الأمم المتحدة تحذر من تحول غزة إلى كارثة وكابوس وجحيم
المسؤولة البارزة في جهود الإغاثة بالأمم المتحدة إيديم وسورنو: لم تعد لدينا كلمات لوصف ما يحدث في غزة. وصفنا ذلك بأنه كارثة، وكابوس، وجحيم على الأرض. إنه كل هذا، بل وأسوأ.
غزة- أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء التدهور السريع للوضع الأمني في رفح جنوبي قطاع غزة، بسبب الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المدينة والمناطق المحيطة بها.
وقال منسق عملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، إن الوضع أصبح “ميؤوسا منه وخطيرا بشكل متزايد” بالنسبة إلى السكان المحاصرين حاليا في رفح نتيجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وأضاف في إفادة لمجلس الأمن الدولي، أن “الوضع الأمني في رفح يتدهور بسرعة مع تكثيف العمليات والمناورات العسكرية الإسرائيلية في المدينة وما حولها”.
وذكر وينسلاند أنه لم يعد هناك مكان آمن في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وتابع “أشعر بقلق عميق لأن المسار الحالي للأحداث، بما في ذلك احتمال عملية واسعة النطاق في رفح، سيزيد من تقويض الجهود الرامية إلى زيادة دخول الإمدادات الإنسانية وتوزيعها الآمن على المدنيين”.
كما حذر من احتمال زيادة التوترات الإقليمية في حال فشل تحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة، وحدوث عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية على مدينة رفح التي بدأها في السادس من أيار الجاري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم إليها بزعم أنها “آمنة”.
يأتي ذلك ضمن الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة للشهر الثامن على التوالي، والتي خلفت أكثر من 115 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل “إسرائيل” الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
وقالت المسؤولة البارزة في جهود الإغاثة بالأمم المتحدة إيديم وسورنو إنه لا يوجد ما يكفي من الإمدادات والوقود لتوفير أي مستوى معقول من الدعم لشعب غزة الذي يتحمل الهجوم العسكري الإسرائيلي.
وقالت “لم تعد لدينا كلمات لوصف ما يحدث في غزة. وصفنا ذلك بأنه كارثة، وكابوس، وجحيم على الأرض. إنه كل هذا، بل وأسوأ”.
وقالت وسورنو لمجلس الأمن الدولي إن إغلاق معبر رفح أوقف تسليم ما لا يقل عن 82 ألف طن متري من الإمدادات، في حين كان الوصول إلى معبر كرم أبو سالم محدودا بسبب “الأعمال العدائية والظروف اللوجستية الصعبة وإجراءات التنسيق المعقدة”.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في وقت سابق يوم الإثنين إن توقف إدخال المساعدات من خلال معبر رفح بين مصر وقطاع غزة مرتبط بعمليات عسكرية تهدد العمل الإنساني في المنطقة.
وتعطل وصول المساعدات إلى جنوب غزة منذ كثفت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في رفح، في خطوة تقول الأمم المتحدة إنها أجبرت 900 ألف شخص على الفرار.
ومع ذلك، وصفت وسورنو الوضع بالنسبة للفلسطينيين في المواقع الجديدة بأنه مروع.
منسق عملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند: الوضع أصبح ميؤوسًا منه وخطيرًا بشكل متزايد بالنسبة إلى السكان المحاصرين حاليا في رفح نتيجة الهجمات الأخيرة
وبدأت شحنات المساعدات في الوصول إلى الرصيف الذي أقامته الولايات المتحدة على شاطئ غزة اعتبارا من يوم الجمعة في الوقت الذي تتعرض فيه “إسرائيل” لضغوط عالمية متزايدة للسماح بدخول المزيد من الإمدادات إلى القطاع الساحلي المحاصر.
ووافقت الأمم المتحدة على المساعدة في تنسيق عمليات تسليم المساعدات وتوزيعها عند الرصيف العائم، لكنها ما زالت تؤكد على أن تسليم المساعدات عن طريق البر هو الطريقة “الأكثر جدوى وفعالية وكفاءة” للتصدي للأزمة الإنسانية في القطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن 10 شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية، تم نقلها من موقع الرصيف بواسطة مقاولين تابعين للأمم المتحدة ووصلت يوم الجمعة إلى مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح بغزة.
لكن لم تصل سوى خمس شاحنات محملة بالمساعدات إلى المستودع يوم السبت بعد أن أخذ فلسطينيون حمولة 11 شاحنة أخرى في أثناء الرحلة التي مرت بمنطقة أشار مسؤول بالأمم المتحدة إلى أنها شهدت نقصا في المساعدات.
وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه “كان هناك بعض الناس الذين رأوا الشاحنات. لم يكونوا قد رأوا شاحنات منذ فترة.. ركبوا الشاحنات وساعد بعضهم بعضا في الحصول على بعض الطرود الغذائية.”
وأضاف أن الأمم المتحدة لم تتلق أي شحنات مساعدات من الرصيف يومي الأحد أو الاثنين.
وتابع قائلا “نحن بحاجة للتأكد من وجود الترتيبات الأمنية واللوجستية اللازمة قبل المضي قدما”.
وتأتي المساعدات التي يتم تفريغها على الرصيف عبر ممر بحري من قبرص، حيث يتم تفتيشها أولا من قبل “إسرائيل”. وتقدر تكلفة تشغيل الرصيف بنحو 320 مليون دولار بمشاركة ألف جندي أمريكي.
وحذرت الأمم المتحدة أيضا من نقص حاد في الوقود في غزة.
وقالت وسورنو إنه جرى تسليم 654 ألف لتر من الوقود إلى غزة منذ السادس من أيار، أي ربع مخصصات الوقود التي كانت تتلقاها.