أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الثروة السمكية في العراق مهددة بالانقراض!!

تحذيرات من انقراض بعض أنواع الأسماك في العراق في ظل تراجع خطير بنسب الثروة السمكية في عموم البلاد نتيجة تفاقم أزمة الجفاف والفشل الحكومي في معالجتها.

ديالى – الرافدين
شهدت الثروة السمكية في العراق تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة نتيجة موجة الجفاف التي تعصف بالبلاد والسياسات المائية الفاشلة للحكومات المتعاقبة، إلا أن التراجع في محافظة ديالى وصل إلى مستويات خطيرة حتى باتت مهددة بالتلاشي.
وأقرت شعبة الثروة السمكية في ديالى بأنّ نسب التراجع في الثروة السمكية في المحافظة تقدّر بنحو 90 بالمائة، مشيرة إلى أن معظم الأسماك النهرية اختفت بعد جفاف الأنهار والبحيرات.
وقال رئيس شعبة الثروة السمكية في مديرية زراعة ديالى عباس المعموري، إن “ديالى كانت تضم أنواعا مختلفة من الأسماك بينها الشبوط والبني والخشني فضلا عن الكارب الذي تتم تربيته في الأحواض، وإن معظم الأسماك النهرية اختفت الآن بعد ردم البحيرات وجفاف الأنهر وبقي الكارب فقط في الأسواق، بعدما كانت المحافظة تصدر أسماكًا لمناطق مختلفة”.
وبحسب مسؤولين في محافظة ديالى فإن إنتاج الأسماك قد تراجع إلى أكثر من النصف في عام 2023 عما كان عليه في السنوات السابقة.
وقال رئيس شعبة الدواجن والأسماك في المستشفى البيطري في ديالى أرشد مجيد إن، “إنتاج وتسويق الأسماك في ديالى خلال العام 2023 بلغ أكثر من 400 طن من أسماك حقول التربية فقط وهي كمية قليلة مقارنة بما كانت تسجله ديالى عندما كانت مناسيب المياه مرتفعة”.
وأضاف أن”ديالى كانت تنتج نحو 1000 طن سنويا وربما أكثر بالإضافة للأسماك المحلية التي يبيعها الصيادون بعد صيدها من الأنهر وبحيرة حمرين”.
وأوضح أن “أحواض تربية الأسماك الآن معدودة وفقط على جانبي نهر دجلة من جهة ناحية جديدة الشط بعدما كانت حتى في نهر ديالى ولكنها اختفت بعدما انخفضت مناسيبه إلى مستويات غير مسبوقة واضطر مربو الأسماك إلى العمل في مهن أخرى عندما تحولت مهنتهم إلى خاسرة”.
وتراجع إنتاج الأسماك في العراق من 800 ألف طن في عام 2022، إلى النصف في عام 2023، وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، قد قدرت خسائر الثروة السمكية بأكثر من 400 مليون دولار.
وتعد الثروة السمكية مصدرا مهما من مصادر التنوع الاقتصادي في العراق، لكنها تواجه تحديات كثيرة بالإضافة إلى أزمة الجفاف، أبرزها الصيد الجائر والعشوائي والإصابات المرضية وارتفاع نسبة الملوحة.
ونتيجة لارتفاع نسب الملوحة وقلة المياه تنفق ملايين الأطنان من الأسماك سنويا، لا سيما في مناطق الأهوار جنوبي العراق التي تقلصت مساحتها بشكل كبير بسبب الجفاف.
ويقول الخبير البيئي تحسين الموسوي، إن الجفاف يتوالى للموسم الرابع في العراق، وهو ما انعكس سلبا على الثروة السمكية وخاصة في الأهوار، التي تفوق مساحتها 20 ألف كيلومتر مربع وبنسبة إغمار تصل إلى 20 مليار متر مكعب، وهو ما أحدث خللا فادحا في التنوع الحيوي ونفوق أعداد ضخمة من الحيوانات والأسماك”.
وأضاف الموسوي أن “حوضي نهري دجلة والفرات يعانيان من الاضمحلال، حتى أن بعض الأجزاء منهما تحولت لمعابر للسكان سيرا على الأقدام، وهو ما ينسحب على البحيرات الطبيعية، فضلا عن ردم أكثر من 5 آلاف بحيرة  طينية غير مجازة، ولهذا كله فالثروة السمكية في تناقص حاد”.
وأوضح أن تراجع الثروة السمكية ينعكس سلبا على محترفي حرفة الصيد وخاصة في منطقة الأهوار، ووفقا للأرقام الرسمية هاجرت أكثر من 60 ألف عائلة من هناك، بواقع نحو 400 ألف نسمة، وهو ما يسهم في فقدان تلك المناطق لخصوصيتها ويجعل من الصعب إعادة تأهيلها”.
وحذر مختصون أن تدهور الثروة السمكية سيخلف تداعيات خطيرة تطال التنوع الحيوي والاقتصادي ويهدد أنواعا كثيرة من الأسماك بالانقراض.
يقول إياد الطالبي رئيس الجمعية العراقية لمنتجي الأسماك، إن “إطلاقات الإصبعيات من المفاقس التابعة للحكومة قليلة جدا، وتكون على شكل يرقات، لذلك بدأت الأسماك العراقية منها البز والبني والكطان والشبوط بالانقراض في دجلة والفرات، وهناك كميات توجد في الأهوار والثرثار، لكنها تتعرض للصيد الجائر، فضلا عن عدم وجود إطلاقات أسماك صغيرة لتعويض هذه الخسائر الكبيرة”.
وأضاف الطالبي، أن “أهوار العمارة والبصرة كانت تُربى فيها أنواع كثيرة من الأسماك، خاصة البني والكطان والشبوط، لكن الجفاف دمر البنية التحتية لهذه الأسماك التي تعد من التراث العراقي والعربي”.
وتقدر أعداد العاملين في قطاع الأسماك بنحو  مليوني عامل يتوزعون بين صيادين وناقلين وبائعين، بات ما لا يقل عن نصفهم بلا عمل نتيجة تراجع الثروة السمكية.
وعلى الرغم من التحذيرات الدولية والمحلية تستمر حكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني بإهمال أزمة الجفاف وتبعاتها الخطيرة على البلاد.
وسبق أن أعلنت وزارة الموارد المائية عن تجفيف 297 بحيرة أسماك، بذريعة نقص المياه، للتغطية على فشلها في حل أزمة شح المياه وعدم الوصول إلى اتفاق يعيد للعراق حصصه المائية المنهوبة بحسب مراقبين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى