أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

الحجاج يتوافدون إلى مشعر مِنَى مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير في صورة روحانية وإيمانية

في يوم التروية سيقضى الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، كما يُصلّون في مِنَى الصلوات الخمس قصرا بدون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفات، منسك الحج الأعظم، بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة.

مكة المكرمة- بدأ حجاج بيت الله الحرام، الجمعة، بالتوافد إلى مشعر “مِنَى” غرب السعودية لبدء مناسك الحج، وسط استعدادات ضخمة أعدتها المملكة بأولى محطات الفريضة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” أن حجاج بيت الله الحرام بدأوا بالتوافد صباح الجمعة إلى مشعر مِنَى لقضاء يوم التروية “مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية”.
وفي صعيد “مِنَى”، يقضى ضيوف الرحمن، الجمعة “يوم التروية” أول محطات مناسك الحج، التي تتواصل على مدار ستة أيام.
وفي يوم التروية سيقضى الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، كما يُصلّون في “مِنَى” الصلوات الخمس قصرا بدون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفات، منسك الحج الأعظم، بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة، السبت.
ويقع مشعر “مِنَى” بين مكة المكرمة ومشعر “مزدلفة” على بُعد 7 كلم شمال شرق المسجد الحرام، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا في فترة الحج.
ولمشعر “مِنَى” مكانة دينية خاصة عند المسلمين، ففي هذا المكان رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام إبليس بالجمار، وذبح فدي سيدنا إسماعيل عليه السلام.
وبحسب التقديرات يوجد ما يزيد عن مليوني حاج هذا العام.
وتبدأ حشود المؤمنين بالطواف حول الكعبة، قبلة المسلمين في صلاتهم، بأثواب الإحرام البيضاء، مع شعور كثيرين منهم بالحزن بعد مرور ثمانية أشهر على الحرب الوحشية التي تشنها “إسرائيل” على الفلسطينيين في غزة.
وقالت زهرة بني زهرة (75 عاماً) من المغرب لوكالة الصحافة الفرنسية وهي تبكي “إخواننا يموتون، ويمكننا أن نرى ذلك بأعيننا”.
من جهتها، قالت بليندا إلهام من إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، إنها “ستصلي كل يوم حتى ينتهي ما يحدث في فلسطين”.
ويتضمن الحج، وهو أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، سلسلة من الشعائر في مكة وضواحيها في غرب المملكة العربية السعودية والتي تستغرق أياماً عدة لإكمالها.
وستكون الذروة يوم السبت بصلاة طوال اليوم على جبل عرفات، حيث ألقى النبي محمد (ص) خطبته الأخيرة.
ويدور الحجاج الذين يرتدون ملابس الإحرام البيضاء حول الكعبة بأعداد كبيرة منذ أيام عدة. وقد انتظر البعض لسنوات فرصة أداء المناسك، مع تخصيص التصاريح من قبل السلطات السعودية على أساس الحصص لكل دولة.
وتقول نونارتينا حاجيباولي (50 عاماً) إنها تشعر بالفخر لكونها جزءاً من ألف حاج وصلوا هذا العام من سلطنة بروناي في جنوب شرق آسيا.
وتضيف “أنا عاجزة عن الكلام، ولا أستطيع أن أصف ما أشعر به”.
واجتذب الحج العام الماضي أكثر من 1.8 مليون حاج، وفقاً للأرقام الرسمية، بعدما رفعت السلطات القيود المفروضة في أعقاب جائحة كورونا.
وكما كان الحال منذ سنوات عدة، يقام التجمع هذا العام خلال فصل الصيف السعودي الحار، ويتوقع المسؤولون أن يصل متوسط الحرارة إلى 44 درجة مئوية.
وتشمل تدابير تخفيف الحرارة هذا العام، تغطية الطرقات التي يستخدمها المصلون بمادة بيضاء، ما يخفض درجة حرارة الأسفلت بنسبة 20 في المئة، بحسب السلطات.
يضاف إلى ذلك، المرشات المثبتة في الساحة المركزية، وتوزيع المياه والمظلات، والنصائح التي يقدمها المتطوعون الشباب، ومراكز التسوق التي لا تعد ولا تحصى والتي تسمح للحجاج بالاسترخاء بين صلاتين.
ووصلت إلى الحجاج رسالة نصية الخميس تطلب منهم “شرب الماء بانتظام لأكثر من 2 لتر يومياً” و”حمل المظلة الشمسية معك دائماً”، محذرة من أن درجات الحرارة قد ترتفع إلى 48 درجة مئوية.
وأعدت السعودية ترتيبات ضخمة لاستقبال الحج في أول محطات المناسك، منها تجهيز 4 مستشفيات تضم جميع التخصصات، وأقسام لمواجهة الإجهاد الحراري وضربات الشمس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
كما تم إنشاء أبراج سكنية متعددة الطوابق بمشعر “مِنَى” تستوعب أكثر من 30 ألف حاج بتصاميم حديثة مستوحاة من الهوية العمرانية للمشاعر المقدسة.
أيضا، أنهى قطار المشاعر استعداداته لاستقبال الحجاج عبر 9 محطات تربط بين مناطق المشاعر المقدسة.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 72 ألف راكب بالساعة في اتجاه الواحد، ويسير بسرعة تبلغ 80 كيلومترًا في الساعة، ما يمكنه من قطع المسافة بين منى وعرفات خلال نحو 20 دقيقة فقط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى