قوات الاحتلال ترتكب مجزرة جديدة في مدرسة للنازحين بغزة أمام أنظار العالم
كارين هوستر من منظمة أطباء بلا حدود في غزة: كانت رائحة الدم في غرفة الطوارئ هذا الصباح لا تطاق. هناك أشخاص ممددون في كل مكان، على الأرض وفي الخارج. نقلت الجثث في أكياس بلاستيك. الوضع لا يحتمل.
غزة – أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 40 بينهم 14 طفلا و9 سيدات جراء المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه مدرسة لوكالة “الأونروا” تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال المكتب الحكومي في بيان “قتل جيش الاحتلال الليلة الماضية 40 نازحًا بمجزرة مروّعة في قصف عدة غرف تؤوي عشرات النازحين بمدرسة تابعة للأونروا بمخيم النصيرات”.
وأضاف البيان “ومن بين الشهداء 14 طفلاً و9 نساء، إضافة إلى إصابة 74 نازحًا بينهم 23 طفلاً و18 امرأة”.
وأكد مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح استقبال “37 شهيدا” جراء الغارة.
وقبل الضربة الإسرائيلية، استقبل المستشفى ما لا يقل عن 70 شهيدًا وأكثر من 300 جريح منذ الثلاثاء، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك عقب غارات إسرائيلية على وسط غزة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
كذلك، أفاد طبيب في مستشفى الأقصى عن قصف آخر على مخيم النصيرات استهدف منزلا وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
وأشار شهود إلى أن إطلاق نار كثيف وقع خلال الليل على مخيمَي البريج والمغازي في وسط قطاع غزة.
وأوضح المكتب الحكومي “مركز النُّزوح الذي استهدفه الاحتلال الليلة الماضية هو مركز النُّزوح رقم 149 الذي يتم استهدافه من قبل الجيش، من خلال قصفه بصواريخ الطائرات أو قذائف الدبابات”.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي “كرر ارتكابه هذه المجازر بشكل وحشي رغم علمه بتواجد عشرات الآلاف في مراكز النزوح”.
وأشار إلى أن “هذه الجريمة تأتي ضمن جريمة الإبادة الجماعية”، معربا عن إدانته لـ”الدعم الدعم الأمريكي الكامل والشامل للاحتلال الذي يمارس الجرائم بشكل منظم”.
وفجر الخميس، قال المكتب إن 27 نازحًا فلسطينيًا استشهدوا وأصيب العشرات، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة بمخيم النصيرات وسط القطاع، فيما ارتفع العدد في وقت لاحق إلى 35.
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “طائرات حربية هاجمت بتوجيه من هيئة الاستخبارات والشاباك”، زاعما وجود “مجمع كانت تستخدمه حماس ويقع داخل مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات”.
وزعم في بيان نشره المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس” أنه “تم اتخاذ خطوات عديدة من شأنها تقليص احتمالية إصابة المدنيين”.
وقالت كارين هوستر من منظمة أطباء بلا حدود في غزة “كانت رائحة الدم في غرفة الطوارئ هذا الصباح لا تطاق. هناك أشخاص ممددون في كل مكان، على الأرض وفي الخارج. نقلت الجثث في أكياس بلاستيك. الوضع لا يحتمل”.
ووصفت بلجيكا المجزرة الإسرائيلية التي خلفت 40 شهيدا وعشرات الجرحى بمدرسة للأونروا تؤوي نازحين فلسطينيين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة بأنها “مروعة وغير مقبولة”.
وقالت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب في منشور على منصة إكس، الخميس، القصف الإسرائيلي المدمر، الذي استهدف مدرسة تابعة للأونروا في غزة، “عمل عنف مروع وغير مقبول”.
وحثت وزيرة الخارجية البلجيكية جميع الأطراف على “احترام البنية التحتية المدنية”.
واختتمت لحبيب بالقول “هذه المأساة تذكرنا بالحاجة الملحة لإنهاء العنف في القطاع”.
وخلفت الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة التي توشك على دخول شهرها التاسع أكثر من 119 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.