معرض الدوحة الدولي يحتفي بكتاب “عندما لا ينجح الاحتلال” للدكتور مثنى الضاري
يأتي صدور كتاب الدكتور مثنى حارث الضاري "عندما لا ينجح الاحتلال" مع تصاعد هجمة على المقاومة العراقية وتأريخها، في سياق محاولات خائبة لسرقة هذا التأريخ المشرّف، ونسبته لمجموعات من الطارئين على البلاد ممن عملوا في خدمة الاحتلال، وقاتلوا أبناء وطنهم قبل الاحتلال وبعده، أو غيرهم ممن لبس لبوس المقاومة مدعيًا، بعد أن هادن الاحتلال وشاركه في مشروعه السياسي.
الدوحة- الرافدين
أحتفى معرض الدوحة الدولي للكتاب في فعالياته المستمرة حتى الثامن عشر من أيار الجاري في العاصمة القطرية، بالكتاب الجديد لمسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري “عندما لا ينجح الاحتلال– أوراق وبحوث في تأريخ المقاومة العراقية” الصادر عن مؤسسة البصائر للدراسات والنشر.
وخصص الصالون الثقافي ضمن فعاليات المعرض في دورته الثالثة والثلاثين، ندوة خاصة مساء السبت الحادي عشر من أيار الجاري، استضاف فيها الدكتور الضاري لمناقشة متن كتابه مع جمهور المعرض.
وضم متن كتاب “عندما لا ينجح الاحتلال” أوراقًا بحثية رصينة، كتبت على مراحل الإخفاق الذي مني به الاحتلال في العراق، جمعت لتكون وحدة واحدة تتحدث عن مرحلة فارقة من التاريخ الحديث في العراق.
ويعد الكتاب وثيقة تأريخية مهمة ويظهر ذلك من الاهتمام النخبوي والأكاديمي والبحثي المشارك في معرض الدوحة الدولي للكتاب.

مرحلة فارقة من تأريخ العراق تحت الاحتلال
ويدافع المؤلف عن حقيقة تأريخية يراد تشويهها وتزييفها عما حصل في العراق المحتل، وبإخلاص معرفي وتجربة شخصية وأسرية وطنية، عندما يضع الإجابات على الأسئلة الأكثر طلبًا عن مقاومة العراقيين لاحتلال بلادهم من قبل القوات الأمريكية.
ويتحدث الكتاب عن مرحلة فارقة من التاريخ الحديث، حيث يفصّل المؤلف في نشأة المقاومة العراقية، وتفسيراتها، وقواها، ومستقبلها، وأنماط الصراع مع العدو وفق الأنموذج العراقي، إلى جانب لمحات عن تجربة الإعلام المقاوم في العراق، مع حزمة من الوثائق والملاحق ذات الصلة بهذا الموضوع.
وأقتبس الدكتور الضاري في مستهل متن كتابه الممتد على مساحة 157 صفحة فقرة من عالم اللسانيات الأمريكي نعوم تشومسكي عندما كتب “يجدر بي القول: إنني مندهش لأن الاحتلال لا يسير على طريق النجاح. ويلزم موهبة حقيقية للفشل في ذلك؛ إذ إن الاحتلالات العسكرية تنجح في الغالب الأعم، بينما العراق بلد أنهكه عقد من العقوبات المجرمة التي أودت بحياة مئات الآلاف من الناس وخلفت بلدًا بأكمله ممزقًا، ولا يمكن تصور عدم التمكن من إنجاح احتلال عسكري في ظل هذه الظروف، وبدون وجود دعم خارجي للمقاومة”.
ويرى الدكتور مثنى الضاري أن دراسات كتاب “عندما لا ينجح الاحتلال” وإن أصبحت تاريخًا؛ ولكنها تبقى توثيقًا لا بد منه للجهد المقاوم، ودينًا في رقبتي لا مفر منه، تأخر سداده لأسباب خارجة عن الوسع والطاقة. وهذا اعتراف لا بد منه بالتقصير. ولعل بعض عزائي وعذري؛ أن هذه الأعمال تنشر الآن ونحن نشهد هجمة موتورة على المقاومة وتأريخها، في سياق محاولات خائبة لسرقة هذا التأريخ المشرّف، ونسبته لمجموعات من الطارئين على البلاد ممن عملوا في خدمة الاحتلال، وقاتلوا أبناء وطنهم قبل الاحتلال وبعده، أو غيرهم ممن لبس لبوس المقاومة مدعيًا، بعد أن هادن الاحتلال وشاركه في مشروعه السياسي.
وأوضح مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق أن رسالة الكتاب تقول: إن الاحتلال – على الرغم من هذا النجاح الظاهري – قد فشل؛ لأن هدف الاحتلال المعلن هو إقامة (نظام ديمقراطي جديد)، يكون أنموذجًا للمنطقة جميعًا، وهذا ما لم يحصل، بل إن الحاصل في العراق الآن؛ هي عملية سياسية تسمى (نظامًا ديمقراطيًا) لكن فيها كل الخراب، وهي فاشلة باعتراف من هم فيها من القوى السياسية، بل وصل الأمر إلى اعتراف أمريكي بطريقة أو أخرى – ولا سيما في مراكز الدراسات – بأن هناك فشلاً كبيرًا وذريعًا جرى في العراق، وأن هناك محاولات لإصلاح ذلك، وإعادة النظر فيما جرى.
وتساءل الدكتور الضاري: إذا كان الذي يدعي أنه جاء للتحرير و الديمقراطية يقول بأنه نادم – وفقًا لعبارات باحثين أمريكان- على ارتكاب هذا الخطأ والوصول بالعراق إلى الحالة التي هو عليها الآن، فكيف يسوغ القول بأن الاحتلال قد نجح؟ مبينًا أن القوى العراقية المناهضة للاحتلال والعملية السياسية تؤكد أن الاحتلال لم ينجح أولاً في إرسال نظام جديد، ولم ينجح ثانيًا بمنع العراقيين من بدء حالة مقاومة عامة حيث كان قادة الاحتلال يتصور بأن العراقيين جميعًا سيستقبلونهم بالورود، وإذا بهم يواجهون مقاومة تندلع بشراسة وقوة، ثم فشل الاحتلال في إرضاخ العراقيين، والضغط عليهم للقبول بالواقع، ودليل ذلك ما قام به الشعب العراقي من مظاهرات واحتجاجات منذ عام 2010 ثم في عام 2012، ثم في ثورة تشرين 2019، وما يتعلق بها؛ كل ذلك دليل على أن الشعب العراقي قد وعى السوء الكبير الذي يقوم به النظام السياسي الذي أرسته الولايات المتحدة، وهذا دليل على عدم نجاح الاحتلال من هذه الزاوية.

حضور نخبوي لمناقشة متن كتاب الدكتور مثنى حارث الضاري
كما تم تدشين كتاب العقيد الركن حاتم الفلاحي “المقاومة العراقية تاريخ لا يُسرق ولا يُزور” ضمن فعاليات الصالون الثقافي في معرض الدوحة، الصادر عن مؤسسة البصائر للدراسات والنشر.
ويؤرخ كتاب الفلاحي لتاريخ ما أهمله التاريخ؛ من حوادث المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي، وينقض ما نسجه خيال بعض المتوهمين عنها، وينش ما أثاروه من ذباب التشكيك والتشغيب، بأسلوب سهل واضح مدعم بالوثائق والبراهين.
وتتواصل فعاليات النسخة الثالثة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب تحت شعار “بالمعرفة تبنى الحضارات”، بمشاركة أكثر من 515 دار نشر من 42 دولة، ويحفل برنامج المعرض بالندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، ومجموعة من ورش العمل في مجالات متنوعة ثقافية واجتماعية ومهنية.
ويتيح عرض أكثر من 180 ألف عنوان جديد في مجالات المعرفة والعلوم المختلفة، إضافة إلى مشاركة ثقافية أوسع لدول عدة.

احتفاء بكتاب العقيد الركن حاتم الفلاحي “المقاومة العراقية تاريخ لا يُسرق ولا يُزور”



