أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

قوات الاحتلال تتعمد تدمير المساجد والمنازل في رفح

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: لن نكون طرفًا في التهجير القسري لسكان رفح. وفي الوقت الراهن، لا يوجد مكان آمن في غزة.

غزة – على مدى ساعة كاملة شهدت مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، أعنف قصف وعمليات عسكرية منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال “الإسرائيلية” في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأصيب عدد من النازحين الفلسطينيين، الثلاثاء، في قصف “إسرائيلي” استهدف جدار معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
وأفاد مراسلو وكالات الأنباء العالمية بأن الجيش “الإسرائيلي” استهدف جدار معبر رفح الحدودي مع مصر ما أسفر عن إحداث ثقب فيه، وإصابة عدد من النازحين المقيمين منذ أكثر من شهرين داخل الجانب الفلسطيني من المعبر بعد نزوحهم من مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأوضح أن الجدار المستهدف في المعبر يجاور منطقة تجمّع المسافرين قبل دخولهم الصالة الفلسطينية لإنجاز عملية ختم الجوازات والانتقال إلى الجانب المصري.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في نيويورك يوم الإثنين إن كل ما يحدث في الجزء الجنوبي من المنطقة على الحدود مع مصر يجب أن يحدث مع الاحترام الكامل لحماية السكان المدنيين.
وأضاف “لن نكون طرفًا في التهجير القسري للسكان. وفي الوقت الراهن، لا يوجد مكان آمن في غزة”.
وفجر الإثنين، شنت الطائرات الحربية “الإسرائيلية” والبوارج البحرية والمدفعية غارات مكثفة ومتزامنة تجاه منازل ومساجد في رفح، لتخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى ودمارًا هائلاً خاصة في مخيم يبنا وسط المدينة.
ويقف إمام مسجد الهدى عائد أبو حسنين، على أنقاض المسجد الذي دمره جيش الاحتلال في مخيم يبنا، ويقول “كانت صدمة كبيرة، فقد استيقظنا منتصف الليل على أصوات القصف والاشتباكات العنيفة، والاهتزازات وكأن زلزالا ضرب المنطقة”.
ويتابع أبو حسنين بنبرة حزينة، “القصف حول المسجد إلى ركام، ودمر المنازل الملاصقة والمحيطة ما أسفر عن استشهاد نحو 12 مواطنًا”.
وتسبب القصف بتدمير جدران المسجد وواجهته، واكتسى المكان باللون الأسود الناجم عن الاحتراق بعد الاستهداف، وتصاعد الدخان من الأنقاض.
ويقول الشاب محمد أحمد (18 عامًا) “ما حدث أشبه بزلزال مدمر، فالمنطقة تحولت فجأة إلى دمار والدخان يتصاعد من كل مكان، وكأن حممًا بركانية انفجرت”.


أين بوصلة أخلاقية القانون الدولي؟
ويضيف “علت أصوات النساء والأطفال الخائفين من القصف، وسادت حالة من الخوف أجواء المنزل والمنطقة بأسرها، والجميع كان يظن أن العملية العسكرية البرية على المدينة قد بدأت”.
ويشير إلى تحطم زجاج المنازل والمباني المجاورة ما زاد من حالة الهلع، في ظل ارتفاع أصوات طائرات الاستطلاع والحربية، إضافة إلى أصوات الاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال.
الفلسطينية فاطمة قشطة (45 عاما) بدت علامات الصدمة على وجهها بينما قالت بنبرة غاضبة “نحن مدنيون لماذا يقصفونا؟! سقف البيت كاد يسقط على رؤوسنا ونحن نيام”.
وتضيف قشطة “مجزرة كبيرة ارتكبها الاحتلال في رفح خلال ساعة واحدة، أكثر من 80 شهيدًا ومئات الإصابات وكلهم كانوا نائمين لا ذنب لهم”.
وفي المنطقة المستهدفة كان مصطفى أبو سليمة (39 عامًا) يقوم بمساعدة أطفاله بإزالة الركام من منزله المكون من طابقين، بعدما أصبحت جدران المنزل مكشوفة للشارع بفعل القصف.
ويقول أبو سليمة عن الحدث “تفاجأنا بالقصف، فحاولت الخروج لمعرفة ماذا يجري، لكن صواريخ الطائرات الإسرائيلية كانت أسرع، فبدأت أجزاء من الطابق العلوي بالسقوط علينا”.
ونجا أبو سليمة هو وأطفاله بأعجوبة من موت محقق، ويقول عن ذلك “ساعة كاملة عشناها بخوف شديد ورعب، بعدما أيقظتنا أصوات الصواريخ والطائرات”.
وشن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” فجر الإثنين، سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة في المدينة، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، في تجاهل واضح لتحذيرات دولية من عواقب اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.
ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي، تشن “إسرائيل” حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الإثنين “28 ألفا و340 شهيدًا و67 ألفا و984 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء”، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة “إسرائيل” بتهمة “جرائم إبادة” للمرة الأولى.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى