أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

نازحون فلسطينيون يفضلون الموت في غزة على الهجرة إلى سيناء المصرية

يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن الأعمال العدائية المكثفة في رفح يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك.

غزة- تسود مخاوف في أوساط النازحين الفلسطينيين من إقدام جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على شن عملية عسكرية في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ما قد يسفر عن ارتكاب مجازر وجرائم واسعة بحق المدنيين.
وعلى الرغم من هذه المخاوف الواسعة إلا أن الفلسطينيين يرفضون أي محاولات لتهجيرهم خارج قطاع غزة، ويؤكدون تمسكهم بأراضيهم، وتفضيل “الموت في غزة على الهجرة إلى سيناء المصرية”.
وحذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقاء جمعهما في رام الله، من “عواقب أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح للضغط على المواطنين لتهجيرهم”.
وجدد رفضه لـ”التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس”.
وتعتبر رفح حاليًا من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار جيش الاحتلال الفلسطينيين من سكان شمالي القطاع، على النزوح إلى هناك.
وفي الأسابيع الأخيرة، صدرت تحذيرات من منظمات حقوقية وإنسانية دولية، من أن أي نشاط عسكري “إسرائيلي” في رفح، سيؤدي إلى إزهاق الكثير من الأرواح.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من وقوع جرائم حرب حال تنفيذ “إسرائيل” “أي تحرك لتوسيع غزوها الشامل لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح المكتظة بالسكان”، مؤكدًا على ضرورة منعها بكل السبل.
وقال المتحدث باسم المكتب في جنيف يانس لاركيه “إن الأعمال العدائية المكثفة في رفح يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك”.
وبنبرة غاضبة ونظرة حادة، يقول المسن رائد الشرفا (62 عامًا) “بموت هان في رفح ولا بطلع على سيناء، بالقوة وبالقصف لما طلعنا ونزحنا من دارنا، قصفوا مدرسة ابو بكر الصديق، وابني استشهد”.
وأضاف “انا نزحت من غزة إلى رفح رغم أنني كنت أرفض الخروج لكنني أجبرت من أجل أولاد ابني كانوا عندي وابني اعتقله الجيش الإسرائيلي”.
ويستكمل حديثه “لو قتلوني هان مش طالع من رفح، مستحيل ومن سابع المستحيلات، وهاد حال الشعب كله مش بس أنا”، متسائلًا باستهجان “كيف بدنا نطلع على سيناء ونسيب أرضنا!”.
وتتفق أزهار حمدي النازحة من غزة مع سابقها حول رفض فكرة التهجير إلى سيناء، وتقول: “اموت على أرض قطاع غزة العزة ولا بفكر أطلع”.
وتضيف “ألا يكفي انه تم تهجيرنا داخل أراضينا؟! لا ولن نقبل التهجير إلى سيناء، هم يرتكبون جرائم بحقنا أينما كنا او ذهبنا ولا يهمهم شيء”.
وتستغرب إصرار جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على ارتكاب مجازر وجرائم ابادة في كل مكان داخل قطاع غزة دون انصياع لمحكمة العدل الدولية او الاستجابة للضغوط الدولية.
ويقول الحاج المسن إبراهيم عواد (63 عامًا) “لو توغل الجيش الإسرائيلي في رفح، سيرتكب مجازر وجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الأبرياء”.
وبلهجة غاضبة، يضيف الحاج عواد لمراسل وكالة الأناضول “والله احنا بنسمع أن الجيش الاسرائيلي يتوعد ببدء عملية عسكرية في رفح بعد ما نزحنا من الشمال”.
ويتسائل بقوله “يعني وين بدنا نروح لم يبق بالعمر حياة، والأفضل أن نموت هنا في بلادنا”، رافضًا فكرة تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء شمال شرق مصر.
ويتركز نحو 1.5 مليون فلسطيني في محافظة رفح بعد أن وصلوا إليها من شمال ووسط قطاع غزة بعد بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول الماضي.
وزاد عدد المتواجدين في رفح بعدما وصل عشرات الآلاف إليها في الأيام الماضية إثر تصعيد قوات الاحتلال العمليات العسكرية في خان يونس.


المأساة مستمرة أمام أنظار العالم
ومنذ الثاني والعشرين من كانون الثاني الماضي، يشن الجيش الاحتلال “الإسرائيلي” سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط المستشفيات المتواجدة فيها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح منها.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، يشن الجيش الاحتلال حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأحد “28 ألفا و176 شهيدًا و67 ألفا و784 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء”، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية
وترفض الفلسطينية وفاء أحمد (58 عامًا)، فكرة التهجير إلى سيناء أو أي مكان آخر خارج الأراضي الفلسطينية.
وتقول أحمد النازحة من مدينة غزة، “إنّ الأوضاع في رفح أصبحت صعبة للغاية، بعد تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته وقصفه في الأيام الماضية”.
وتخشى من وقوع مجازر وجرائم إبادة بحق السكان والنازحين الذين تمتلئ بهم شوارع المدينة، مشيرةً إلى نزوحها في بداية الحرب باتجاه بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة قبل الانتقال إلى رفح.
ويتفق الشاب قصي عبد اللطيف (19 عامًا)، مع سابقيه من حيث خشيته من بدء أي عملية عسكرية “إسرائيلية” في رفح، في ظل حالة التكدس الكبير وغير المسبوق داخل المحافظة.
ويقول عبد اللطيف “رفح تمتلئ عن بكرة أبيها بالنازحين وهناك تكدس في كل مكان، ولم تبق أي بقعة آمنة في قطاع غزة”.
ويشدد على رفضه فكرة التهجير إلى سيناء، مستغربًا صمت العالم أجمع تجاه عمليات التهجير القسري الذي ترتكبه “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني.
ويتوزع النازحون في مخيمات ومراكز الإيواء والشوارع والأزقة والساحات العامة والحدائق في رفح، بحثًا عن خيارات للنجاة من القصف.
وبينما تتساءل الفلسطينية انشراح حمد عن الكيفية التي سينفذ فيها الجيش “الإسرائيلي” عمليته العسكرية في رفح رغم التكدس البشري الكبير فيها، تؤكد رفضها فكرة التهجير خارج قطاع غزة.
وتؤكد النازحة من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أنه في حال أقدم الجيش على تنفيذ عمليته العسكرية سيرتكب مجازر فظيعة وسيسقط أعداد كبيرة من الشهداء، مستغربة رفض “إسرائيل” إعادة النازحين الى شمال قطاع غزة.
وتفضل حمد الموت في قطاع غزة على التهجير إلى سيناء أو أي مكان آخر، متسائلة: “ماذا نفعل في بلد ليست وطننا؟!”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى