أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيالأخبارتقارير الرافدين

غرق عشرات المهاجرين العراقيين غير الشرعيين قبالة السواحل الإيطالية في ثاني أيام عيد الأضحى

غرق عشرات المهاجرين العراقيين غير الشرعيين في تحطم سفينة قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا، يفند مزاعم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني عن الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.

بغداد- الرافدين
فند غرق عشرات المهاجرين العراقيين غير الشرعيين في تحطم سفينة قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا، الاثنين، مزاعم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني عن الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.
ويكشف الحادث الجديد في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، أن غالبية الشباب فقدوا الأمل بأي اصلاح سياسي في البلاد الأمر الذي دفعهم إلى ركوب المجهول عبر الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ووضعت الحكومات المتعاقبة حال الشباب العراقي بين خيارين إما الهروب من جحيم الواقع المزري، أو البقاء في البلاد حيث الفقر والبطالة وتردي مستوى التعليم، وبالتالي الوقوع في شرك المخدرات واللجوء للانتحار، أو الانخراط في صفوف الميليشيات بحثًا عن لقمة العيش بينما يرون ثروات بلادهم تنهب من قبل الساسة والمرتبطين بهم مما تنشئ جيلًا غير سوي ومشبع بالصدمات النفسية
وفقد 64 شخصا في البحر المتوسط من العراقيين والسوريين والإيرانيين، وجرى إنقاذ كثيرين بعد تحطم سفينتهم، حسبما قالت وكالات أممية في بيان نقلته وكالة “أشيوتيد برس”.
وفي حادث تحطم سفينة منفصل، أجلى منقذون عشرات المهاجرين المشتبهين، لكنهم عثروا على 10 جثث عالقة تحت سطح قارب خشبي قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة، وفق ما ذكرت منظمة الإغاثة الألمانية “ريسكشيب”، الاثنين.
ونقلت وكالات أممية عن ناجين قولهم إن سفينة غرقت على بعد نحو 200 كيلومتر قبالة كالابريا كانت قد أبحرت من تركيا قبل ثمانية أيام لكن النيران اشتعلت بها وغرقت.
وقال خفر السواحل الإيطالي في بيان إن عملية البحث والإنقاذ بدأت بعد نداء استغاثة من قارب فرنسي كان يبحر في منطقة حدودية، حيث تجري اليونان وإيطاليا عمليات بحث وإنقاذ.
وقالت وكالات أممية إن الناجين والمفقودين في البحر جاءوا من إيران وسوريا والعراق.
وقام مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي على الفور بتحويل اتجاه سفينتين تجاريتين كانتا تبحران بالقرب من مكان الإنقاذ. كما ساعدت وكالة الحدود الأوروبية وخفر السواحل “فرونتكس” في العملية.
وتم نقل الناجين إلى ميناء روتشيلا جونيكا في كالابريا، حيث تم إنزالهم وسلموا إلى طاقم طبي لرعايتهم.
وقال خفر السواحل إن أحد المهاجرين الذين تم إنقاذهم توفى بعد فترة وجيزة.
وفي حادثة تحطم السفينة الثانية، عثر طاقم قارب منظمة “ريسكشيب” على 61 شخصا على متن سفينة خشبية كانت مملوءة بالمياه.
وقالت المنظمة “تمكن طاقمنا من إجلاء 51 شخصا، اثنان منهم كانا فاقدي الوعي”.
وأضافت أن “المتوفين العشرة كانوا في الطابق السفلي من السفينة التي غمرتها المياه”.
ويكشف عدم تراجع طلبات العراقيين بالتقدم باللجوء إلى دول آمنة في الاتحاد الأوروبي الوضع السياسي والاجتماعي الهش في بلادهم، فضلا عن فقدان الثقة بالمستقبل لجيل عراقي يصارع للخروج من البلاد.
ويفند العدد الكبير من اللاجئين العراقيين مزاعم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني بشأن الاستقرار السياسي، بينما مافيات تهريب العراقيين تتوسع مع ارتفاع منسوب رغبة جيل الشباب للهجرة من العراق.
ويندرج الخطاب الدعائي عن عودة المغتربين من خارج العراق ضمن سياسة التزييف المستمرة في حكومة الإطار التنسيقي واستثمار ما يسمى بـ “الهدوء السياسي الخادع” للإيحاء إلى الشارع العراقي والإقليمي بأن الأوضاع في العراق مستقرة.
وانتقد عراقيون مطالبات الحكومة بعودة اللاجئين إلى العراق ممن استقرت أوضاعهم في بلدان اللجوء، ودعوها للاهتمام بحل مشاكل النازحين داخل البلاد أولًا.
وأضافوا أن الحكومة التي تعجز عن إعادة النازحين داخل العراق إلى مناطقهم الأصلية كيف ستنجح في إعادة المهاجرين في الخارج.
ويدفع الانهيار الاقتصادي وعدم الثقة بمستقبل العملية السياسية ملايين العراقيين للبحث عن لجوء في بلدان أوروبية وغربية أخرى خلال السنوات الأخيرة حسب دراسة لمنظمة الهجرة الدولية.
ويحاول غالبية العراقيين الهجرة بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة للحصول على اللجوء في الدول الأوروبية وللهرب من الاضطرابات والانفلات الأمني الذي تشهده البلاد خلال العقدين الماضيين.
ويعزو المهاجرون سبب هجرتهم للافتقار إلى فرص العمل والبطالة، مؤكدين أن لا مستقبل واعد لهم في العراق.

موت في منتصف البحر لعشرات العراقيين
وتضاعفت أعداد المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي بسبب عدم استقرار البلاد نتيجة الصراع المتصاعد بين شركاء العملية السياسية.
وأصبح خيار الهجرة بمثابة استراتيجية يتبعها الأهالي للفرار من التدهور الاقتصادي والأمني في ظل غياب العدالة الاجتماعية في العراق.
وتصنف سجلات الأمم المتحدة الشعب العراقي من أكثر الشعوب طلبًا للهجرة والتوطين في بلد آخر.
وحل العراق في المرتبة الرابعة على قوائم الاتحاد الأوروبي بأكثر الدول على مستوى العالم في تقديم طلبات اللجوء بحسب وكالة الهجرة بالاتحاد الأوروبي
ويبلغ عدد العراقيين المهاجرين واللاجئين نحو خمسة ملايين مهاجر موزعين على 35 دولة وذلك بحسب إحصائية غير دقيقة، بينما لا تمتلك حكومة العراق إحصائية لعدد المهاجرين واللاجئين.
وأكدت إحصاءات وكالة الهجرة على أن العراقيين هم ثاني أعلى الشعوب العربية بعد السوريين طلبًا للجوء إلى أوروبا.
وتعمل الأحزاب الفاسدة على تحويل العراق إلى بيئة طاردة للمجتمع لا يؤثر فقط على الناحية السكانية وإنما يساهم في تفريغ البلاد من الطبقات المنتجة والفعالة وبالتالي تأخر حضاري وانهيار مؤسساتي بحسب المفهوم الصحيح للدولة، وبقاء الساحة فارغة للجهلة والفاسدين خدمة لمصالحهم الحزبية.
وسبق أن حذر قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين من تصاعد وتيرة الهجرة وما يواجهون من مصاعب خلال رحلة اللجوء.
وأشار القسم في تقريره السنوي الذي أصدره إلى تقديم 53 ألف شاب من كردستان العراق بطلبات اللجوء أغلبهم من أعمار ما دون 18 عامًا، 93 منهم لقوا حتفهم غرقًا في البحر، أعيدت 47 جثة منها فقط.
وأكد التقرير على وفاة 31 مهاجرًا غالبيتهم من كردستان العراق إثر غرق زورقهم في قناة المانش شمال فرنسا، أثناء محاولتهم للعبور نحو سواحل بريطانيا.
وتعد شريحة الشباب الأكثر تفكيرًا باللجوء لأنهم يبحثون عن حياة أفضل وبناء مستقبل لهم في ظل الفوضى وتراجع المستوى الأمني والاقتصادي وغياب أفق واضح لحل هذه المشاكل.
وقال الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور حامد الصراف، إن النظام السياسي منذ عام 2003 يدفع الشباب إلى الهجرة بسبب فقدانهم الأمن والحياة الكريمة خصوصًا أن العراق من البلدان الغنية بالثروات.
وأضاف “التقارير الدولية بشأن ملف المهاجرين العراقيين تضاف إلى سلسلة الإخفاقات الحكومية في حل أزمة الهجرة”.
وذكرت شبكة الصحافة الاستقصائية العراقية “نيريج” أن هناك هجرة للنشطاء المدنيين في العراق وبعض الصحافيين والمدونين من العراق.
وأضافت أن هؤلاء مطاردون من قبل السلطات ومن قبل ميليشيات مسلحة بسبب ما يكتبونه، أو بسبب نشاطهم السياسي ومشاركتهم في ثورة تشرين 2019.
وأكدت على أن الميليشيات تلاحقهم وبالتالي هم يفكرون بالهجرة وفي الغالب يحاولون بطرق شرعية، وفي حال لم تتوفر فإنهم يلجؤون إلى الطرق غير الشرعية والتي تحمل الكثير من المخاطر التي تهدد حياتهم.
ويعاني طالبو اللجوء من ظروف إنسانية صعبة لا سيما مع سنوات الانتظار الطويلة على أمل إعادة توطينهم في بلدان أخرى، فضلًا عن مواجة المخاطر خلال طريق الهجرة التي أدت إلى فقدان المئات غرقًا أو الموت في الغابات.
وذكرت دراسة لمنظمة الهجرة الدولية أن من استقروا في الخارج وحصلوا على لجوء يقدر عددهم بأكثر من مليوني شخص خلال السنوات القليلة الماضية.
وأوضحت بأن العدد القليل الذي عاد إلى العراق بسبب فشلهم بالحصول على إقامة سيحاولون الهجرة مرة أخرى بسبب سوء الأوضاع في بلادهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى