أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

إغلاق قناة الجزيرة إفلاس سياسي لن يوقف نشر حقيقة حرب الإبادة في غزة

قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق: إغلاق قناة الجزيرة محاولة لإسكات مصادر الحصول على المعلومات التي هي من حق الجميع ولا سيّما في ظل ما يجري على أهلنا في قطاع غزة من عدوان وجرائم إبادة على مدى الأشهر السبعة الماضية.

الدوحة- شددت الأمم المتحدة على أهمية حرية الصحافة في أعقاب قرار “إسرائيل” إغلاق مكتب شبكة الجزيرة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك “نقف بحزم ضد أي قرار يكبح حرية الصحافة، وإن الصحافة الحرة توفر خدمات لا تقدر بثمن لضمان أن يحصل العامة على المعلومات والمشاركة فيها”.
فيما وصفت وزارة الخارجية الألمانية الاثنين قرار إغلاق قناة الجزيرة القطرية، بأنه “مؤشر سيئ” لحرية الصحافة.
وشدّدت الوزارة على أن “الصحافة الحرة والمتنوعة هي ركيزة مهمة لأي ديموقراطية ليبرالية، خاصة في أوقات الأزمة، ومن الضروري حماية حرية الصحافة”.
وكان قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق قد أعرب عن تضامنه مع قناة الجزيرة الفضائية، بعد إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق مكاتبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أنه قرار جائر عماده التضليل والتناقضات والمبررات الواهية التي ساقها بنمط من الجَور غداة احتفاء العالم باليوم المخصص لحرية الصحافة.
وعبّر القسم في رسالة بعثها إلى إدارة القناة؛ عن إدانته لهذا الاعتداء الذي يُعد انتهاكًا صريحًا للمواثيق الدولية ولحقوق الإنسان، وأنموذجًا للقمع المفرط للحريات الذي يتخذ الاحتلال منه وسيلة للتغطية على جرائمه المستمرة بحق أهلنا في فلسطين عامة وقطاع غزة على وجه الخصوص، مؤكدًا استنكاره لحجم الإيغال الذي يتضمنه هذا الأمر في محاولات إسكات مصادر الحصول على المعلومات التي هي من حق الجميع ولا سيّما في ظل ما يجري على أهلنا في القطاع من عدوان وجرائم إبادة على مدى الأشهر السبعة الماضية.
وأكّد قسم الإعلام في الرسالة على تضامنه مع قناة الجزيرة التي ما فتئت تتنقل الحقيقة ملتزمة بشرف مهنة الصحافة وقيمها ومواثيقها، وقدّمت في سبيل ذلك عشرات الشهداء من مراسلين، ومصوّرين، وصحفيين، الذين كانت دماؤهم أبلغ رسالة في التصدي لطغيان الاحتلال وعدوانه.
وأدانت منظمتان دوليتان بارزتان، تدافعان عن حرية الصحافة وحرية التعبير، بشدة إغلاق قناة الجزيرة القطرية في “إسرائيل”.
وقال مدير برنامج لجنة حماية الصحفيين، كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، في نيويورك إن “اللجنة تدين إغلاق مكتب قناة الجزيرة في إسرائيل وحجب المواقع الإلكترونية التابعة للقناة.”
وأضاف أن “هذه الخطوة تشكل سابقة تثير فزعًا بالغًا بشأن تقييد وسائل إعلام دولية عاملة في إسرائيل”.
وأكد على أنه “يجب على الحكومة الإسرائيلية السماح لقناة الجزيرة وجميع وسائل الإعلام الدولية بالعمل بحرية في إسرائيل، وخاصة في زمن الحرب.”
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، التي تتخذ من فرنسا مقرا لها، في منشور على تطبيق إكس، إن “المنظمة تدين بشدة تشريعًا مهددًا للحرية يفرض رقابة على شبكة تلفزيونية بسبب تغطيتها للحرب في غزة.”
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلية قد أصدرت، قرارا بمنع قناة الجزيرة من العمل في “إسرائيل”.
وقام مفتشون من وزارة الاتصالات على الفور بتفتيش مبنى القناة في القدس الشرقية، وصادروا معدات وأجهزة.
وانتقدت قناة الجزيرة القطرية قرار الحكومة الإسرائيلية بإغلاق مكاتبها في البلاد، قائلة إنها ستتبع “جميع السبل” المتاحة لحماية حقوقها وموظفيها.
وقال فريد أبو ضهير أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية بنابلس بالضفة الغربية المحتلة إن “إسرائيل” لم تستطع مواجهة قناة “الجزيرة” القطرية بالحجة والمعلومة، وإن قرار إغلاق مكتبها هو “سياسة إفلاس” إسرائيلية.
وأضاف أبو ضهير، في مقابلة مع وكالة الأناضول، أن “قرار الإغلاق يتناقض مع الخطاب الذي تدعو له دول العالم الغربي ودولة الاحتلال، التي تتغنى بحرية التعبير والصحافة”.
وتابع “إسرائيل لم تستطع مواجهة الجزيرة بالحجة والمعلومة”.


مدير برنامج لجنة حماية الصحفيين، كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا: إغلاق قناة الجزيرة يشكل سابقة تثير فزعًا بالغًا بشأن تقييد وسائل إعلام دولية عاملة في “إسرائيل”
وفي مناسبات متكررة، شن مسؤولون ومتحدثون رسميون في “إسرائيل” هجومًا حادًا على “الجزيرة”؛ لأنها أفردت مساحة واسعة لتغطية الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023.
وبثت القناة مقاطع مصورة عديدة تُظهر استهداف مسيَّرات إسرائيلية لمدنيين فلسطينيين وطالبي مساعدات إنسانية أسقطتها طائرات وكذلك قتل جنود إسرائيليين لمدنيين عزل.
وأردف أبو ضهير “لو كانوا (الإسرائيليون) يملكون دليلا واحدا على كذب وتزوير الأخبار لتمت محاكمة الجزيرة، لكن هذه سياسة إفلاس إسرائيلية، لذلك لجأت لمواجهاتها بالقرارات القمعية، وهي وسيلة إسرائيلية بامتياز”.
وشدد على أن “إسرائيل تتصرف بطريقة انفعالية وعبر روح الانتقام، وما نشاهده من تعذيب داخل السجون واستهداف الصحفيين عبر القتل والتضييق والاعتقال يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتواصلة”.
وفي الثاني من أيار الجاري، عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 141 صحفيًا وصحفية وأصاب 70 واعتقل العشرات في “إخفاء قسري” منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وقال أبو ضهير “الاحتلال كل يوم يخسر مزيدًا من مصداقيته وتأييد الرأي العام العالمي، ويضيف لصحيفته مزيدا من الأوراق السوداء التي تزيد من تراجع مكانته في العالم”.
وعن التداعيات المحتملة لقرار الإغلاق، أعرب عن اعتقاده بأن “التداعيات شكلية، فلا يوجد ما يمنع الجزيرة من الحصول على المعلومات عبر الإنترنت والتواصل مع الضيوف دون وجود مراسل”.
واستدرك “لكن وجود مراسل في موقع الحدث يعطي وسيلة الإعلام موثوقية عالية، والجزيرة ستفتقد هذا الأمر الذي يعتبر رأس مال الوسيلة”.
وحسب أبو ضهير، “حصلت الجزيرة في نفس الوقت على شهادة اعتراف بمستواها المهني والأخلاقي، وحظرها سيكون له تأثير على العمل ونقل الخبر الميداني، ولكن يعوض ذلك السمعة التي تحظى بها”.
وتابع “وكل عمل ضد الجزيرة ومراسليها في أي بلد يصب في موثوقية ومصداقية القناة”.
وأردف “لا شك أن الجزيرة تلعب دورا إعلاميًا كبيرا على المستوى العربي والعالمي، وأعتقد لها حضور كبير في الأحداث في كل مكان وفي دول غير عربية”.
وزاد بأن “الجزيرة استثمرت كثيرا في جمع المعلومات وبثها بطريقة احترافية”.
وبشأن التغطية الفلسطينية، قال أبو ضهير “من أول يوم لتأسيس القناة في 1996، أخذت بعين الاعتبار أن القضية الفلسطينية قضية مركزية عربية وعالمية”.
وأضاف أنها “تعاملت معها بأنها قضية واضحة، أي أن هناك احتلال وشعب محتل، وإذا ما سقط ضحية تسمية “شهيد” بخلاف التسمية في أي مكان آخر من العالم”.
وتابع أن “القناة كشفت وفضحت المجازر وحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة واستهداف المدنيين والأطفال والنساء والمدارس والمستشفيات مما أزعج وأوجع الاحتلال بشكل كبير”.
وأردف أن “تغطية الجزيرة للحرب اتسمت بالموضوعية، فهي تغطي وتنقل مؤتمرات رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعه، وكلمات الناطق باسم الجيش وأي حدث داخل إسرائيل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى