هيئة علماء المسلمين في العراق: “مسيرة الأعلام” جزء من محاولات جبر الانكسار الذي أصاب الاحتلال
حذّرت المرجعيات الإسلامية التي تضمّ دار الإفتاء والأوقاف من مغبة تصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واستباحته بشكل غير مسبوق من الجماعات اليهودية المتطرفة، مشيرة الى حصول اقتحامات مقززة واكبتها جملة من الانتهاكات الصارخة من أداء طقوس الصلاة والرقص والصراخ والانبطاح داخل باحات المسجد بحماية شرطة الاحتلال.
عمان – الرافدين
قال قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ إن مدينة القدس المحتلة وهي في الذكرى السابعة والخمسين لاحتلالها تشهد تصعيدًا غير مسبوق لاقتحامات الصهاينة المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، والقيام بطقوس تلمودية استفزازية، أثناء ما تسمى “مسيرة الأعلام”، وسط شعارات معادية للمسلمين والعرب، وهتافات تسيء للإسلام ولنبينا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- تحت حماية قوّات الاحتلال التي توفر الغطاء الأمني لهذه التظاهرات والاستفزازات، واعتقلت بسببها عددًا من الناشطين المرابطين في المسجد الأقصى، واعتدت بالضرب على الصحفيين الذين تزامن وجودهم في طريق المسيرة.
وأوضح القسم في تصريح صحفي أصدره مساء الأربعاء الخامس من حزيران أنه في الوقت الذي أغلقت شرطة الاحتلال أبواب المسجد الأقصى وحظرت على المقدسيين الدخول إليه وأداء الصلاة فيه؛ فقد سمحت لمئات المستوطنين – الذين كان قسم منهم مدججًا بالسلاح- بالعدوان على أهالي المنطقة القديمة في القدس المحتلة بالضرب، وتحطيم محتويات المحال التجارية وإفساد ما فيها، فضلًا عن حشد ما يربو على ثلاثة آلاف من عناصرها بدعوى تأمين مرور “مسيرة الأعلام” من باب العامود، التي شارك فيها متطرفو حكومة نتنياهو من أمثال “المجرم” إيتمار بن غفير وزير الأمن في الحكومة العبرية، وأحد أكثر المحرّضين على الاقتحامات الممنهجة للمسجد الأقصى، والداعين إلى مداهمة بيوت الفلسطينيين والتنكيل بهم.
وأكّد قسم الإعلام في الهيئة على أن هذا التصعيد المصحوب بالإساءة والتطرف على نحو تزاحمت فيه التجاوزات غير الإنسانية تجاه أهلنا في مدينة القدس، فضلًا عن التمادي في الإساءة لمقدسات المسلمين وفي طليعتها المسجد الأقصى المبارك؛ إنما هي محاولات جبر للانكسار الذي أصاب الاحتلال وحكومته ومستوطنيه من جرّاء الفشل المتواصل في ميدان قطاع غزة على مدى ثمانية أشهر من معركة طوفان الأقصى؛ حيث لم يجنِ الاحتلال إلا خسائر متراكمة على الأصعدة: العسكرية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، علاوة على الانهيار الذي أودى بالكيان المجتمعي للمستوطنين في مناحي الحياة كافة.
وأشارت هيئة علماء المسلمين في العراق إلى أن ما يعانيه الاحتلال من فشل ذريع في تحقيق أهدافه التي أعلن عنها لتبرير عدوانه على قطاع غزة، وإخفاق تام في استخدام آلة القتل المفرط والإبادة الجماعية والإيغال في إزهاق أرواح المدنيين وتشريدهم كوسيلة لتدمير المقاومة وإسقاط حاضنتها؛ ألجأه إلى وسائل أخرى لمحاولة تحسين صورته، التي ازدادت قُبحًا؛ عن طريق اعتماده فعلًا مضادًا في القدس مفضوحًا في تصرفاته وفاشلًا في أدواته، ولا يمكنه صرف الأنظار -ولو مؤقتًا- عن حقيقة المشهد الفاضح في قطاع غزة.
يأتي ذلك في وقت أغلقت شرطة الاحتلال عددا من شوارع القدس الشرقية والغربية،
واعتدت مجموعات من المشاركين في المسيرة وهم يهتفون “الموت للعرب” على صحافيين، وفق ما افاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت خمسة مشتبه بهم شاركوا في المسيرة في منطقة باب العمود قاموا بإلقاء أشياء على الصحافيين الذين كانوا يقفون في زاوية خصصت لهم.
واعتبرت حركة حماس في بيان أن “مسيرة الأعلام في القدس المحتلة عدوانٌ على شعبنا ومقدساته”.

وحذّرت “الاحتلال من مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى”، ودعت الشعب الفلسطيني “في كل مكان، خصوصاً في الضفة والقدس والداخل المحتل؛ للنفير العام والتصدي لمخططات الاحتلال”.
وحذّرت المرجعيات الإسلامية التي تضمّ دار الإفتاء والأوقاف “من مغبة تصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، واستباحته بشكل غير مسبوق من الجماعات اليهودية المتطرفة”، مشيرة الى حصول “اعتداءات واقتحامات مقززة” واكبتها “جملة من الانتهاكات الصارخة من أداء طقوس الصلاة والرقص والصراخ ورفع الاعلام والانبطاح داخل باحات المسجد بحماية شرطة الاحتلال”.
وفي القدس القديمة، قال زكي (52 عاما) مفضلا عدم كشف اسم عائلته، “أنا ضد إغلاق دكاكيننا أثناء عبور المسيرة في البلدة القديمة، لكن الناس يريدون حماية أولادهم”.
وقال أحد المارة مقدّما نفسه باسم ابراهيم “يجب عدم إغلاق الدكاكين وعدم إفساح المجال للمستوطنين للاستيلاء على المدينة”.
في باب العمود، جرت مناوشات بين فتيان فلسطينيين وشبان من المستوطنين، وألقيت حجارة من سطح مبنى على المتظاهرين.
ووصف جلال السمان (38 عاما) الذي يملك متجرا الوضع بأنه “سيء نتيجة التضييق الكبير جدا على الناس، واستفزازات المستوطنين الذين يحطمون كلّ ما يجدونه في طريقهم”.
وأضاف “نحن سكان المدينة لا نعلم كيف نخرج منها اليوم. سياراتنا مركونة خارج أسوار المدينة… يقومون بتكسيرها. المحال التجارية أغلقت أبوابها. إنه وضع يتكرّر كلّ سنة”.
وتابع “الحقد أصبح أكبر والوضع من سيء إلى أسوأ. لقد أفرغوا البلدة القديمة والناس يخشون دخولها بسبب التفتيش والإهانات من الجنود”.
بعد وقت قصير، مرّ عشرات الشبان بالقرب من السمان ورشقوه بالقذارات. وحصل حادث مماثل مع جاره اللحام.



