أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

2.5 مليار دولار عوائد تهريب حزب العمال الكردستاني النفط إلى شمال العراق

يكسب تنظيم "بي كا كا" 900 ألف دولار يوميًا من حصيلة بيع 30 ألف برميل نفط إلى شمال العراق بغطاء حكومي من ميليشيات الحشد الشعبي وبسعر 30 دولارًا للبرميل، ما يعادل 328 مليون و500 ألف دولار سنويا.

الموصل- رصدت كاميرا وكالة “الأناضول” مضخات نفط يسيطر عليها تنظيم حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” في محافظة الحسكة السورية، وعمليات تهريب للوقود يقوم بها التنظيم نحو شمالي العراق، حيث توفر له هذه العمليات عوائد تصل إلى 2.5 مليار دولار سنويا.
وتظهر المشاهد إدخال التنظيم العشرات من صهاريج الوقود المهرب من سوريا إلى شمالي العراق عبر معبر “سيمالكا” الحدودي.
وقال مسؤولون أمنيون إن هناك “علاقات تكافلية” قائمة بين حزب العمال الكردستاني وبين الميليشيات المدعومة من إيران، حيث يؤمن الحشد الشعبي الغطاء الحكومي والملاذات الأمنية لـ (بي كا كا) وفروعه السورية، بينما يقوم حزب العمال وحلفاؤه بتأمين الحدود السورية وطرقات التهريب، في حين يواصل ضغطه على تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني في اقليم كردستان العراق.
وتعد ميليشيا الحشد الشعبي سنجار منطقة استراتيجية لتواجدها وفق مخططات فيلق القدس الإيراني في شمال العراق، وأنها مستعدة للتعاون مع “الشيطان” من أجل التشبث فيها.
ويحتل التنظيم المصنف إرهابيا أكثر من 70 بالمائة من حقول النفط بسوريا، ويسرق ما قيمته 2.5 مليار دولار من نفط السوريين سنويًا عن طريق بيعه محليًا ودوليًا.
وتعد حقول العمر والتنك وكونيكو والعزبة في محافظة دير الزور، والسويدية ورميلان في محافظة الحسكة من أكبر حقول النفط والغاز في سوريا الواقعة تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني التركي”
ويتركز احتياطي النفط في شمال شرقي سوريا؛ إذ كانت تنتج 386 ألف برميل من النفط يوميا عام 2011، بحسب بيانات وزارة النفط والثروة المعدنية.
ويستخرج التنظيم 150 ألف برميل نفط يوميًا على الأقل في المناطق التي يحتلها، بحسب معلومات حصلت عليها وكالة “الأناضول” من مصادر مسؤولة في أعمال التنقيب والشحن بالحقول التي يديرها التنظيم.
وقال مصطفى مصطفى، ويعمل سائقا لأحد الصهاريج في المناطق التي يحتلها التنظيم بسوريا، أنهم ينقلون النفط الخام عبر شاحنات محملة بالصهاريج إلى شمالي العراق والمناطق الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف “نقوم بتعبئة الصهاريج من نقاط التجمع، ونعبر إلى شمالي العراق ليلاً بالعموم عبر معبر سيمالكا الحدودي وغيره من نقاط العبور غير القانونية”.
وأشار إلى أن عمليات تهريب النفط إلى مناطق النظام وشمالي العراق تنظم من قبل ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا رغم أنها تبدو وكأن تجار مستقلين يقومون بها.
ولفت إلى أن جزءا من النفط يُباع في السوق السوداء بالعراق والآخر لأشخاص محسوبين على ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية”.
ويشحن عناصر التنظيم الآلاف من براميل النفط الخام يوميًا إلى شمالي العراق.
وفي حين تتم إعادة بعض النفط المكرر في الخارج إلى المناطق التي يحتلها التنظيم في سوريا، فإن الجزء المتبقي ينقل إلى شمالي العراق بواسطة الصهاريج ويباع هناك بشكل غير قانوني.
وحتى عام 2017، كان علي شعر يتولى أنشطة مبيعات وتسويق النفط داخل وخارج البلاد من الحقول التي يحتلها التنظيم، قبل أن يستلمها شاهوز حسن الرئيس المشارك السابق لتنظيم “بي واي دي” الذراع السياسي لـ”بي كا كا” في سوريا، الذي انضم للتنظيم عام 1994 ويدير شركة نفط الجزيرة.
ويسوق حسن بعض الإنتاج النفطي في شمالي العراق من خلال معابر سيمالكا والمحمودية والوليد عبر وسيط يدعى فؤاد محمد ويلقب بـ “أبو دلو”.
ويبيع التنظيم النفط الذي ينقله إلى شمالي العراق مقابل 30 دولارا للبرميل.


حزب العمال الكردستاني أغنى تنظيم إرهابي في العالم، حيث لديه العديد من مصادر الدخل في سوريا وخارجها، من بينها تجارة النفط والمخدرات
وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية تبقي على العقوبات المعروفة باسم عقوبات قيصر ضد نظام الأسد، إلا أن “بي كا كا” وهو الشريك الاستراتيجي لواشنطن، يبيع غالبية النفط الخام والمكرر إلى مناطق سيطرة النظام.
ويرسل التنظيم قسمًا من النفط إلى مناطق سيطرة النظام من خلال المهربين الذين يتعاون معهم بواسطة الصهاريج عبر نهر الفرات، والجزء المتبقي عبر الصهاريج من معبر منطقة الطبقة في الرقة.
ويقوم التنظيم بإرسال شحنات النفط تلك عبر شاحنات تابعة للمدعو حسام قاطرجي، الذي تم إدراجه على قائمة العقوبات الأمريكية في أيلول 2018.
وبحسب معلومات من مصادر في معبر الطبقة، فإن الصهاريج التابعة لشركة قاطرجي تنقل يوميا حوالي 200 صهريج من النفط إلى مناطق سيطرة النظام.
ويبيع التنظيم ما يقرب من 35 ألف برميلا من النفط يوميًا إلى النظام عبر الرقة ودير الزور، مقابل 70 دولارًا لكل برميل.
وتمكنت وكالة “الأناضول” من الحصول على معلومات حول كمية النفط التي تاجر بها التنظيم بشكل غير قانوني والسعر المطبق هذا العام.
وبحسب المعلومات، يكسب التنظيم 900 ألف دولار يوميًا من حصيلة بيع 30 ألف برميل نفط إلى شمال العراق بسعر 30 دولارًا للبرميل، ما يعادل 328 مليون و500 ألف دولار سنويا.
كما يكسب التنظيم من بيع 35 ألف برميل مهرب إلى مناطق الأسد بسعر 70 دولارًا للبرميل، مليونين و450 ألف دولار يوميا، ما يعادل أكثر من 894 مليون دولار سنويًا.
وبهذا، يحصل التنظيم الإرهابي على نحو 1.2 مليار دولار سنويا من النفط الذي يبيعه لنظام الأسد وشمال العراق.
ويبيع التنظيم يوميا 85 ألف برميل متبقية من النفط غير المكرر في المناطق التي يسيطر عليها بواسطة المهربين والوكلاء بسعر 42 دولارًا للبرميل، ما يعادل 3 ملايين و570 ألف دولار يوميا، و1.3 مليار دولار سنويا.
وبذلك يسرق التنظيم من السوريين ما قيمته 2.5 مليار دولار من النفط سنويا.
وخلال ستة أعوام ونصف العام، منذ سيطرة التنظيم على المنطقة من تنظيم “داعش” بدعم أمريكي أواخر 2017، يكون “بي كا كا” قد حصل على مبالغ ضخمة في خزائنه من سرقة النفط.
وقال مدير قسم الدراسات التركية في مركز عمران للأبحاث، عمر أوزكيزلجيك، إن مناطق سيطرة “واي بي جي/ بي كي كي” تعاني من مشكلة كبيرة في الوقود.
وأضاف أن التنظيم يلبي احتياجاته من عائدات تجارة النفط، كما يرسل جزءا منها إلى هياكل التنظيم في جبال قنديل بشمال العراق.
وأكد على أن “بي كي كي/ واي بي جي” هو “أغنى تنظيم إرهابي في العالم”، حيث لديه العديد من مصادر الدخل في سوريا وخارجها، من بينها تجارة النفط والمخدرات، فضلا عن تلقيه دعما من رجال أعمال في الاتحاد الأوروبي تحت مسمى “تبرعات”.
وأشار أن التنظيم يرسل النفط إلى مناطق النظام عبر أشخاص ذوي صلة بالنظام، وليس عبر قنوات الاتصال الرسمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى