أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

حكومة السوداني تنتهك حقوق المسيحيين بتعيين ميليشياوي رئيسًا لأوقاف الديانات

الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم: لا استقرار سياسي، ولا أمني، ولا اقتصادي، ولا السيادة التي يتطلع إليها كلُّ العراقيين. ثمة اعتماد مفاهيم مزدوجة للديمقراطية والحرية، والدستور والقانون والمواطنة، حتى لدى الذين أقسموا أمام الله بالحفاظ عليها.

أربيل- الرافدين
دفعت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني عنصرًا في قيادة ميليشيا “بابليون” المنضوية في الحشد الشعبي رئيسًا لديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية.
ويكشف التعيين الجديد المفتقر لأي ضوابط والمرفوض من قبل العراقيين المسيحيين، السطوة السياسية التي تمنح لزعيم ميليشيا “بابليون” ريان الكلداني المتهم بالاستيلاء على عقارات المسيحيين العراقيين.
وتم تعيين رامي جوزيف اغاجان سلدوزيان، الذي جاء عبر ميليشيا “بابليون” وهو نسيب زعيم الميليشيا ريان الكلداني، في منصب رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية.
وأكدت البطريركية الكلدانية على أن قرار تعيين سلدوزيان، مخالفة صريحة لقانون تأسيس الديوان، حيث ورد في الفصل الثاني المادة الرابعة فقرة 2 أن رئيس الوزراء يعيّن رئيسًا للديوان بعد ترشيح رؤساء الأديان شخصًا مقتدراً.
وشددت البطريركية الكلدانية في بيان، على أن هناك خروقات جديدة للقانون ضد المسيحيين، منوهةً إلى أن “الحكومة الحالية غير مهتمة بإنصافهم ومستمرة باتخاذ إجراءات تنتهك حقوقهم”.
وقالت إن “تعيين رامي جوزيف اغاجان سلدوزيان، الذي جاء عن طريق بابليون، وهو نسيب ريان سالم من الأم، في منصب رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية، يعد مخالفة صريحة لقانون تأسيس الديوان”.
وأكدت على أن رامي شخص غير معروف، متسائلة “من هي الكنائس التي رشحته”؟
وأشارت إلى أن “كل راعي كنيسة نسأله يستغرب، علمًا أن مرشح 9 كنائس الدكتور فراس كوركيس أزيح، لأن ريان ادَّعى أنه مقرَّب من الكاردينال ساكو. هذا ادعاء باطل لأن الدكتور فراس، أستاذ جامعي ومستقل ووطني”.
وقال سياسي عراقي إن “ريان الكلداني تلميذ لقتلة ولصوص ملطخة أيديهم بدماء العراقيين على الهوية” في إشارة إلى علاقته بزعماء ميليشيات في الحشد الشعبي مثل أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وهادي العامري.
وكان الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم قد قال إن “ريان الكلداني قام بسرقة أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى ويحاول شراء المسيحيين بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزير” في إشارة إلى وزيرة الهجرة في حكومة الإطار التنسيقي إيفان جابرو.
وأشار إلى أن “الكلداني ليس لديه أهلية لقيادة المسيحيين ويريد السيطرة على المسيحيين في العراق والاستحواذ على (كوتا) المسيحيين في الانتخابات”.
وتزامن الانتهاك الجديد لحقوق المسيحيين العراقيين من قبل حكومة الإطار التنسيقي مع نشر الكاردينال لويس ساكو، مقالًا جديدًا بعنوان “العراقيون المسيحيون نحو الهجرة” أكد فيه على أن “المكوَّن المسيحي، يشعر بالحزن والألم والخوف والهشاشة حيال التهميش الكلي أو الجزئي: خطف وقتل وفدية بعد سقوط النظام، ثم تهجيرهم من قبل تنظيم (داعش) من الموصل وبلدات سهل نينوى”.
وشدد على أنه “لولا استقبال حكومة إقليم كوردستان، ورعاية الكنيسة لهم أثناء التهجير وإعادة تعمير بيوتهم بعد التحرير لكان حالهم حال مهجّري غزة في فلسطين، إذ لم تقدم الحكومة المركزية أنداك لهم شيئًا”.
وأكد بطريرك الكلدان في العراق والعالم، على أن الحكومة غير جادّة بأنصافهم، ما تقوله مجرد كلام جميل من دون أفعال.
وشدد على أن “لا استقرار سياسي، ولا أمني، ولا اقتصادي، ولا السيادة التي يتطلع إليها كلُّ العراقيين. ثمة اعتماد مفاهيم مزدوجة للديمقراطية والحرية، والدستور والقانون والمواطنة، حتى لدى الذين أقسموا أمام الله بالحفاظ عليها”، منوّهاً إلى أن ذلك “أضعف أداء مؤسسات الدولة، وتراجع القيم الأخلاقية والوطنية، فضلاً عن تدهور الخدمات والصحة والتعليم، وتفشي الفساد، وازدياد البطالة والأميّة”.
وسبق أن وصف رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، مرسوم عزله من منصبه من قبل الرئيس الحالي عبداللطيف رشيد، بالمهين والباطل وأتى بسبب وقوفه بوجه الفساد وعدم خضوعه لتأثيرات ميليشيا تدعي أنها مسيحية.
وأكد على مضيه في عمله رغم محاولات ميليشيا بابليون شراء بعض القساوسة لتقسيم الكنيسة الكلدانية لافتًا إلى أن إعفاءه من منصبه غير قانوني إذ لا يحق لأحد إعفائه من صلاحياته إلا بابا الفاتيكان وحده.
وأشار إلى تعرضه لضغوط سياسية دفعته لمغادرة بغداد، وذلك بعد عزله من منصب بطريرك للكنيسة الكلدانية تحقيقًا لرغبات زعيم ميليشيا بابليون ريان الكلداني.
وقال الكاردينال ساكو إن الكنيسة مستهدفة وتواجه أنواعا مختلفة من الإهانة والعنف، متسائلا “هل يمكن لرئيس الجمهورية أن يصدر بيانًا أو مرسومًا جمهوريًا ضد المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، أو غيره”.
ووصف الكاردينال ساكو ما يجري باللعبة القذرة التي حولت أحد زعماء ميليشيا الحشد ريان الكلداني إلى وصي على الأوقاف المسيحية وممثلاً المسيحيين سياسيًا عبر منحه وأشقائه مناصب بالدولة من بينهم وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق رغم تورطهم بارتكاب انتهاكات وفرض إتاوات على المسيحيين في سهل نينوى وتلكيف.
وحذر الكاردينال لويس ساكو، من هشاشة التعايش المشترك بين العراقيين بسبب الفساد والميليشيات والسلاح المنفلت.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى