أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

عراقيون ضحية لشركات سفر سياحية وهمية وغير مرخصة

رابطة شركات السياحة والسفر تؤكد وجود أكثر من 500 شركة وهمية وغير مجازة في العراق، البعض منها مستمرة بالعمل منذ العام 2010.

بغداد – الرافدين
تعرض عراقيون إلى عمليات احتيال بملايين الدنانير من قبل عصابات الجريمة المنظمة تحت غطاء الشركات السياحية والتي أغلبها تكون شركات وهمية تقدم عروض مغرية لكسب زبائنها والاحتيال عليهم.
وتتجه أنظار الكثير من العراقيين باتجاه وجهات داخل وخارج البلاد بحثًا عن الراحة والاستجمام لاسيما مع حلول عطلة عيد الأضحى وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، التي تزامنت مع العطلة الصيفية لطلبة الجامعات والمدارس في عموم المحافظات العراقية.
وأشتكى مواطنون عراقيون من قيام شركة وهمية تدعي أنها تقدم خدمات للسياحة والسفر بالاحتيال عليهم وقطع تذاكر لرحلات خلال عيد الأضحى، لكنهم صدموا بعد حضورهم لمقر الشركة بأنها أغلقت وأنه لا وجود لها في الواقع.
وقال مصدر أمني عراقي إن شركة تطلق على نفسها اسم “الضيافة البغدادية” احتالت على مواطنين عبر جمع مبالغ كبيرة بملايين الدنانير.
وبحسب المصدر، افتتحت الشركة عدة أفرع لها في بغداد وقامت بتوظيف فتيات عراقيات لا يعلمن أن الشركة وهمية، وجمعت مبالغ كبيرة ثم اختفى القائمون عليها، مضيفًا أن القوات الأمنية فتحت تحقيقا بالحادث وتلاحق المتورطين.
وحمل رئيس رابطة شركات السياحة والسفر حيدر الدجيلي، هيئة السياحة العراقية مسؤولية انتشار شركات السياحة الوهمية غير المرخصة، مؤكدًا وجود أكثر من 500 شركة وهمية وغير مجازة في العراق، البعض منها مستمرة بالعمل منذ العام 2010.
وتعليقًا على حملات إغلاق الشركات غير المرخصة قال الدجيلي إن “حملات الإغلاق شملت بغداد فقط في حين أن باقي المحافظات منسية

حيدر الدجيلي: بغداد توجد فيها 200 شركة سياحية غير مرخصة وغلق عدد قليل منها ليس بشيء أمام هذا العدد الكبير

، وسيحال المخالفين إلى القضاء؛ وتغريمهم كل صاحب شركة مبلغ 500 ألف دينار، ومن ثم يطلق سراحه لمزاولة عمله”.
وأكد أن “العاصمة بغداد توجد فيها 200 شركة سياحية وهمية وغير مجازة وكل المعلومات عنها تمتلكها الرابطة، وغلق عدد منها لا يعد شيئا أمام هذا العدد”.
وطالب الدجيلي بضرورة تفعيل قانون جديد يغرم المخالف لقانون تسجيل الشركات السياحية بمبلغ خمسة ملايين دينار، وفي حال تكرار المخالفة يعاقب بالسجن لمدة ستة أشهر أو سنة.
وكانت قيادة عمليات بغداد قد أعلنت إغلاق ستة مكاتب وشركات سفر وسياحة غير مجازة واعتقال أصحابها في منطقة المنصور غربي العاصمة.
وقال إعلام القيادة في بيان له إنه ” تم تنفيذ عمليات تفتيش وتدقيق مع مفارز من (الأمن السياحي، جهاز الأمن الوطني، جهاز المخابرات، هيئة السياحة) على مكاتب وشركات السفر والسياحة غير المجازة والمخالفة للضوابط والشروط، حيث تم غلق 6 منها في منطقة المنصور”.
وأشار البيان، إلى اعتقال أصحاب تلك المكاتب والشركات “لمخالفتهم ضوابط وشروط هيئة السياحة، وتسليمهم إلى مديرية الأمن السياحي العامة بموجب وصل استلام أصولي”.
وبدأت تحضيرات الشركات السياحية مع بدء العطلة الرسمية التي أقرتها الحكومة العراقية بدءاً من يوم الأحد السادس عشر من حزيران وتستمر خمسة ايام، وتستغل الشركات السياحية هذا الموسم بتكثيف جهودها في التسويق لعروضها السياحية، مقدمة برامج بأسعار تنافسية ومشجعة للمواطنين وعائلاتهم.
ويلجأ العديد من المواطنين أحيانًا لشركات سياحة تغري المسافرين بأسعار رخيصة ولاحقًا يكتشفون أنهم وقعوا ضحية مكاتب وهمية أو غير مرخصة، ما يستوجب الحذر منها والتأكد من موثوقيتها قبل التعامل معها؛ تلافيًا لحدوث مشاكل في السفر.
وفي هذا السياق، يقول مواطن من محافظة بابل غادر مع شركة سياحية لقضاء عطلة عيد الأضحى في إيران، إن “البرنامج هو لثمانية أيام، لكن انقضى يومان في الطريق بحجج باطلة، حيث هناك تعمد في التأخير، منها التوقف المستمر ونقلنا إلى سيارات أخرى وغير ذلك”.

عمليات بغداد تغلق 6 مكاتب سياحية من أصل 200 مكتب غير مرخص

واعتبر محمد خلال حديثه أن “كل هذه هي اتفاقيات في سبيل الوصول إلى الفندق بعد الساعة 12 ليتم احتساب يوم جديد، رغم أن كل ذلك محسوب علينا ودفعنا أجوره مقدمًا”.
فيما تقول مواطنة من محافظة كربلاء، تدعى أم محمد، وكان لها تجربة سابقة مع شركة سياحية، إن “بعض الشركات تضع جدولاً للسياحة مختلف عن الجدول في الواقع لجذب الزبائن فقط”.
وترى أم محمد، أن “من الأفضل السفر بلا مرافقة شركة سياحية، ليطلع الشخص على الأسعار بنفسه ويختار ما يناسبه من فندق ومطعم ومكان سياحي وزيارتها بالأوقات التي تلائمه، لا التقيد مع الشركة السياحية والالتزام بما تفرضه عليه”.
ويؤكد مدير إحدى شركات السياحة والسفر، ويدعى مروان الخيكاني، أن “أغلب شركات السياحة والسفر في العراق وهمية، أما المجازة فهي لا تتعدى ما نسبته 20 بالمائة، لذلك يجب على السياح عند الحجز اختيار الشركات التي لها سمعة جيدة ومصداقية والتي تلتزم بما تقوله”.
من جهته، يقول صاحب شركة أخرى للسياحة والسفر، إن “في بعض الأحيان تحدث أمور خارج السيطرة، منها أن بعض أصحاب الفنادق يرفعون الأسعار إلى مبالغ خارج المتفق عليها مستغلين سياحة العيد، لذلك نضطر اللجوء إلى فنادق أخرى ما يثير انزعاج المسافرين، وأحيانًا يحصل اكتظاظ عند التأشيرة أو الإقامة وهذه لا علاقة لشركات السياحة به”.
وكانت مديرية السياحة في السليمانية كشفت السبت عن دخول أكثر من خمسين ألف سائح إلى المحافظة خلال الأيام الثلاثة الماضية التي تزامنت مع عطلة العيد، متوقعة أن يزداد العدد في الأيام المقبلة.
ويلجأ الكثير من العراقيين في محافظات وسط وجنوب العراق إلى زيارة المنتجعات والمصايف في محافظات شمال العراق، هربًا من حرارة الصيف اللاهب وتردي الخدمات ولاسيما الكهرباء، ورغبة الاستمتاع بالمناظر التي تتميز بها هذه المحافظات، ما يزيد من الفرص الاقتصادية وإنعاش حركة السوق فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى