مستشفيات رفح تخرج عن الخدمة تحت وطأة القصف الهمجي المتعمد
وزارة الصحة بقطاع غزة: لم يتبق سوى مستشفى تل السلطان للولادة يصارع من أجل البقاء والاستمرار في تقديم الخدمة للمرضى في محافظة رفح.
غزة- أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الثلاثاء، خروج جميع مستشفيات مدينة رفح عن الخدمة، باستثناء مستشفى تل السلطان المختص بالولادة، جراء عمليات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” المتواصلة. في وقت قال شهود لوكالة “رويترز” إن عدة دبابات وصلت الثلاثاء إلى وسط مدينة رفح بعد ثلاثة أسابيع من بدء عملية برية في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة.
وذكر الشهود أنهم رأوا الدبابات بالقرب من مسجد العودة وهو أحد المعالم الرئيسية بوسط رفح.
وأشارت الوزارة في بيان إلى “توسيع توغل الجيش الإسرائيلي الهمجي في محافظة رفح، واستهدافه المتعمد للعديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بالمحافظة والتي ألحقت بها أضرار بالغة، واستشهاد عدد من الطواقم الصحية العاملة فيها، وصعوبة وصول المواطنين إليها”.
وأكدت أن ذلك “أدى بداية إلى خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة أبو الوليد المركزية، ومستشفى رفح الميداني2، ومستشفى الكويت التخصصي عن الخدمة”.
وأوضحت أنه “نتيجة الاستمرار المتعمد في انتهاكات الاحتلال ضد المؤسسات الصحية باستهدافه للمستشفى الميداني الإندونيسي ليلة الإثنين، وقصف محيط عيادة تل السلطان، نشير إلى خروج كلا من المستشفى الميداني الإندونيسي وعيادة تل السلطان في محافظة رفح عن الخدمة”.
وأكدت الوزارة على أنه لم يتبق سوى مستشفى تل السلطان للولادة يصارع من أجل البقاء والاستمرار في تقديم الخدمة للمرضى في محافظة رفح.
كما ناشدت “كافة المؤسسات الدولية والأممية بضرورة توفير الحماية لكافة المستشفيات والطواقم الصحية العاملة وسيارات الإسعاف من بطش وغطرسة الاحتلال الإسرائيلي”.
ومساء الإثنين، أعلن مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح صهيب الهمص في بيان، خروج المستشفى عن الخدمة جراء استهداف الجيش “الإسرائيلي” طواقمه الطبية بشكل متكرر، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين.
وسبق أن حذرت منظمات أممية ودولية من استهدف جيش الاحتلال المنظومة الصحية والطواقم الطبية في القطاع، إلا أنه تجاهل تلك التحذيرات واستهدف العديد من المستشفيات، ما فاقم الأوضاع داخل القطاع.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن مليون فلسطيني اضطروا إلى النزوح من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاث الماضية، جراء عمليات جيش الاحتلال تزامنا مع القصف المكثف.
وأضافت الوكالة الأممية عبر حسابها بمنصة “إكس”، الثلاثاء، أن “نحو مليون شخص نزحوا من رفح خلال الأسابيع الماضية رغم عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، وسط القصف”.
وأشارت الأونروا إلى “نقص الغذاء والماء، وتكدس أكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة، ما يجعل تقديم المساعدة شبه مستحيل يوما بعد يوم”.
واستشهد 16 فلسطينيًا بقصف على رفح، سبعة منهم في استهداف جديد لخيام نازحين في حي تل السلطان شمال غرب المدينة، بعد استشهاد 45 فلسطينيا مساء الأحد، بقصفه المنطقة ذاتها التي زعمت “إسرائيل” أنها “آمنة” ويمكن النزوح إليها.
وفي السادس من أيار الجاري أعلن الجيش الاحتلال “الإسرائيلي” بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك، وسيطر على معبر المدينة الحدودي مع مصر.
وخلفت الحرب الوحشية على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وبموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين، أصدرت محكمة العدل الدولية، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالب “إسرائيل” بأن “توقف فورا هجومها على رفح”، و”تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة”، و”تقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها” في هذا الصدد.
وجاءت هذه التدابير الجديدة من المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية بالأمم المتحدة، استجابة لطلب من جنوب إفريقيا ضمن دعوى شاملة رفعتها بريتوريا نهاية كانون الأول 2023، وتتهم فيها إسرائيل بـ”ارتكاب جرائم إبادة جماعية” في غزة.
وتواصل “إسرائيل” حربها المدمرة بدعم أمريكي، متجاهلة قرارا لمجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.