أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

هيئة علماء المسلمين في العراق تستعرض تقريرها الدوري: صراع الأحزاب سيشتد وسيكون الشعب هو الخاسر الأكبر

حامد الخزرجي: الخلاص لا يكون إلا بقرار من الشعب العراقي كلهّ؛ لتغيير وطرد الفاسدين والمتناحرين على المناصب.

عمان -الرافدين
استعرض القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق التقرير الدوري الثالث عشر، الذي يُعني برصد وتحليل الحالة السياسية في العراق، ويتناول أبرز مستجدات الأحداث والقضايا في الشؤون الإسلامية والعربية.
وقال عضو هيئة علماء المسلمين في العراق حامد الخزرجي في ندوة أقيمت في مقر الهيئة في العاصمة الأردنية عمان مساء الثلاثاء، إن التقرير يأتي في توقيت حساس تتصاعد فيه حدّة الخلاف السياسي في العراق، والذي يقوم على الصراع بين شركاء العملية السياسية على النفوذ والإزاحة والتصفية.
وأشار إلى أن محاور التقرير توضّح بشكل مفصل ما يجري في العراق ولا سيّما واقع العملية السياسية التي يؤدي بقاؤها مع شخوصها ومخرجاتها؛ إلى استمرار وتجدد معاناة العراقيين.
وأوضح الخزرجي أن الخلاص لا يكون إلا بقرار من الشعب العراقي كلهّ؛ لتغيير وطرد الفاسدين والمتناحرين على المناصب والمصالح والسلطة، والعمل على بناء البلد من جديد بأيدي أبنائه الشرفاء.
واستعرض مقرر القسم السياسي في الهيئة الدكتور ثامر العلواني مادة التقرير الذي يتألف من ثلاثة محاور، اهتم الأول منها بملف التصعيد الطائفي الذي يشهده العراق، حيث يتضمن دعوة مقتدى الصدر إلى جعل (غدير خم) عطلة رسمية، بموازاة حملة التهجّم على الصحابة الكرام – رضي الله عنهم- ، مبينًا أن هذا التصعيد يأتي في سياق الفشل المتكرر سياسيًا للتيار الصدري بعد عدم استطاعته تشكيل الحكومة عقب الانتخابات الماضية، وترك مقتدى الصدر المجال لخصومه السياسيين لقيادة الـمرحلة السابـقة وتـشكيل الحكومـة، فضلًا عن إعلانه قبل مدة عن (التيار الوطني الشيعي)، الذي أظهر عدمَ إدراكه للواقع السياسي والاجتماعي، وتناقضه مع دعواته الإصلاحية، ومن ثم تسلّط أتباعه على الناس وإرهاب كل من يبدي رأيًا منتقدًا لشخصه أو سياساته أو تصرفات تياره.
وتناول المحور الثاني من التقرير ملف العملية السياسية وما يتعلق بها، من قبيل: الإحاطة الدورية للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، ومعاناة النازحين المستمرة، والأزمة السياسية في العراق، ولا سيّما مشكلة تعيين رئيس جديد لمجلس النوّاب، وقد أعاد التقرير إلى الأذهان ما كانت هيئة علماء المسلمين تُحّر منه منذ بدء فرض العملية السياسية ومخرجاتها على الشعب العراقي، وبما يشير إلى أن المرحلة القادمة ستكون أكثر سوءًا مما سبقها، وأن صراع الأحزاب سيشتد وسيكون الشعب هو الخاسر الأكبر.


التقرير يأتي في توقيت حساس تتصاعد فيه حدّة الخلاف السياسي في العراق، والذي يقوم على الصراع بين شركاء العملية السياسية على النفوذ والإزاحة والتصفية
أمّا المحور الثالث من التقرير الدوري للقسم السياسي في الهيئة؛ فقد سلّط الضوء على بعض الشؤون العربية والإسلامية، مبينًا جملة من الحقائق التي تشهدها الساحة الفلسطينية من حيث مستجدات معركة “طوفان الأقصى” ومجريات الأحداث في قطاع غزة، على مدى نحو ثمانية أشهر ما تزال تشهد عدوانًا صهيونيًا وجرائم إبادة جماعية يرتكبها كيان الاحتلال بحق المستضعفين من أهالي قطاع غزة، بمقابل الفعل النوعي للمقاومة الفلسطينية وإدارتها للصراع بجانبيه الميداني والسياسي .
وخُتم التقرير في محوره الثالث والأخير بتناول موضوع (مركز تكوين) الذي وصفه القسم السياسي بأنه تحدٍ صارخٍ لمشاعر الأمة وما تؤمن به، وخزعبلات نقدية ظهرت من بين ركام التوهمات الفكرية، والتشوهات المعرفية، ومدابرة الثوابت ومصادمتها؛ مؤكدًا أن هذه الفكرة تستند على انكفاء العقول؛ وعلى محاولات بائسة تريد التكسب من بيع الأمراض وتسويق الوهم وبث التشكيك في عقلية الأمة.
وأكّد التقرير أن فكرة (مركز تكوين) تدل على أن العدو -بثوبه الفكري- يريد بدء مرحلة جديدة من مراحل عدوانه على ثوابت الأمة وفكرها وثقافتها عن طريق تعميق منهجية الاستخفاف؛ حيث وصل -فيما يبدو- إلى مرحلة عدم الاكتراث لردود الأفعال؛ ظنًا منه أن إبر التخدير ومشارط التقطيع قد فعلت فعلها في جسد الأمة، وقد دعت هيئة علماء المسلمين في العراق إزاء ذلك؛ إلى ضرورة العمل بوعي تامٍ وعالٍ على التحذير من هذا الفعل، وأن تكون الأمة بشبابها وشيبها ورجالها ونسائها على علم بخطورة هذه الخطوة، وأن يتبع ذلك استنفار من العلماء الأعلام؛ ليوجهوا الأمة إلى كيف يكون الرد وماذا يجب من موقف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى