وحشية العدوان تخطف روح رضيع في عيد ميلاده الأول بغزة
لم يخطر في بال جدّ الرضيع يوسف، الذي احتضنه بشدة وقبله أثناء توديعه، أن يوم ميلاده الأول سيكون يوم فاجعة، وأنه سيصبح ضحية للحرب الوحشية لقوات الاحتلال.
غزة- لم تستطع عائلة الكردي الفلسطينية الاحتفال بأول عيد ميلاد لرضيعها يوسف، بسبب قصف “إسرائيلي” استهدف منزلهم وأودى بحياته.
وكانت العائلة تستعد، السبت، للاحتفال بعيد ميلاده الأول، على الرغم من مآسي الحرب على غزة، ولكن صاروخًا “إسرائيليًا” أنهى حياة الرضيع يوسف.
وفي ساحة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ودّعت العائلة المكلومة الطفل يوسف وسط حالة من الحزن والقهر على فراقه.
ويحيط بالعائلة العشرات من الأقارب والجيران للتعزية بالمأساة التي حلت بهم، إذ أدى القصف على منزلهم إلى وفاة العديد من النساء والأطفال.
ولم يخطر في بال جدّ يوسف، الذي احتضنه بشدة وقبله أثناء توديعه، أن يوم ميلاده الأول سيكون يوم فاجعة، وأنه سيصبح ضحية للحرب “الإسرائيلية”.
ويمسك الجد حفيده بحنان في ساحة المستشفى، ويرفعه بين ذراعيه برفق، ويقبل جبينه بحنية، وبصوت مليء بالحزن يقول “أنظروا عينه مفتحة”.
وكان الجدّ يوسف قد ذهب لشراء حفاظات للصغير وبعض الحلوى ليوزعها بذكرى ميلاده، ولكن عند عودته تفاجأ بالخبر الصادم الذي نزل عليه كالصاعقة، حيث استهدفت غارة منزلهم في دير البلح وقتلت حفيده.
ويذكر جده أنه في العام الماضي، عندما أُنجب يوسف، كانت الأجواء ماطرة، وفي يوم استشهاده، كانت السماء ماطرة أيضًا، في إشارة من السماء إلى الخير والرحمة، بحسب جده.
ولم يكن يوسف يقبل بسهولة على أي شخص يحتضنه في المنزل سوى جده، الذي كان يرعاه بشغف ويمنحه الاهتمام والحنان ويلاعبه.
وقال جدّ يوسف “يوسف صغيري لم يكن يستطيع الجلوس في حضن أي شخص غيري، استشهد بغير ذنب، استشهد في يوم ميلاده”.
وأضاف “كان يوم ميلاده الجو ماطرًا، ويوم استشهاده كان الجو أيضًا ماطرًا، في دلالة على الخير بسقوط المطر”.
وأشار إلى أن “عمره صغير عام واحد فقط، فماذا فعل، قتل نتنياهو، دمر إسرائيل والدول العربية؟”.
وتابع “مبسوط (هل أنت سعيد) يا نتنياهو؟ لأنك قتلت الولد البالغ من العمر سنة واحدة والأطفال والنساء، وكان يوم ميلاده أمس”.
وشنت الطائرات الحربية “الإسرائيلية”، السبت، غارات عنيفة على منازل مأهولة في المحافظة الوسطى بقطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد العشرات من بينهم أطفال ونساء، وفقًا لتصريحات المكتب الإعلامي الحكومي.
ورغم محاكمتها بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية، تواصل “إسرائيل” استهداف المنازل والمستشفيات ودور العبادة وغيرها من المباني المدنية في غزة، إذ قتلت نحو 2900 فلسطيني منذ إصدار محكمة العدل الدولية، في السادس والعشرين من كانون الثاني الماضي، قرارا ضدها يأمرها باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.