أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

القبض على أربعة مهربين في السليمانية لا يوقف مسعى آلاف العراقيين للمجازفة بطلب اللجوء

قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق: المشاهد المؤلمة التي تحيط بالمهاجرين العراقيين، ومناظر الأطفال والنساء وهم يصارعون الأمواج أملاً في النجاة، هي رسالة لتجَّار السياسة الذين ما انفكوا يتاجرون بقضايا العراقيين من نازحين ومعتقلين ومغيّبين.

السليمانية- الرافدين
استبعد عراقيون أن يوقف اعلان السلطات الحكومية في مدينة السليمانية شمال العراق عن توقيف أربعة مهربين، مسعى آلاف العراقيين للمجازفة وعبور البحار من أجل البحث عن حياة كريمة وأمنة خارج العراق.
وأجمعوا على أن المعضلة ليست بالمهربين فهم نتيجة وليس سببا مما يعاني منه جيل كامل فقد الآمل في وطن يدار بواسطة طبقة سياسية فاسدة وسطوة ميليشيات ولصوص دولة منذ 21 عاما.
وأعلن إقليم كردستان العراق الثلاثاء توقيف أربعة “مهرّبين متاجرين بالبشر” لضلوعهم في غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل الإيطالية ما أدّى إلى مقتل 36 شخصًا وفقدان العشرات.
وفُقد أكثر من 60 شخصًا بعد غرق قارب قبالة سواحل كالابريا في منتصف حزيران فيما أُنقذ 11 آخرون. وكان القارب الذي انطلق من تركيا، يقلّ غالبية من الأكراد أتوا من العراق وإيران بالإضافة إلى عائلات أفغانية.
وأعلنت قوات الأمن الداخلي في الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي في بيان “إلقاء القبض على أربعة متهمين وهم من كبار المهرّبين المتاجرين بالبشر” في إطار هذه القضية.
وأشارت إلى المتهمين الأربعة بالأحرف الأولى من أسمائهم، لافتة إلى أنه “يُشتبه في تورطهم بإرسال مواطني إقليم كوردستان المهرَّبين إلى السواحل الإيطالية، ما تسبب في غرق يختهم”.
وأوقف الرجال الأربعة في محافظة السليمانية، حسبما قال مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية طلب عدم الكشف عن هويته.
وقضى ما لا يقلّ عن 36 شخصًا في حادث الغرق هذا، بحسب الحصيلة الأخيرة الصادرة عن السلطات الإيطالية فيما تتواصل عمليات البحث للعثور على المفقودين الذين كانوا على متن القارب.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن 3155 مهاجرًا توفوا أو فُقدوا في البحر الأبيض المتوسط العام الماضي.
ولقي أكثر من ألف حتفهم أو سُجّلوا في عداد المفقودين هذا العام بحسب المصدر نفسه.
وفي منتصف أيار أعلنت سلطات كردستان العراق اعتقال مهرّب المهاجرين الملقّب بـ”العقرب” والملاحَق في دول أوروبية عدة، بعد تحقيق استقصائي لشبكة “بي بي سي” كشف أنه متواجد في مدينة السليمانية.
وفي السنوات الأخيرة، سلك آلاف العراقيين طرق الهجرة، مجازفين بعبور البحر للوصول إلى المملكة المتحدة، أو المشي عبر الغابات في بيلاروسيا للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.
وفند غرق عشرات المهاجرين العراقيين غير الشرعيين في تحطم سفينة قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا، مزاعم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني عن الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.
ويكشف الحادث الجديد في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، أن غالبية الشباب فقدوا الأمل بأي اصلاح سياسي في البلاد الأمر الذي دفعهم إلى ركوب المجهول عبر الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ووضعت الحكومات المتعاقبة حال الشباب العراقي بين خيارين إما الهروب من جحيم الواقع المزري، أو البقاء في البلاد حيث الفقر والبطالة وتردي مستوى التعليم، وبالتالي الوقوع في شرك المخدرات واللجوء للانتحار، أو الانخراط في صفوف الميليشيات بحثًا عن لقمة العيش بينما يرون ثروات بلادهم تنهب من قبل الساسة والمرتبطين بهم مما تنشئ جيلًا غير سوي ومشبع بالصدمات النفسية.
وقال قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق، إن استمرار هجرة العراقيين وإصرارهم وعائلاتهم على مغادرة البلد على نحو غير مأمون، مرّده إلى جملة من الأسباب التي جعلت العراق بيئة غير صالحة للعيش في ظل النظام السياسي القائم فيه.

نحيب العراق مستمر
وأضاف قسم الإعلام في الهيئة إن المشاهد المؤلمة التي تحيط بالمهاجرين العراقيين، ومناظر الأطفال والنساء وهم يصارعون الأمواج أملاً في النجاة، هي رسالة لتجَّار السياسة الذين ما انفكوا يتاجرون بقضايا العراقيين من نازحين ومعتقلين ومغيّبين وغيرهم، من أجل تمرير مشاريعهم في صناعة ما يسمّونه (إقليمًا) ويجعلون من كردستان العراق مثالاً لهم، في سعيهم لتسويق الأوهام بشأن مستقبل رغيد وعيش كريم، بينما واقع الحال يكشف يوميًا حجم الأكاذيب التي يروّجها هؤلاء، ويُظهر للعراقيين بطلان أي مشروع يقوم على المحاصصة والطائفية والتضحية بوحدة الوطن.
وأوضح القسم في تصريح صحفي أن ارتفاع وتيرة رغبة العراقيين وعائلاتهم بالهجرة من العراق، نحو مستقبل مجهول في أوروبا وغيرها؛ يعكس حجم الفساد المالي والإداري لدى السلطات الحكومية في العراق، ومديات التدهور الاقتصادي التي أودت بالعراقيين نحو دركات سحيقة في مؤشر الفقر؛ بحيث صاروا من الشعوب الأكثر فقرًا في المنطقة والعالم.
وانتقد عراقيون مطالبات الحكومة بعودة اللاجئين إلى العراق ممن استقرت أوضاعهم في بلدان اللجوء، ودعوها للاهتمام بحل مشاكل النازحين داخل البلاد أولًا.
وأضافوا أن الحكومة التي تعجز عن إعادة النازحين داخل العراق إلى مناطقهم الأصلية كيف ستنجح في إعادة المهاجرين في الخارج.
ويدفع الانهيار الاقتصادي وعدم الثقة بمستقبل العملية السياسية ملايين العراقيين للبحث عن لجوء في بلدان أوروبية وغربية أخرى خلال السنوات الأخيرة حسب دراسة لمنظمة الهجرة الدولية.
ويحاول غالبية العراقيين الهجرة بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة للحصول على اللجوء في الدول الأوروبية وللهرب من الاضطرابات والانفلات الأمني الذي تشهده البلاد خلال العقدين الماضيين.
ويعزو المهاجرون سبب هجرتهم للافتقار إلى فرص العمل والبطالة، مؤكدين أن لا مستقبل واعد لهم في العراق.
وتضاعفت أعداد المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي بسبب عدم استقرار البلاد نتيجة الصراع المتصاعد بين شركاء العملية السياسية.
وأصبح خيار الهجرة بمثابة استراتيجية يتبعها الأهالي للفرار من التدهور الاقتصادي والأمني في ظل غياب العدالة الاجتماعية في العراق.
وتصنف سجلات الأمم المتحدة الشعب العراقي من أكثر الشعوب طلبًا للهجرة والتوطين في بلد آخر.
وحل العراق في المرتبة الرابعة على قوائم الاتحاد الأوروبي بأكثر الدول على مستوى العالم في تقديم طلبات اللجوء بحسب وكالة الهجرة بالاتحاد الأوروبي
ويبلغ عدد العراقيين المهاجرين واللاجئين نحو خمسة ملايين مهاجر موزعين على 35 دولة وذلك بحسب إحصائية غير دقيقة، بينما لا تمتلك حكومة العراق إحصائية لعدد المهاجرين واللاجئين.
وأكدت إحصاءات وكالة الهجرة على أن العراقيين هم ثاني أعلى الشعوب العربية بعد السوريين طلبًا للجوء إلى أوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى