أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدولية

غزة تعيش في كارثة تكدس النازحين وانعدام الخدمات والطعام وانتشار الأمراض

رئيس بلدية مدينة دير البلح دياب الجرو: ‏الأوضاع الإنسانية في مناطق وسط قطاع غزة فاقت الكارثة وتسببت بمضاعفة معاناة الفلسطينيين بشكل كبير جدا وتفشي أمراض معدية وخطيرة خاصة مع تدفق مئات آلاف النازحين لهذه المناطق بعد العملية العسكرية في مدينة رفح.

غزة- قال رئيس بلدية مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، دياب الجرو، إنّ “‏الأوضاع الإنسانية في مناطق وسط القطاع فاقت الكارثة وتسببت بمضاعفة معاناة الفلسطينيين بشكل كبير جدا وتفشي أمراض معدية وخطيرة خاصة مع تدفق مئات آلاف النازحين لهذه المناطق بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، جنوبي القطاع”.
وأضاف الجرو في مقابلة مع وكالة “الأناضول” “الأوضاع الإنسانية في دير البلح وكافة مناطق وسط غزة فاقت الكارثة ما تسبب بمضاعفة معاناة الفلسطينيين بشكل كبير خاصة مع توقف الخدمات مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي نتيجة للاستهداف الإسرائيلي لكافة المؤسسات الخدماتية بالقطاع”.
وأوضح “هذا الوضع أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين وفي مقدمتها الأمراض المعدية كالكبد الوبائي والربو والنزلات المعوية، ما ينذر بتفاقم الحالة العامة بشكل مخيف في حال عدم معالجة الأمر”.
وتابع أن “مدينة دير البلح تستوعب في هذه الأيام نحو 700 ألف نازح موزعين في 150 مركز ايواء في جميع أنحاء المدينة، حيث لم يبق هناك أراضٍ فارغة إلا وحط النازحون بها رحالهم كما الحال في المدارس والقاعات والصالات المغلقة وصالات المناسبات”.
واضطر سكان مدينة رفح والنازحون فيها، إلى النزوح مجددا باتجاه مدينة دير البلح ومناطق وسط القطاع مع بدء العملية العسكرية البرية في المدينة في السادس من أيار الماضي.
وبين أن تكدس هؤلاء النازحين في 56 كيلو متر مربع هي مساحة مدينة دير البلح، أثر بشكل حقيقي وخطير على كل مناحي ومجالات الحياة، خاصة وأن بلدية دير البلح تعاني من نقص الآليات والمعدات والمواد اللازمة لعملها بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 17 عاما.
وتابع الجرو “اليوم مع هذه الحرب المجنونة على قطاع غزة بالتحديد أصبحنا نعاني من نقص في كل المقدرات والمعدات والمستلزمات، الأمر الذي ألقى بظلاله على الخدمات الأساسية كتزويد المواطنين والنازحين بالمياه وضخ مياه الصرف الصحي وجمع وترحيل النفايات وغيرها”.
وقال “النفايات تكدست ونحن نعيش أجواء فصل الصيف الحارة ما يشكل خطورة على الخزان الجوفي والبيئة، لاسيما وأن تحلل هذه النفايات وترشح العصارة السامة إلى الخزان الجوفي سيتسبب بتلويث مياه الشرب وسيخلق كارثة بيئية وصحية، وقد تحتاج إلى سنوات طويلة لمعالجة تداعياتها”.


هذه حال أوضاع اللاجئين
وأشار إلى استهداف “إسرائيل” لعدد من آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وإخراجها عن الخدمة إلى جانب استهداف الخطوط الناقلة والرئيسية لمياه الصرف الصحي تسبب بتسرب هذه المياه إلى المدينة بشكل كبير ومفاقمة معاناة النازحين والسكان، وخلق مكاره صحية وبيئية، مبينًا أن “إسرائيل” دمرت 4 خطوط صرف صحي رئيسية في المدينة.
وتواجه بلدية دير البلح صعوبات في التعامل مع النفايات المتكدسة من أزقة وشوارع المدينة ومحيط التجمعات السكنية ومراكز الإيواء المختلفة، نظرا لضعف الإمكانيات وقلة الموارد المتاحة وحاجة البلدية إلى آليات إضافية تتناسب مع الزيادة الكبيرة بأعداد السكان، وفق الجرو.
وقال “إسرائيل تصنف دير البلح منطقة خدمات إنسانية آمنة لكنها بنفس الوقت، بل قامت باستهداف العديد من المناطق فيها حيث سجل لدى البلدية تدمير 3000 وحدة سكنية بشكل كلي واستشهاد الآلاف من سكان المدينة”.
وأشار إلى أن إغلاق معابر القطاع ومنع إدخال غاز الطهي والوقود اضطر السكان والنازحون إلى إشعال النيران بواسطة النفايات الصلبة والمواد السامة التي تتسبب بانبعاث غازات ضارة تسمم الأطعمة المطهوة وبالتالي تشكيل خطورة على حياة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وطالب رئيس بلدية دير البلح المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بالضغط على “إسرائيل” لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة وفتح المعابر وإدخال المعدات والآليات الثقيلة والمركبات اللازمة لعمل البلديات وغيرها من المستلزمات التي يتطلبها العمل البلدي للتخفيف من الأزمات الإنسانية التي أوجدتها الحرب.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في غزة، وخاصة في مناطق الشمال، من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.
وفي الثاني عشر من حزيران الجاري، توقع مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن يواجه نصف سكان غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف تموز المقبل، ما لم يتم السماح بحرية وصول المساعدات.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن “إسرائيل” حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف قتيل وجريح فلسطيني، إضافة إلى آلاف المفقودين.
وتواصل “إسرائيل” حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى