أخبار الرافدين
تقارير الرافديندوليةطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الولايات المتحدة “تدعس ديمقراطيتها” بقمع احتجاجات طلابية داعمة لفلسطين

منظمة العفو الدولية: الاحتجاجات المنددة بالحرب "الإسرائيلية" في قطاع غزة والداعمة لحقوق الفلسطينيين بشكل عام داخل حرم بعض الجامعات قوبلت بردود عرقية وقمعية من قبل إدارات الجامعات.

واشنطن- أدانت منظمة العفو الدولية ما أسمته “التعامل العرقي والقمعي” مع الاحتجاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، مؤكدة على أن الاحتجاج ضد ما يرتكب في غزة أصبح “أمرا بالغ الأهمية”.
وقالت في بيان إن الاحتجاجات المنددة بالحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والداعمة لحقوق الفلسطينيين بشكل عام داخل حرم بعض الجامعات “قوبلت بردود عرقية وقمعية من قبل إدارات الجامعات”.
وأوضحت أن هذه الممارسات تتعارض مع ضرورة أن “تسهل الجامعات وتحمي حق طلابها في الاحتجاج”.
وأضافت “بذلت إدارات الجامعات جهودا كبيرة لقمعها (الاحتجاجات)، حتى أنها أشركت السلطات المحلية وطالبت بالاعتقالات، في حين أوقفت الطلاب الذين يشاركون في المظاهرات السلمية عن العمل”.
وجاء بيان المنظمة الحقوقية (مقرها لندن) تنديدا بموقف إدارات بعض الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة، على رأسها كولومبيا وتكساس واستعانتهما بالشرطة لفض احتجاجات داعمة للفلسطينيين واعتقال عدد من الطلاب المشاركين فيها.
وعليه، حثت “العفو الدولية” إدارات الجامعات في الولايات المتحدة على “حماية وتسهيل حق جميع الطلاب في الاحتجاج السلمي والآمن، فضلا عن تنظيم الاحتجاجات المضادة (في إشارة لاحتجاجات تتعارض مع مواقف أو ميول إدارة الجامعة) في حرمهم الجامعي”.
ونوهت في بيانها أن مؤسسات التعليم العالي “كيان أساسي في مساعدة الطلاب على فهم حقوق الإنسان الخاصة بهم والمطالبة بها”.


واشنطن متواطئة بشكل متزايد في الفظائع التي ترتكب ضد الفلسطينيين
وفي سياق متصل، نقل البيان عن بول أوبراين، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة قوله “إن أي خطوات يتم اتخاذها لإسكات أو مضايقة أو تهديد أو تخويف أولئك الذين يتجمعون سلميا للاحتجاج والتحدث علنا تعد انتهاكا لحقوقهم”.
وشدد على أن تكون طالبًا “لا يعني ترك حق الاحتجاج على أبواب الجامعة”، وذلك تعليقًا على سياسة بعض الجامعات في منع الاحتجاجات والتعبير عن وجهات النظر السياسية داخل الحرم الجامعي.
وأضاف أن الاحتجاج أصبح لاسيما في مسألة غزة “أمر بالغ الأهمية، مع استمرار حكومة الولايات المتحدة في توفير الأسلحة للجيش الإسرائيلي”، متهما واشنطن بأنها “متواطئة بشكل متزايد في الفظائع التي ترتكب ضد الفلسطينيين كل يوم”.
والأربعاء، امتدت الاحتجاجات الطلابية المنددة بالحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، إلى جامعات جديدة بالولايات المتحدة لتشمل جامعتي براون بمدينة رود آيلاند (شرق) وجنوب كاليفورنيا (غرب) بعد اندلاعها في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، السبت الماضي.
وتنامت التوترات وتزايد حجم الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأمريكية إثر اعتقال الشرطة طلابًا من جامعة كولومبيا واحتجاز آخرين في جامعة تكساس لمشاركتهم في احتجاجات تندد بقتل “إسرائيل” للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
واستقبل طلاب في جامعة كولومبيا رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون بصيحات الاستهجان خلال زيارته للمكان الذي أجج شرارة مظاهرات طلابية على مستوى البلاد على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة.
ولم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من التحدث لكن كان من الصعب سماعه لأنه تحدث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبرات الصوت.
يأتي ذلك في الوقت الذي مددت فيه الجامعة المفاوضات لفض مخيم اعتصام أقامه المحتجون في الحرم الجامعي.
وفي الثامن عشر من نيسان الجاري، بدأ الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصامًا في حديقة الحرم الجامعي احتجاجًا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين والإبادة الجماعية في غزة، حيث تم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.

شجاعة الطلاب في الجامعات الأمريكية تعيد الثقة للمجتمعات المصابة بالكآبة السياسية
وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد.
ففي ولاية تكساس، فرقت قوات من دورية للطرق السريعة مزودة بمعدات مكافحة الشغب وبدعم من أفراد شرطة يمتطون الخيول احتجاجًا في جامعة تكساس بأوستن.
وذكرت إدارة السلامة العامة في ولاية تكساس في منشور على إكس أن 34 شخصًا اعتقلوا.
وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعي وطلبت من قسم شرطة لوس أنجلوس فض مظاهرة. واعتقلت الشرطة طلابًا استسلموا طواعية واحدا تلو الآخر. وقبل ذلك بساعات، أزالت شرطة الحرم الجامعي مخيم احتجاج لكن المحتجين قاوموها بقوة مما دفعها لطلب الدعم من شرطة لوس أنجلوس لمواجهة الطلاب.
ونشرت شرطة لوس انجلوس على “إكس” الأربعاء تقول إن 93 اعتقلوا بتهمة التعدي على الملكية واعتقل شخص واحد بتهمة الاعتداء بسلاح قاتل. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وشهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة منها جامعة براون في مدينة بروفيدنس وجامعة ميشيغان في مدينة آن أربور ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.
ويطالب المحتجون الجامعات بإنهاء التعاون مع “إسرائيل” ويسعون إلى الضغط على الإدارة الأمريكية لكبح الضربات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن “إسرائيل” حربًا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل “إسرائيل” حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

بول أوبراين المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية: على أن تكون طالبًا لا يعني ترك حق الاحتجاج على أبواب الجامعة
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى