لمراكز الإيواء في غرب خان يونس تفوق القدرة الاستيعابية لغرف العمليات والعناية المركزة بالمستشفى”.
كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن جيش الاحتلال استهدف 5 مراكز إيواء تضم 30 ألف نازح بمدينة خان يونس.
وقال المكتب في بيان، إن “جيش الاحتلال استهدف 30 ألف نازح في 5 مراكز إيواء بخان يونس ادعى أنها آمنة وارتكب مجزرة خلفت العديد من الشهداء”.
وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي قصف مراكز إيواء: جامعة الأقصى، والكلية الجامعية، ومدرسة خالدية، ومدرسة المواصي، ومدرسة الصناعة، في خان يونس بشكل مباشر وباستخدام طائرات الاستطلاع والمدفعية”.
وتابع أن “القصف أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء ووقوع عدد من الإصابات بين صفوف النازحين الآمنين الذين لجئوا إلى مراكز الإيواء التي زعم الاحتلال بأنها آمنة”.
وأغلقت الدبابات الإسرائيلية، التي تتقدم غربًا باتجاه البحر المتوسط، آخر طريق باتجاه الساحل مما حجب طريق الهرب أمام المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى رفح، وهي آخر مدينة بالطرف الجنوبي من قطاع غزة والتي يتكدس فيها الآن أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.


الدكتور محمود أبو شمالة: أنا الآن محاصر في مستشفى ناصر وحياتي معرضة للخطر بشكل كبير، ورائحة الموت التي لا أعرف رائحة غيرها تفوح وتذوي في كل مكان… عشت كالبطل في هذه المعركة وإن مت سأموت كالأبطال
وقال شعبان (45 عاما)، وهو مهندس كهربائي وأب لأربعة أطفال، عبر الهاتف “أحاول المغادرة إلى رفح لكن الدبابات أصبحت الآن قريبة جدا من الساحل وتطلق النار باتجاه الغرب”.
ووفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، أستشهد 195 فلسطينيًا على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليترفع العدد الإجمالي الموثق إلى 25490 مع مخاوف من وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات “الإسرائيلية” المتقدمة حاصرت المستشفيات مما جعل من المستحيل الوصول إلى القتلى والجرحى.
وفي المستشفى الأوروبي في خان يونس، أحضر رجل يدعى عاهد مسمح خمس جثث على مرتبة فوق عربته التي يجرها حمار.
وقال “وجدتهم قتلى في الشارع… فعلت خيرا وأحضرتهم”.
وجرى دفن جثث في أرض مستشفى ناصر في خان يونس لأن الذهاب إلى المقابر غير آمن.
وأظهرت لقطات صورها الصحفي الفلسطيني حمدان الدحدوح إطلاق نار مستمر يصيب سطح المبنى الرئيسي بالمستشفى.
وكتب الدكتور محمود أبو شمالة عبر صفحته على فيسبوك “أنا الآن محاصر في مستشفى ناصر وحياتي معرضة للخطر بشكل كبير، ورائحة الموت التي لا أعرف رائحة غيرها تفوح وتذوي في كل مكان… عشت كالبطل في هذه المعركة وإن مت سأموت كالأبطال”.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى آخر في خان يونس، وهو مستشفى الخير، واعتقلت العاملين فيه.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيان “الموظفون والمرضى والنازحون المذعورون محاصرون الآن داخل المستشفيات القليلة المتبقية في خان يونس مع استمرار القتال العنيف”.
وأضاف أن ستة نازحين قتلوا وأصيب كثيرون في أحد أكبر الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة في خان يونس.

وطالب جميع الأطراف إلى اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتقليل الضرر وحماية المدنيين والمرافق الطبية والعاملين ومباني الأمم المتحدة وفقا للقانون الدولي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى