العالم أمام اختبار قانوني وأخلاقي لوقف غطرسة نتنياهو بعد قصف مخيم النازحين في رفح
مقررة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز: مزيد من الرعب في غزة. قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت مخيمًا للنازحين الفلسطينيين في رفح؛ مما أدى إلى اشتعال النيران في الخيام البلاستيكية وحرق الناس أحياء بشكل مأساوي.
غزة-أكدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الإثنين، أن قصف “إسرائيل” لمخيم نازحين في مدينة رفح يمثل تحديًا صارخًا للقانون والنظام الدوليين، ودعت إلى فرض عقوبات على تل أبيب لإنهاء “الإبادة الجماعية”. بينما وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “الأونروا” الصور المروعة من مجزرة رفح وسقوط عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال ونساء بين القتلى هي دليل على أن غزة “جحيم على الأرض”.
فيما قالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر إنه “علينا إيقاف جرائم الحرب هذه تماما”.
وأوضحت دي توتر في منشور على منصة “إكس”، الإثنين، أنها “أصيبت بالرعب” بقصف إسرائيل لمخيم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في رفح.
وأكدت أن الهجمات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي.
وأضافت “أن قتل المدنيين والأطفال عشوائيا مخالف للقانون الدولي وينتهك قرار محكمة العدل الدولية بوقف اجتياح رفح بصورة خطيرة”.
وأستشهد نحو 40 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي الأحد على خيام النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح بقطاع غزة بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري الإسرائيلي على رفح فورا.
وفي شريط مصوّر نشره الهلال الأحمر الفلسطيني، يمكن رؤية سيارات إسعاف تهرع الى المكان الذي تعرّض للقصف، والذي كانت ترتفع منه ألسنة الحريق، وينقلون مصابين بينهم أطفال.
وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس تحدثت الليلة الماضية عن 35 شهيدًا وعشرات المصابين في غارات إسرائيلية استهدفت مركزا للنازحين في حي تل السلطان في شمال غرب رفح، “معظمهم من الأطفال والنساء”.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية إنّ 15 قتيلاً نُقلوا إلى منشأة تديرها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية في رفح استقبل “تدفقا من الجرحى الذين يبحثون عن علاج من إصابات وحروق”، مضيفة أن “فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة “ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروّعة من خلال قصف مُركّز ومقصود لمركز نزوح”.
وقالت ألبانيز في منشور عبر منصة “إكس”: “مزيد من الرعب في غزة. قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت مخيما للنازحين الفلسطينيين في رفح؛ مما أدى إلى اشتعال النيران في الخيام البلاستيكية وحرق الناس أحياء بشكل مأساوي”.
وشددت على أن “هذه القسوة، إلى جانب التحدي الصارخ للقانون والنظام الدولي، هي أمر غير مقبول”.
فرانشيسكا ألبانيز: هذه القسوة، إلى جانب التحدي الصارخ للقانون والنظام الدولي، هي أمر غير مقبول
وأضافت ألبانيز أن “الإبادة الجماعية في غزة لم تنته بسهولة دون ضغوط خارجية”.
وتابعت “يجب على إسرائيل أن تواجه العقوبات والعدالة وتعليق الاتفاقيات والتجارة والشراكة والاستثمارات، فضلا عن تعليق مشاركتها في المنتديات الدولية”.
ومنذ السادس من أيار الجاري، تشن قوات الاحتلال هجومًا بريًا على رفح، واستولت في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر؛ ما أغلقه أمام خروج جرحى لتلقي العلاج ودخول مساعدات إنسانية شحيحة أساسا.
وأجبر الهجوم ما لا يقل عن 810 آلاف فلسطيني على النزوح من رفح، التي كان يوجد فيها نحو 1.5 مليون شخص، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن “ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحدّ لجميع قرارات الشرعية الدولية”، متهمة القوات الإسرائيلية بـ”استهداف… خيام النازحين في رفح بشكل متعمد”.
ودعت حماس الفلسطينيين إلى “الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة” ضد “المجزرة” التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعربت قطر عن قلقها الاثنين من أن “يعيق” القصف الإسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح في جنوب غزة، محادثات التوصل إلى اتفاق هدنة.
وتعرّضت مناطق مختلفة من رفح ليل الأحد لغارات جوية، وفق شهود.
وجاءت الغارات الليلية على رفح بعدما دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وفي وسط البلاد. وقال الجيش “الإسرائيلي” إن ثمانية صواريخ على الأقل أطلقت في اتجاه تل أبيب من رفح.