أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

عمار الحكيم يسقط في ازدواجية إدانة الطائفية السياسية التي يتزعمها

طالما عبر عمار الحكيم عن طريقة تفكيره الطائفي مفندًا كل مزاعمه التي ساقها عن “عبور الطائفية” و “محاربة اللاّدولة” التي تمثّلها الميليشيات والأحزاب الولائية، عندما دافع عما سمّاه الأغلبية الشيعية. وقال “الشيعة أينما كانوا أغلبية”، معتبرا أنّ “العراق هو موطن التشيع الأصيل”.

بغداد- الرافدين
سقط زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في ازدواجية سياسية وطائفية، عندما وصف الطائفية بالعراق بأنها “سياسية وليست اجتماعية”، باعتباره كبير السياسيين الطائفيين.
ولم يتوقف الحكيم على مدار 21 عامًا عن الترويج لـ”المكون الأكبر” و”الشيعية السياسية” استمرارًا للنهج الذي سلكه عمه محمد باقر الحكيم ومن ثم والده عبد العزيز الحكيم من تنفيذهما المشروع الإيراني الطائفي في العراق.
وقال الحكيم في ازدواجية سياسية وطائفية خلال تجمع عشائري في محافظة بابل، إن “الطائفية في العراق ليست اجتماعية إنما سياسية، وأن طبيعة النسيج الاجتماعي وتنوعه ضمانة لحفظ المجتمع من حيث إن التنوع المذهبي داخل العشيرة الواحدة”.
وتندرج تصريحات الحكيم ضمن كوميديا التلفيق السياسي الذي بات يثير سخرية العراقيين. لأنه يتبوأ المرتبة العليا بمزاعم إن “العراق هو موطن التشيع الأصيل”.
وطالما عزا عمار الحكيم سر قوة الشيعة إلى التركيز على المرجعية، والشعائر الحسينية، والتماسك الداخلي والتعايش.
ولم يستطع الحكيم أن يتخلص من تقسيم المجتمع العراقي إلى طوائف ومكونات وتهميش مفهوم الوطنية العراقية تحت ذريعة “لا استقرار من دون توازن في توزيع حصص المكونات” بقوله “لدينا مكونات لها أحجامها وعند تشكيل حكومة ما وتحويل مكون كبير من أغلبية إلى أقلية فهذا يحدث خللًا في التوازن”.
ويعاني الحكيم من الازدراء الشعبي له واتهامه بالفساد والاستيلاء على عقارات وإدارة مشاريع بأموال حكومية وأصبح من كبار الأثرياء بذريعة الدفاع عن المذهب.
وقال الحكيم الذي عاش أكثر من نصف عمره في إيران وعاد إلى العراق بعد احتلال القوات الأمريكية للبلاد عام 2003، “سياسيًا تجاوز العراق مراحل الاختلافات السياسية وحالة الانسدادات السياسية وعدم القدرة على إيجاد الحلول وولدت هذه الحالة إحباطًا وتشاؤمًا تجاه المستقبل”.
ويدرج غالبية المتابعين تصريحات الحكيم الذي ينضوي تياره في الإطار التنسيقي الذي يضم الأحزاب والميليشيات الولائية، بالنفعية والزبائنية السائدة عند زعماء الإطار التنسيقي الذي شكل حكومة محمد شياع السوداني.
وطالما عبر عمار الحكيم عن طريقة تفكيره الطائفي مفندًا كل مزاعمه التي ساقها قبل الانتخابات عن “عبور الطائفية” و “محاربة اللاّدولة” التي تمثّلها الميليشيات والأحزاب الولائية، عندما دافع عما سمّاه الأغلبية الشيعية. وقال “الشيعة أينما كانوا أغلبية”، معتبرا أنّ “العراق هو موطن التشيع الأصيل”.
يذكر أن عمار الحكيم عاش مع والده عبد العزيز الحكيم وعمه محمد باقر الحكيم منذ صغره في إيران وقاتل مع القوات الإيرانية ضد العراق في حرب الثماني سنوات ما بين عام 1980 -1988.
وينظر العراقيون إلى عمار القادم إليهم من بيئته الإيرانية بعد عام 2003 وفق المرويات عن جده المرجع محسن الحكيم الطباطبائي المتوفى عام 1970 في النجف.
وكان عمار البذرة التي بقيت بعد مقتل عمه محمد باقر الحكيم في انفجار دامٍ في السنوات الأولى من احتلال العراق، ومن ثم وفاة والده عبد العزيز في أحد المستشفيات الإيرانية متأثرا بالمرض.
وكان “رجل الدين” في العراق يحظى بنوع من الاحترام، لكن نموذج “العميل الإيراني” الذي جسده بامتياز عم ووالد عمار أسقط ما تبقى من هذا القدر وتحول رجل الدين إلى ذيل يعبر عن الفساد والعمالة. فالرجلان قاتلا مع القوات الإيرانية في الحرب التي يفترض كانت ضد بلدهم وأهلهم (دعك من أصلهما الطباطبائي) ووصلت الصلافة بوالد عمار أن يطالب العراق بتعويض إيران مئة مليار دولار عن سنوات الحرب.
وورث عمار تركة عمه ووالده “المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق” لكنه بعد “استلام الحكم”، وفق تعبير صولاغ جبر أحد أكثر الأبناء المخلصين لهذا المجلس الذي تأسس في أروقة المخابرات الإيرانية وقاتل ضد العراقيين في صف إيران، صار عليهم في المجلس إلغاء كلمة “الثورة” من الاسم.
ووجد عمار نفسه بين من يسعى إلى الحصة الكبيرة من غنيمة العراق المختطف، فميليشيات المجلس الأعلى المتمثلة بفيلق بدر استحوذ عليها هادي العامري الأكثر إخلاصًا من عمار وأسرته لإيران، ومعممي المجلس من همام حمودي وجلال الدين الصغير وأفنديته من عادل عبدالمهدي وصولاغ يتنافسون على ذهب العراق بعد أن تركوا فضته لغيرهم.
وهكذا عاد عمار إلى أصله في “تيار الحكمة” مشتقًا من اسم أسرته، فليس من السياسة بشيء اختيار أصل اسم الأسرة الفارسية الطباطبائي الذي كان يجهر به جده وعمه في العراق إلى غاية سبعينات القرن الماضي.
ولم يقض عمار من عمره الذي دخل العقد الخامس، سوى ثمانية عشر عامًا في العراق، الأمر الذي يدفع إلى سؤال متعلق بمنسوب ولائه لإيران مقارنة بالعراق بلده المفترض.
ويعزو مراقبون سياسيون تصريحات الحكيم إلى أنه يعمل على إعادة تأهيل نفسه من جديد بعد أن أكتشف أن قيمته في الشارع العراقي لا تساوي شيئَا.
ووصف الكاتب كرم نعمة، عمار الحكيم بزعيم العروض الصوتية الزائفة، متسائلا “هل بمقدور الحكيم التعويل على ما تبقى من حاضنته الطائفية، لإعادة تأهيل تياره، مع انه لم يتراجع عن خطابه الطائفي المنصاع لوصية المرشد الإيراني علي خامنئي الذي يرى أن وحدة الطائفة فوق أي اعتبار وطني عراقي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى