أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

الكاردينال لويس روفائيل ساكو: يجب إعادة النظر بالعملية السياسية برمتها

بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم: لابد من التوصل إلى صيغة توافق جديدة غير الطائفية والمحاصصة، تقوم على المواطنة الكاملة تضمن مستقبلًا أفضل للعراقيين، وتحافظ على موزائيك المكونات وحقوقهم، الذي هو جمال العراق.

بغداد- الرافدين
طالب بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بالاعتراف بفشل العملية السياسية القائمة في العراق منذ عام 2003.
ودعا الكاردينال ساكو في رسالة تهنئة للمسلمين في العراق بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إلى إعادة النظر بالعملية السياسية برمتها، والتوصل إلى توافقات جديدة بعيدًا عن الطائفية والمحاصصة.
وقال “في العراق، بعد عشرين عامًا من سقوط النظام، لابد من إعادة النظر في العملية السياسية برمتها، والتوصل إلى صيغة توافق جديدة غير الطائفية والمحاصصة، تقوم على المواطنة الكاملة تضمن مستقبلاً أفضل للعراقيين، وتحافظ على موزائيك المكونات وحقوقهم، الذي هو جمال العراق”.
وعبَر عن أسفه أن يحلَّ هذا الشهر الكريم والحرب المدمرة مستمرة في الأراضي المقدسة (فلسطين) والصراعات هنا وهناك وانتهاك حقوق الإنسان وحريته وكرامته.
وتمنى أن يتكاتف في هذا الشهر الكريم كل ذوي الإرادة الطيبة في العالم لإخماد كل أشكال الصراع والحرب، وأن يعملوا من أجل تقليل الظلم والألم، وتغيير أوضاع الناس للأفضل، وإشاعة حضارة الأخوة الإنسانية والمحبة.
وأشار إلى أن السلام ليس مجرد فكرة، أنما هو مشروع حياتي ضروري نتربى عليه ونجسده في حياتنا اليومية. وهذا يتطلب الشجاعة.
وكان الكاردينال ساكو قد أكد على أن ميليشيا بابليون المنضوية في الحشد الشعبي تستولي على مهام اختيار وتعيين رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية في العراق دون علم الكنيسة.
ولفت إلى تعرض المكون المسيحي في العراق للمضايقات والتهميش، وتفرد الجهات المسيطرة باختيار وتعيين رئيس لديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية، لا ينتمي للكنيسة الكلدانية والكنائس السبعة الأخرى، بل إلى ميليشيا بابليون التي قامت بنزع صلاحيات الأساقفة، وفرضت المصادقة على شهاداتهم من قبل الديوان.
وسبق أن حذر بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، من هشاشة التعايش المشترك بين العراقيين بسبب الفساد والميليشيات والسلاح المنفلت.
وقال الكاردينال ساكو أثناء لقاء مع وزير خارجية النمسا ألكسندر تشالنبيرغ، في محافظة أربيل التي انتقل إليها تحت وطأة الضغط الحكومي في بغداد، أنه عرض على الوزير النمساوي بحكم اهتمام بلاده بوضع المسيحيين ومستقبلهم لـ “ثقافة الحياة المشتركة الهشة بسبب الفساد والميليشيات والسلاح المنفلت وعدم احترام كرامة الإنسان وحقوقه”.
وأشار إلى أنه تحدث خلال لقاء وزير الخارجية النمساوي عن “السلاح المنفلت الذي يخيف الناس ويقلقهم بشأن مستقبلهم”.
ونوّه إلى أن “الدولة غير مسيطرة على الوضع. أين دور الجيش والشرطة وهما أضعف من الكثير من الميليشيات”.
وأضاف “أوردت مثال سحب المرسوم من قبل رئاسة الجمهورية. كان لدي مرسوم لعشر سنوات وهو تقليد متبع منذ 14 قرنًا.”
وتساءل “كيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يسحبه من تلقاء نفسه؟ وما هو الهدف النهائي؟ ولماذا مني وليس غيري؟ هذه ليست عدالة، بل ظلماًW”
وأوضح أنه زار قائممقامية عينكاوة التي لديها 50 موظفًا “اشتكوا من عدم صرف رواتبهم منذ شهر تموز”.
وتساءل “كيف يعيش هؤلاء؟، فدفع الرواتب مسؤولية الدولة. لا يمكن أن تعاقب الناس بسبب السياسة. هذا خلل”.
وطالب بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، خلال اللقاء مع وزير الخارجية النمساوي بجهد دولي كي يكون العراق دولة محترمة يسود فيها القانون والعدالة.
ويأتي تحذير الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، من هشاشة التعايش المشترك بعد أيام من تحذير هيئة علماء المسلمين في العراق، من الانجرار إلى ممارسات غير معهودة قد تؤثر على الهوية، داعية إلى الحرص على مقومات هذه الهوية والاعتزاز بها والدفاع عنها.
وقالت الهيئة في رسالة مفتوحة بشأن قواعد التعايش في المجتمع والضوابط الناظمة للسلوك الجمعي العام في بلد محتل “إن العراق مرّ بصورة من صور اضطراب التعايش المجتمعي بعد الاحتلال وتأسيس مشروعه السياسي فيه؛ حيث اشتغل دهاقنة الاحتلال والمتعاونون معه في هذا الموضوع كثيرًا، وسعوا ما أمكنهم لتفريق البلاد وتقسيمها؛ فابتدعوا لها نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، وبنوا نظامًا سياسيًا على وفقه، وزرعوا بذور تفجير المجتمع من الداخل”.
وبيّنت الهيئة أن ذلك أورثنا مشاكل كثيرة كنا في غنى عنها؛ حتى بتنا لا نسمع عن التوافق والتعايش إلا في شعارات الأحزاب ومشاريعها لتقاسم السلطة وما يتبعها من مكاسب مادية ومعنوية.
وحذرت الهيئة مما يُراد لهذه القواعد العامة الناظمة للسلوك الجمعي العام أن تتخذ مطية لتحقيق أغراض أخرى أبعد ما تكون عن سبل التعايش الحقة، وفي مقدمتها محاولات التسييس التي تقف خلفها أحزاب وقوى بعينها؛ لجر الشعب نحو أهداف خاصة، وسلوكيات معينة، وإلزام مؤسسات الدولة ودوائرها وإدارات المحافظات بالمشاركة في إحياء مناسبات خاصة بقسم من أبناء الشعب لا كله، فضلًا عن التغطية على ما قامت به هذه الأحزاب والقوى من جرائم بحق العراقيين، ولا سيما المستهدفين منهم بمحاولات التغليب غير الشعوري للأفكار والمعتقدات؛ فقد وجبت الإشارة إلى بعض السلوكيات غير المفهومة وغير المبررة التي بدرت من بعض الجهات أو الأفراد خلال الأيام الماضية أثناء (الزيارة الحسينية)، ولا سيما ممن يتزيَّ بزي العلماء وطلبة العلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى