أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السوداني “ينصاع” لشرط الإدارة الأمريكية ويلغي قرار رئيس الجمهورية بسحب صلاحيات الكاردينال ساكو

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: ما تعرض له الكاردينال ساكو يمثل ضربًا وتهديدًا للحريات الدينية في العراق، وأن واشنطن أبلغت بغداد موقفها في ظل التهديد الذي يستهدف المسيحيين الذين يمثلون جزءًا من الهوية العراقية.

بغداد- الرافدين
فرضت الإدارة الأمريكية على رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني كجزء من شروط زيارته الأخيرة إلى واشنطن، إلغاء قرار رئيس الجمهورية الحالي عبد اللطيف رشيد بسحب صلاحيات بطريرك الكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو.
وأعاد السوداني الكاردينال ساكو إلى وضعه الرسمي بصفته بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ومتولّيا على أوقافها، ما يمهّد لعودة رجل الدين إلى بغداد بعد قرابة عام من خلاف بينه وبين السلطات، ويفقد قرار رشيد أي قيمة اعتبارية أو رسمية.
وجاء في بيان للبطريركية الكلدانية نشرته في موقعها الرسمي “تسلم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو النسخة الرسمية للأمر الديواني الموَقّع من دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني بتسميته بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وتولّيه أوقاف الكنيسة الكلدانية (…)، مساء الثلاثاء الحادي عشر من حزيران 2024 في الصرح البطريركي ببغداد”.
وقال مصدر عراقي مطلع على خفايا الأمور في المنطقة الخضراء، إن قرار إعادة رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك لويس روفائيل ساكو، إلى بغداد لا يعود إلى رئيس حكومة الإطار التنسيقي، وإنما إلى قرار أمريكي صارم وهو جزء من شروط زيارة السوداني إلى واشنطن التي جرت في شهر نيسان الماضي.
وأضاف المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” إن الإدارة الأمريكية سبق أن أبلغت السوداني بجملة من الشروط يجب تلبيتها قبل استقباله في البيت الأبيض، ومن بينها عودة البطريرك ساكو إلى بغداد، وفرض سلطته على الميليشيات، على أن يلغى المرسوم الجمهوري الذي أصدره الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد لاحقًا.
وقال البطريرك ساكو إن المسيحيين لا يزالون يغادرون البلد لأنه لا توجد أفعال، وإنما وعود فقط، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي زار الولايات المتحدة وآمل أن يتمكنوا من القيام بشيء، ويطلبوا منه ما هو في مصلحة المسيحيين وإبقائهم في أرضهم ليعيشوا فيها بكرامة.
وسبق أن قرر “رئيس الجمهورية” في مطلع شهر تموز الماضي سحب المرسوم الجمهوري رقم 147 لسنة 2013، الخاص بالكاردينال ساكو، ما أثار ردود أفعال غاضبة وجدلاً في الأوساط العراقية.
ويتيح المرسوم الجمهوري للكاردينال إدارة أملاك وأوقاف الكنيسة.
واحتجاجًا على سحب المرسوم، غادر المقر البطريركي في بغداد وانتقل إلى أحد الأديرة في إقليم بمحافظة أربيل بشمال العراق.
وأعربت واشنطن عن قلقها إزاء المضايقات السياسية التي يتعرض لها بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق، مؤكدة على ضرورة تأمين عودة آمنة له إلى بغداد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن ما تعرض له الكاردينال ساكو يمثل ضربًا وتهديدًا للحريات الدينية في العراق، لافتًا إلى أن واشنطن أبلغت بغداد موقفها في ظل التهديد الذي يستهدف المسيحيين الذين يمثلون جزءًا من الهوية العراقية.
وأعلن الكاردينال ساكو عن عودته إلى مقره في العاصمة بغداد بدعوة شخصية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
واستقبل السوداني زعيم الكلدان في العراق والعالم، البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو. في إشارة سبقت زيارته إلى واشنطن في نيسان الماضي وتمهيد لإلغاء مرسوم الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد.
ويُعدّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو شخصية بارزة لدى الأقلية المسيحية في العراق ومتحدثًا أساسيًا باسمها، لا سيّما في الأوساط السياسية والدبلوماسية.
واشتدّ الخلاف بين الكاردينال ساكو وزعيم ميليشيا “بايليون” المنضوية في الحشد الشعبي ريان الكلداني، الخاضع لعقوبات أمريكية منذ 2019.
وقال البطريرك لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الثلاثاء “سأعود إلى بغداد وأنا سعيد جدًا لأن القانون انتصر”.
وأضاف “يعطي ذلك الكثير من الأمل للمسيحيين ويحترم حقوقهم”.
وتعدّ الكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق. وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم لا يتخطى 400 ألف نسمة بعدما كان يُقدّر عددهم قبل عقدين بنحو مليون ونصف مليون هاجروا بسبب عشرين عامًا من الحروب والنزاعات.
وشدد الكاردينال بقوله إن “الشعب العراقي مختلف، فهو لطيف للغاية معنا. إنهم يعبرون لنا عن تضامنهم، ولكن ليس الطبقة السياسية”.
وأضاف توجد حكومة عراقية حالية متأثرة بإيران. وإن الوضع شديد الحساسية.
وأوضح “المسيحيون ليس لديهم ثقة بالمستقبل لأنه لا توجد رؤية ولا خطط لتغيير حقيقي من أجل دولة القانون والديمقراطية والاحترام التي يمكن للجميع العيش فيها بكرامة وحرية.
وطالب بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، بالاعتراف بفشل العملية السياسية القائمة في العراق منذ عام 2003.
ودعا الكاردينال ساكو في رسالة سابقة لتهنئة المسلمين في العراق بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إلى إعادة النظر بالعملية السياسية برمتها، والتوصل إلى توافقات جديدة بعيدًا عن الطائفية والمحاصصة.
وقال “في العراق، بعد أكثر من عشرين عامًا من سقوط النظام، لابد من إعادة النظر في العملية السياسية برمتها، والتوصل إلى صيغة توافق جديدة غير الطائفية والمحاصصة، تقوم على المواطنة الكاملة تضمن مستقبلاً أفضل للعراقيين، وتحافظ على موزائيك المكونات وحقوقهم، الذي هو جمال العراق”.
وأشار إلى أن السلام ليس مجرد فكرة، أنما هو مشروع حياتي ضروري نتربى عليه ونجسده في حياتنا اليومية. وهذا يتطلب الشجاعة.
وكان الكاردينال ساكو قد أكد على أن ميليشيا بابليون المنضوية في الحشد الشعبي تستولي على مهام اختيار وتعيين رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية في العراق دون علم الكنيسة.
ولفت إلى تعرض المكون المسيحي في العراق للمضايقات والتهميش، وتفرد الجهات المسيطرة باختيار وتعيين رئيس لديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية، لا ينتمي للكنيسة الكلدانية والكنائس السبعة الأخرى، بل إلى ميليشيا بابليون التي قامت بنزع صلاحيات الأساقفة، وفرضت المصادقة على شهاداتهم من قبل الديوان.
وسبق أن حذر بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، من هشاشة التعايش المشترك بين العراقيين بسبب الفساد والميليشيات والسلاح المنفلت.
ونوّه إلى أن “الدولة غير مسيطرة على الوضع. أين دور الجيش والشرطة وهما أضعف من الكثير من الميليشيات”.
وأضاف “أوردت مثال سحب المرسوم من قبل رئاسة الجمهورية. كان لدي مرسوم لعشر سنوات وهو تقليد متبع منذ 14 قرنًا.”
وتساءل “كيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يسحبه من تلقاء نفسه؟ وما هو الهدف النهائي؟ ولماذا مني وليس غيري؟ هذه ليست عدالة، بل ظلماً”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى