أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الدكتور عزّام حلمي جابر: من المؤسف تحجيم قضية القدس والمسجد الأقصى في واقعنا المعاصر

مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق، يستضيف الدكتور عزّام حلمي جابر أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم؛ في محاضرة بعنوان "طوفان الأقصى من وحي قرآنيٍّ ونبويٍّ"، بحضور ومشاركة نخبة من أبناء الجالية العراقية في العاصمة الأردنية عمّان.

عمان- الرافدين
قال الدكتور عزّام حلمي جابر أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم إن معركة طوفان الأقصى ستسجل في صفحات النور، وتكتب من خيوط الذهب؛ لما في عنوانها من ارتباط مباشر بالمسجد الأقصى، الأمر الذي يعني أن البركة التي تحيط بالأقصى تشمل أصحاب هذا الطوفان، وكل من يبذل جهدًا من أجله دعمًا له، فضلاً عن كون المسجد الأقصى يعد قضية الإسلام والمسلمين، وليست محصورة بأهل فلسطين لوحدهم.
وأضاف في محاضرة بعنوان “طوفان الأقصى من وحي قرآنيٍّ ونبويٍّ” شهدها مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق بمقره بالعاصمة الأردنية عمان، أن تأريخ علماء الأمة في هذا الصدد يؤكد هذه المعاني، ومن ذلك جهود الشيخ الحاج أمين الحسيني – رحمه الله – الذي كان يستقطب سنويًا كبار العلماء والشخصيات في مؤتمر يعقده منذ أوائل القرن الماضي من أجل القدس، والشيخ محمد محمود الصواف – رحمه الله – الذي قاد جموع المجاهدين لأجل فلسطين وبيت المقدس، وثلة أخرى من علماء الأمة ودعاتها من أمثال الشيخ مصطفى السباعي، والشيخ حسن البنا، والشيخ عبد اللطيف أبو قورة وغيرهم ممن حمل لواء المسجد الأقصى وبذل وسعه في الدفاع عنه.
وأعرب الدكتور جابر عن أسفه لمحاولات تحجيم قضية القدس والمسجد الأقصى في واقعنا المعاصر، لتنتقل من بُعدها الإسلامي الواسع إلى البُعد العربي الضيق، قبل أن يتسارع السعي نحو تضييقها لتكون في دائرة محدودة مقتصرة على فلسطين وحدها، داعيًا إلى أن تكون معاجلة هذه المشكلة ضمن أولويات الأمة بعلمائها ونخبها وشعوبها كافة.
واهتمت المحاضرة ببيان مكانة بيت المقدس في الكتاب والسنة، حيث استحضر المحاضر المشاهد القرآنية والنبوية، القديمة، والحديثة المتجددة في طوفان الأقصى، موضحًا أن السور القرآنية الكريمة في كتاب الله – المكية والمدنية – تتحدث عن بيت المقدس بوصفه تارة بالأرض المباركة، وتارة أخرى بالأرض المقدسة، فضلاً عن التصريح باسم المسجد الأقصى المبارك في سورة الإسراء، والإشارة إليه في سورة البقرة من حيث كونه القبلة الأولى.
وذكر في هذا السياق التفاتة تضمنتها سورة الإسراء التي تقع في قلب القرآن الكريم، مما يقتضي أن يكون المسجد الأقصى حاضرًا في قلب كل مسلم.
وسلّط المحاضر الضوء على المواضع القرآنية المتعلقة بالأرض المقدسة، مبينًا دلالاتها، ومقاصدها، وما تقتضيه من لوازم وواجبات، إلى جانب بيان التفاصيل المتعلقة ببني إسرائيل في القرآن الكريم وتعاقب ذكرهم في مواضع كثيرة ضمن سياقات السور والآيات، منوهًا ببعض مواقفهم تجاه بيت المقدس، وعصيانهم المستمر واستكبارهم على أمر الله عز وجل، علاوة على قعودهم عن الجهاد والقتال في سبيل الله ثم لتحرير هذه الأرض، وما أصابهم نتيجة ذلك من تيه أعقب تحريمها الأبدي عليهم.


استحضر المحاضر المشاهد القرآنية والنبوية، القديمة، والحديثة المتجددة في طوفان الأقصى

واستعرضت المحاضرة طائفة من الأحاديث النبوية الصحيحة المتعلقة بالمسجد الأقصى وبيت المقدس، والرباط فيهما وفي أكنافهما، من بينها ما رواه الإمام البخاري من قول النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) وذكر منها المسجد الأقصى المبارك، وما رواه غير واحد من أصحاب السنن قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (أن سليمان بن داود -عليهما السلام- سأل الله ثلاثًا فأعطاه اثنتين، وأنا أرجو أن يكون أعطاه الثالثة؛ سأله حكمًا يصادف حكمه، فأعطاه إياه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد – يعني بيت المقدس – يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (ونحن نرجو أن يكون الله قد أعطاه ذلك)، وحديث ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ‌(ايتوه فصلوا فيه، فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله)، وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة في هذا الشأن الذي ذكر الدكتور جابر فيه أن الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يتدارسون في مجالسهم مع الرسول – صلى الله عليه وسلم- ويسألونه عن بيت المقدس، مشيرًا إلى أن السؤال المطروح في هذا السياق: كيف استجاب الصحابة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام حينما قال لهم: (إيتوه فصلوا فيه)؟ وكيف كانوا يشدون الرحال إليه؟ هل خرجوا بمجموعات سياحية يستأذنون بها السلطات الرومية التي كانت تحتل الأرض وتحتل بيت المقدس وبلاد الشام؟ أم أنهم فهموا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وجوب الإعداد لتحرير بيت المقدس، حتى لا يبقى في أيدي الروم؟ مؤكدًا أن أولى الناس بحكم بيت المقدس هم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، ومن بعدهم من الأجيال الموحدة التي تعيد تربية الصحابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى