أخبار الرافدين
تقارير الرافدينمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

مرض الحصبة يهدد أطفال العراق

المدن العراقية تسجل عشرات الوفيات وإصابات بمرض الحصبة، وآباء يؤكدون على أن حياة أطفالهم غير مضمونة ما لم يتجاوزوا مرض الحصبة.

بغداد- الرافدين

سجل العراق منذ آذار الماضي، عشرات الوفيات وإصابات كثيرة بمرض الحصبة، بدأت في كركوك شمالا، لكنها سرعان ما انتشرت في باقي المحافظات، ما أثار مخاوف عديدة، وخاصة على حياة الأطفال.
واعتبر أولياء الأمور حياة أطفالهم غير مضمونة ما لم يتجاوزوا مرض الحصبة، ما دفع وزارة الصحة إلى الاستنفار، والإعلان عن حملة تطعيم في الرابع عشر من نيسان الجاري، لمدة 10 أيام، شملت أكثر من 6 ملايين طفل في عموم البلاد.
وسجلت وزارة الصحة قرابة 27 ألف إصابة، قالت إن 96 بالمائة منهم هم من غير الملقحين، و4 بالمائة ممن لم يتلقوا الجرعة الثانية.
وسجلت 43 حالة وفاة، 42 منهم غير ملقحين، وحالة واحدة فقط كانت لامرأة ملقحة ولديها أمراض مزمنة.
وسبق أن كشف تقرير لموقع “ريليف ويب” عن وجود 2.5 مليون عراقي من بينهم 1.1 مليون طفل، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وقال التقرير، إن الوضع الإنساني في العراق مترد بسبب العنف والصراعات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي.
ونوه إلى وجود فجوات تمويلية كبيرة في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم والصحة والتغذية، مشددًا على أن الإنفاق الحكومي الحالي غير كاف لمواصلة تقديم الخدمات لشريحة الأطفال.
وأكد الموقع على ضرورة توفير الخدمات الأساسية للأطفال في العراق كونهم الأكثر ضعفًا.
وفي الوقت الذي تثار فيه تساؤلات عن أسباب انتشار المرض، وإن كانت العودة طبيعية أم استثنائية، قالت وزارة الصحة العراقية على لسان الطبيبة ربى فلاح، من إعلام الوزارة، إن مرض الحصبة “متوطن” وظهوره “ليس طارئا”، لكن الزيادة في الإصابات ظهرت قبل عام تقريبًا.
وأضافت فلاح لوكالة “الأناضول” أن أسباب ذلك تعود إلى عدم أخذ اللقاح، وعدم التزام بعض الأسر بالجدول الوطني لحصول أطفالهم عليه.
وعن دور الوزارة، أشارت الفلاح إلى أن “الوزارة سارعت إلى مواجهة الانتشار بحملة تطعيم، استمرت 10 أيام، واستهدفت ملايين الأطفال في عموم العراق لتقليل أعداد الإصابات والوصول إلى مناعة مجتمعية”.
وأكدت أن “اللقاح الذي تم استخدامه في عملية التطعيم آمن ومعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، ومن مناشئ عالمية رصينة، وهدفنا الأساسي هو بناء مجتمع متعاف صحيًا”.
وأوضحت أن “محافظة المثنى كانت الأكثر إقبالا على تلقي اللقاح، وفاق عدد الملقحين في المحافظة ما نسبته 97 بالمائة لغاية اليوم التاسع من الحملة”.
ودعت الطبيبة المواطنين إلى “عدم الالتفات إلى الشائعات التي تتحدث بأن اللقاح يهدف إلى نشر الأمراض، وهي أحاديث مضللة وعارية عن الصحة كليا”، مستهجنة دوافع الحديث عن ذلك.
ولفتت إلى أن “مرض الحصبة من الأمراض سريعة العدوى والانتشار، لذلك فقد شملت المطاعيم الحصبة والحصبة الألمانية وكذلك النكاف”.
ويخشى المواطنون من الذهاب إلى المستشفيات الحكومية لعدم ثقة المواطن العراقي بالنظام الصحي الحالي، ولكونها أصبحت مصدرًا لانتشار الأمراض بدلًا من العلاج، الشيء الذي فاقم من انتشار الأمراض بين المواطنين.
وشهد قطاع الصحة في العراق مزيدًا من التدهور بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد لعدم وجود حلول حقيقية من قبل الحكومات المتعاقبة للنهوض بالواقع الصحي في البلاد، ما أوقع المزيد من العراقيين ضحية فشل هذه الحكومات بسبب تردي النظام الصحي.
وأكد مسؤولون، على أن ضعف التمويل الحكومي للقطاع الصحي في العراق يعد من أبرز المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع.
قال طبيب الأسرة خليل الرديني إن “مرض الحصبة من الأوبئة القديمة، وكان منتشرا في البلاد قبل عقد من الزمن”.
وأضاف الرديني أن الحصبة “من الأمراض المعدية التي يمكن السيطرة عليها باللقاحات، وتظهر مثل هذه الأوبئة نتيجة خلل ما في عملية التطعيم”.
وأرجع “خلل التطعيم إلى الأحداث التي ظهرت في العراق خلال السنوات الـ10 الأخيرة، من تهجير وحرب وظهور وباء كورونا (2019)”.
وأوضح أن “تلك الأسباب كانت وراء تلكؤ بعض العوائل في الحصول على اللقاحات، وبخاصة الحصبة، ومنع ظهورها يحتاج إلى أن تكون نسبة الملقحين فوق 80 بالمائة”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحصبة مرض شديد العدوى سببه فيروس ينتشر بسهولة عندما يتنفس شخص مصاب بعدواه أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مرضا وخيما ومضاعفات تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت.
وأشارت المنظمة إلى أنه مرض يمكن أن يصيب أي شخص، ولكنه أكثر شيوعا بين الأطفال.
وتصيب الحصبة الجهاز التنفسي، ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم. ومن أعراضها الحمى العالية والسعال وسيلان الأنف وانتشار الطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.
وتؤكد المنظمة على أن “التلقيح هو أفضل سبيل للوقاية من الإصابة بالحصبة أو نقلها إلى أشخاص آخرين، علما بأن اللقاح المضاد لها مأمون ويساعد الجسم على مكافحة الفيروس”.
وأشارت التقديرات إلى أن عام 2022 شهد وفاة نحو 136 ألف شخص حول العالم بسبب الحصبة، معظمهم أطفال دون سن الخامسة، رغم توفر لقاح آمن.
وأدت التطعيمات المعجلة التي اعتمدتها البلدان وشركاء دوليون آخرون، إلى الحيلولة دون وقوع وفيات قُدّر عددها بنحو 57 مليون وفاة بين عامي 2000 و2022، وفق المصدر ذاته.
وتظهر مؤشرات مرض الحصبة وأعراضه الأولية بعد التعرض للفيروس بفترة تراوح بين 10 و14 يومًا، وعادة ما تشمل مؤشرات المرض الحمى والسعال الجاف، إضافة إلى طفح جلدي يتكون من بقع كبيرة مسطحة، وكثيرا ما تكون متصلة معا.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى