قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين يفضح ازدواجية ميليشيا العصائب بعد تجاوزاتها على رموز الأمة
قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين: الإساءة لرموز الأمة تمثل منهجًا معتمدًا لدى طيف واسع من أحزاب السلطة الطائفية في العراق
عمان – الرافدين
أكد قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق أن الإساءات المتواصلة تجاه رموز الأمّة الإسلامية تمثل عودة أخرى من قادة الميليشيات ومن يتصدّرون المشهد السياسي؛ إلى ترويج الطائفية السياسية في سياق الخلافات والصراعات الطاغية بين أحزاب السلطة في وقت تدعي فيه هذه الميليشيات نصرتها للمقدسات وحرمات المسلمين في فلسطين.
وقال قسم الإعلام في الهيئة في تصريح صحفي إن “الإساءات تجاه رموز الأمّة الإسلامية، ولا سيّما صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- منهم على وجه الخصوص في الحقيقة منهج معتمد لدى طيف واسع من أحزاب السلطة الطائفية في العراق وعلى امتداد حكومات الاحتلال المتعاقبة”.
وأضاف أن “قادة الميليشيات ومن يتصدّرون المشهد السياسي؛ لطالما اتخذوا من هذه الوسيلة مطية لمحاولات استقطاب عاطفي لقواعد شعبية تستغلها لتحقيق أهدافها ومصالحها، بعدما لفظ العراقيون هذه الأحزاب وناهضوها وأعلنوا تبرؤهم منها بالمقاطعة واسعة المدى للانتخابات وما في سياقها، ثم بحركات الاحتجاج والمظاهرات المستمرة على مدار الأسبوع ولا سيما في محافظات جنوبي العراق.
وأشار إلى أن “ترويج الطائفية السياسية جاء في سياق الخلافات والصراعات الطاغية بين أحزاب السلطة، ولا سيّما ما يتعلق منها بـ (التوافقات) المصلحية ذات الصلة باختيار رئيس مجلس النوّاب التي ظهر فيها (الإطار التنسيقي) ساعيًا بجد للانقلاب على منظومة المحاصصة والاستحواذ على نصيب شركائه منها، في مشهد يُظهر العملية السياسية على حقيقتها وابتذالها وفشلها”.
وجاء تصريح قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين تعقيبًا على ما بثته قناة فضائية تابعة لميليشيا (العصائب) المرتبطة بإيران؛ من إساءات لرموز الأمة الإسلامية ضمن حلقة لأحد برامجها التي تناقش الشأن السياسي واستضافت فيها القيادي في الميليشيا وعضو مجلس النواب الحالي عن كتلة صادقون علي تركي.
وقال إن “المدعو (علي تركي) تطرّف بطائفيته إلى حد لا يقف عند سوء الأدب وانعدام الخلق بل تعداه إلى السقوط في دركات القاع، وهو يطلق الإساءات واللعنات والسباب تجاه أصحاب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-.
وتابع “تجاوز هذا المدعي، وجاء بالإفك المبين عندما افترى على آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي عنهم، ونسب لهم -في هذا الصدد- رواية مكذوبة مصنوعة زورًا وبهتانًا، ونسبها للتابعي الجليل جعفر الصادق -رضي الله عنه-.
وأوضح أن “من المفارقات التي توجب النظر في حقيقة ما يجري في العراق والمنطقة؛ أن ميليشيا (العصائب) بمن يمثلها من قيادات ونوّاب ووزراء تعد العمود الفقري لـ (الحشد الشعبي)، الذي يتبجح بنصرة فلسطين وتدّعي فصائله (المقاومة الإسلامية) في ظل الشعارات التي ترفعها زورًا لتبرير ذلك”.
وبين قسم الإعلام في تصريحه أن “هذه الإساءة تطرح تساؤلات ينبغي على العقلاء الوقوف عندها وعلى من توهم هذه المواقف أن يتنبّه لها؛ بشأن مصداقية من يفرّق بين مقدسات المسلمين؛ لأن من يصطف ليعادي ويلعن ويسب رموز الأمة الإسلامية من الصحابة -رضي الله عنهم- وقادة الأمة الذين نصروا الإسلام وبلغوا به مشارق الأرض ومغاربها؛ لا يمكن أن يكون صادقًا البتة حين يدّعي الدفاع عن المسجد الأقصى وحرمات المسلمين ودمائهم في فلسطين، علاوة على أنه لم يقدم موقفًا عمليًا معتبرًا يصادق على هذه المزاعم”.
وسجل قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في تصريحه “ضعف وهوان ما تدعى بـ (القوى السياسية السنية)، التي وقفت صامتة أمام هذه التجاوزات الخبيثة التي تنال من صحابة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على الرغم من تعارضها حتى مع القوانين المعمول بها المتعلقة بالوقوف ضد النعرات الطائفية واستهداف رموز الأمة”.
واستطرد “إلا أن ما نراه هو أن هذه القوى لا ترى ما يدعوها للرد على مثل هذه التخرصات والاتهامات والتجاوزات مادامت تصدر عمن تتحالف معهم من السياسيين الطائفيين؛ فيما تندفع بقوة للرد على غيرهم ممن لا تتحالف معهم، على الرغم من أن مخرجات كلا الطرفين تتفق في التعدي على مقدسات الأمة والانتقاص من رموزها؟!”.