دول أوروبية تضفي شرعية على جرائم كراهية المسلمين بعدم إدانة الكراهية الدينية
هيئة علماء المسلمين في العراق: امتناع الدول الأوروبية والهند عن التصويت لصالح قرار مكافحة كراهية الإسلام امتداد للمنهجية المتطرفة لدوائر صنع القرار السياسي في الغرب.
عمان- الرافدين
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن امتناع غالب الدول الأوروبية عن التصويت لصالح قرار أممي يدين أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين؛ يؤكد الانحياز الغربي الفاضح؛ الذي يكشف تناقضات المواقف الغربية تجاه الإسلام والمسلمين.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد اعتمدت يوم الجمعة الماضي الخامس عشر من آذار، مشروع قرار قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي بعنوان (تدابير مكافحة كراهية الإسلام)، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)؛ بعدما صوّتت لصالحه (115) دولة، في حين امتنعت غالب دول القارة الأوروبية عن التصويت، باستثناء الدول المسلمة فيها كتركيا، وألبانيا، والبوسنة والهرسك، وأذربيجان، وكازخستان، ودول أخرى كأيسلندا، والنرويج، ومقدونيا الشمالية، وصربيا.
وبيّنت الهيئة في بيان يتعلق لها أن سلوك هذه الدول غير مستغرب، فقد سمحت أنظمتها بممارسة جرائم الكراهية ضد المسلمين وإضفاء الشرعية -بطريقة أو أخرى- على ظاهرة (الإسلاموفوبيا)، وإدخال قوانين تحظر أو تحدّ من ممارسة المسلمين لواجباتهم الدينية وحقوقهم الشخصية، مثل حظر الأذان، والحجاب، والتقييد على المساجد وغير ذلك؛ بل أصبحت تتنافس فيما بينها في إصدار القوانين الجائرة في هذا الصدد.
وشددت الهيئة على أن أنظمة للدول التي امتنعت عن التصويت تتخذ سياسة الكيل بمكيالين عند التعامل مع القرارات المتعلقة برفض الكراهية الدينية عندما تكون متعلقة بالمسلمين -كهذا القرار-؛ بل وصل الأمر بهذه الدول إلى رفض استخدام مصطلح (الإسلاموفوبيا) نفسه؛ لأنها لا تريد الاعتراف بالعنصرية التي يتعرض لها المسلمون فيها، مع أنهم مواطنون أوروبيون.
وأكدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن الموقف الرسمي الأوروبي هذا الذي يتوافق مع موقف حكومة الهند المتورطة في انتهاكات واسعة ومنظمة لحقوق المسلمين فيها؛ هو امتداد للمنهجية المتطرفة التي تعتمدها عدد من دوائر صنع القرار السياسي في الغرب تجاه المسلمين، وانحيازها بالضد من قضاياهم حتى خارج أوروبا، على نحو ما يجري اليوم في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية فظيعة يرتكبها كيان الاحتلال على مدار الساعة بدعم غربي، وما شهده العراق -من قبل- من حصار ظالم ثم احتلال أدّى إلى قتل واعتقال وتشريد الملايين من أبنائه، والاضطهاد الذي يتعرّض له المسلمون في سوريا، والسودان، وميانمار، وتركستان الشرقية، والهند، والقارة الأفريقية، وغيرها من أنحاء العالم، لا فتة إلى أن ذلك هو نتيجة هذه المواقف وأمثالها التي تتصادم مع ما تدّعيه أنظمة الغرب من (قيم إنسانية) وشعارات (التعايش) و(حقوق الإنسان) حينما يكون المقصود بها غير المسلمين، بينما تأخذ الشعارات نفسها منحًى آخر عندما تكون موجهة للمسلمين.