خطاط عراقي يحلم بوضع لمساته على جدران مسجد “آيا صوفيا”
الفنان العراقي نهرو قادر رشيد يؤكد على أن أكبر لوحة خطية موجودة حاليًا بمسجد آيا صوفيا، وهو يفكر بإعادة رسمها وفقًا للنسخة الأصلية، عادًّا ذلك مسؤولية أخلاقية.
السليمانية- يحلم الفنان العراقي نهرو قادر رشيد (47 عاما)، بإعادة رسم لوحات الخط الموجودة في جدران مسجد آيا صوفيا التاريخي بمدينة إسطنبول التركية.
يعيش رشيد في محافظة السليمانية العراقية ويحرص على إحياء فن الخط الذي يمارسه منذ نحو 30 عاما برسم المخطوطات من أجل المساجد.
وعمل رشيد الزخارف الإسلامية في مسجدين في مركز محافظة السليمانية وقدمها هدية للمواطنين وهي كتابة آية الكرسي، إذ يصل ارتفاع حرف الألف إلى مترين، كما عمل خطوطًا جدارية فنية في العاصمة القطرية الدوحة. وتحاكي الجدارية الفنون الإسلامية القديمة بألوان البيئة القطرية.

وأكد رشيد لوكالة “الأناضول” أنه مهتم بشكل خاص بفن الخط العثماني، ويقوم بأعمال في العراق ودول أخرى لإحياء الفن وتعليمه للأجيال الجديدة.
وقال إن من بين خططه أيضا إعادة رسم أعمال الخط الموجودة في مسجد “آيا صوفيا” التاريخي بما يتوافق مع النسخ الأصلية.
وأشار إلى أنه يعطي طوعًا دروسا في الخط للمبتدئين وحتى الخبراء، وأنه شارك في العديد من المسابقات الدولية في تركيا وبلدان أخرى.
وشدد على أن فن الخط عاش عصره الذهبي في العهد العثماني، وأنه أعاد رسم مخطوطات بعض الفنانين العثمانيين الكبار في هذا المجال.
وأضاف الفنان العراقي “أخطط في المستقبل لعمل أكبر لوحة خطية في مسجد آيا صوفيا، أحد عجائب الهندسة والتصميم، بمشيئة الله”.
وذكر أن أكبر لوحة خطية موجودة حاليًا بمسجد آيا صوفيا، وهو يفكر بإعادة رسمها وفقًا للنسخة الأصلية، وقال: “هذه مسؤولية أخلاقية”.
وتعلم رشيد فن الخط العربي الإسلامي والزخرفة منذ الطفولة.

وقال إن الخط العربي يمتلك الأصالة والركائز القوية ولا يحتاج إلى الحداثة التي بدأ البعض بإضافتها إليه، لأنه جميل ولا يحتاج إلى اللمسات.
وأشار إلى أن عدم الاهتمام الآن بالخط العربي الأصيل يرجع إلى عدم مبالاة السلطات الحاكمة في البلدان به، لأن وقت ازدهار الخط العربي كان في عهد العثمانيين كونهم عارفين بالقيمة الثقافية له وجماليته، ومخصصين بعض الأموال لإحيائه مرة ثانية بين الأجيال الجديدة، وهو لا يختص بالعرب فقط وإنما توجد 600 قومية في العالم يكتبون بأبجديات اللغة العربية، كونها لغة القرآن الكريم.
ولفت إلى أن الخطوط العربية هي سبعة أنواع ثلاثة منها اكتشفها العرب والأربعة الأخرى عرفها غير العرب، منبها إلى أنه يعمل من أجل تأسيس أكاديمية متخصصة بالخط العربي الإسلامي لما لها من دور كبير في تعزيز أبجديات الخط العربي والمحافظة عليه ومنع اندثاره وهو يمتلك الطاقة البشرية، ولكن يحتاج إلى الدعم المالي من أجل إنشائها بسبب الحاجة إلى المكان والإدارة وبقية المتطلبات، وأن هذه الأكاديمية سيكون لها الدور الأبرز في تخريج قدرات فنية ستبقى تعلم الأجيال المقبلة…
