أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

صحوة التأييد لفلسطين في الغرب تكتسب زخمًا ملحوظًا

الصحفي الأمريكي من أصل يهودي آرون جيل: مستوى الدعم للصهيونية تراجع في الولايات المتحدة، وأن عددًا كبيرًا من اليهود الأمريكيين يعرفون أنفسهم بمناهضة الصهيونية.

إسطنبول – بينما تستقبل غزة رمضان الفضيل تحت القصف “الإسرائيلي” الوحشي الذي دخل شهره السادس، اعتبر الناشط والأكاديمي الكندي، الدكتور ديفيد هيب، أن صحوة الاحتجاجات في الدول الغربية ضد الحكومات الداعمة “لإسرائيل” منذ السابع من تشرين الأول 2023، تكتسب زخمًا ملحوظًا، رغم ازدياد الضغط على مؤيدي القضية الفلسطينية.
في وقت قال الصحفي الأمريكي من أصل يهودي، آرون جيل، إن مستوى الدعم للصهيونية تراجع في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن عددا كبيرًا من اليهود الأمريكيين يعرفون أنفسهم علنًا بمناهضة الصهيونية.
وأشار جيل في بيان مكتوب إلى أن استطلاعًا نشره مركز “بيانات من أجل التقدم” البحثي في الخامس من تشرين الثاني 2023، أفاد بتأييد أكثر من 60 بالمائة من الناخبين الأمريكيين وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد انخفاض مستوى دعم الصهيونية في الولايات المتحدة، قائلا “عدد أكبر من اليهود الأمريكيين الذين رأيتهم من قبل يعرفون أنفسهم بمناهضة الصهيونية بشكل علني”.
وأشار جيل إلى أن انخفاض الدعم للصهيونية يؤثر أيضا على العلاقات الشخصية والعائلية لليهود الأمريكيين.
وقال الصحفي الأمريكي “هناك صراعات عميقة بين اليهود الشباب المناهضين للصهيونية أو الذين انقطعت روابطهم بإسرائيل من جهة، وبين اليهود الأكبر سنًا من جهة ثانية”.
وفيما إذا كان تراجع الدعم للصهيونية مستمرًا، قال جيل “هذا الانخفاض سوف يتعمق أكثر طالما أن هناك حكومة قومية يمينية متطرفة تحكم إسرائيل، فمعظم الأمريكيين من أصل يهودي لا يستطيعون في الحقيقة دعم دولة عرقية ترتكب جرائم حرب وانتهاكات باسمهم”.
ولفت جيل إلى أن هناك خلافات في الرأي حول مصدر الوضع الحالي في غزة، وذكر أن البعض يعتقد أن هذا “الوضع المؤقت” سيتغير مع هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما يرى البعض الآخر أن “الأمر قد تغلغل في الصهيونية”.
وأشار إلى أن المجتمع القائم على العرق، أو الدين أو الجنس أو التمييز الطبقي هو مجتمع يشوبه العيب، مبينًا أن “إسرائيل” الحالية دولة تحمل هذه الصفات.
وحول رد فعل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على تراجع دعم الصهيونية، ذكر جيل أن هؤلاء الأشخاص يصفون كل من ينتقد الصهيونية بأنه “معاد للسامية”.
في موازاة ذلك قال الدكتور ديفيد هيب، الأستاذ المشارك في قسم اللغات بجامعة ويسترن أونتاريو بكندا، لمراسل وكالة “الأناضول”، إن “إسرائيل” لا تخفي نيّتها في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، أوضح العديد من أعضاء الكنيست، بما في ذلك العديد من السياسيين الإسرائيليين والعديد من القادة العسكريين ورئيس الوزراء والرئيس، نواياهم بوضوح”.


على الشعوب ألا تنتظر تحرك الحكومات، بل يجب على الناس أن يتحركوا، وقتئذ ستقوم الحكومات باتباع الشعوب
وتابع “أشارت الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية إلى هذا الوضع، القصد الإجرامي يُعتبر بدوره أيضًا عنصرًا رئيسيًا في أي محاكمة جنائية”.
وفي معرض إشارته إلى سوء الأوضاع الإنسانية، لفت هيب إلى استحالة أن يعيش المدنيون وأن تلد النساء بأمان في قطاع غزة، بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من تشرين الثاني الماضي.
وبيّن هيب أن “المرأة الفلسطينية غير قادرة اليوم على تدبر شؤون أسرتها في ظروف طبيعية وآمنة وصحية”، واستدل على ذلك بالقول إنه “من الواضح وجود نية لحرمان الناس من وسائل العيش، وكذلك حرمانهم من الغذاء والمساعدات الكافية والمياه النظيفة والمساعدة الطبية.
وشدد هيب على أن حكومات الدول الغربية والحكومات الأخرى التي تدور في فلك النفوذ الأمريكي “ليست صامتة فحسب، بل متواطئة بشكل فعال” فيما يحدث في غزة.
وذكر أن الحكومة الكندية دعمت عدوان الجيش “الإسرائيلي” على غزة وأرسلت الأسلحة ووفرت الدعم السياسي للاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن “الاحتجاجات في الدول الغربية ضد الحكومات الداعمة لإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول الماضي اكتسبت زخمًا ملحوظًا، رغم ازدياد الضغط على مؤيدي القضية الفلسطينية”.
وتابع “لقد تحدّت واندا نانيبوش (مواطنة كندية من السكان الأصليين)، التي تشرف على أنشطة معرض الفنون في أونتاريو (كندا)، الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، لسنوات عديدة، لكنها للأسف قبل فترة قصيرة فُصلت من عملها، على خلفية مواقفها المناهضة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة”.
وأكد على أن معرض الفنون لم يُدلِ ببيان أو تصريح حول هذا الموضوع، رغم ردود الفعلة المستنكرة ضد هذا القرار من الجمهور والمجتمع الفني.
وذكر هيب أنه كأكاديمي، كان قادرًا على الاستفادة من الحرية التي تمنحها الأوساط الأكاديمية، لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين لم تتح لهم الفرصة ذاتها.
وأكد على أهمية مقاطعة الشركات والمنظمات الداعمة لإسرائيل، مشددًا على أن “حظر توريد الأسلحة يعتبر عقوبة رادعة ضد الاحتلال الإسرائيلي”.

الناشط والأكاديمي الكندي، الدكتور ديفيد هيب: حكومات الدول الغربية والحكومات الأخرى التي تدور في فلك النفوذ الأمريكي ليست صامتة فحسب، بل متواطئة بشكل فعال فيما يحدث في غزة.
وقال إنه لاحظ قبل عدّة أسابيع وجود حملة ضد شركات معينة في إسطنبول، حيث جاء للمشاركة في اجتماعات “أسطول الحرية الدولي” الذي يجري التحضير له لكسر الحصار على غزة.
كما شدد على أهمية مطالبة بعض الشركات بالتوقف عن استيراد المنتجات الإسرائيلية، مؤكدا أن “هذا المطلب قانوني قبل كل شيء، ذلك أن هذه الشركات بحاجة إلى أن تكون على دراية بأنها تدعم مرتكبي الإبادة الجماعية بطريقة غير مباشرة”.
وأشار إلى أن “التعبير عن الوعي في المجتمع يجري إظهاره من خلال تبنّي أسلوب المقاطعة، الذي بات يشكل حاجة ملحّة للغاية”.
ورأى أن “على الشعوب ألا تنتظر تحرك الحكومات، بل يجب على الناس أن يتحركوا، وقتئذ ستقوم الحكومات باتباع الشعوب”.
وفيما يتعلق بـ “أسطول الحرية” الذي من المقرر أن ينطلق إلى غزة بمشاركة العديد من الناشطين من بلدان مختلفة، قال هيب إنهم أعلنوا أمام الرأي العام حقيقة الوضع في غزة وعواقب الحصار، وجمعوا تبرعات لصالح أهل القطاع.
ولفت إلى أن “الهدف من أسطول الحرية، هو إيصال التبرعات التي تم جمعها في العديد من البلدان لصالح أهل غزة.”
وأشار هيب إلى أن “مطلب أسطول الحرية هو المرور الحر والآمن في المياه الدولية”، مشددًا على أن “الأسطول لا يحمل إلا مواد الإغاثة وخاصة الإمدادات الطبية”.
وختم بمطالبة “حكومات كندا والولايات المتحدة وجميع الدول الأخرى، إعلان موقفها وتحمّل مسؤولياتها المتعلقة بحماية مواطنيها المشاركين في أسطول الحرية الذي يهدف إلى توصيل المساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطيني الذي هو اليوم بأمس الحاجة إلى هذه المساعدات”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان القطاع ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره “إسرائيل” منذ 17 عامًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى