أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

باحثون وأكاديميون يستعرضون الرمزية التأريخية لثورة العشرين ودورها في تعزيز الهوية الوطنية

شخصيات وطنية وباحثون أكاديميون يدعون إلى التعمق في البحث التأريخي لثورة العشرين والفئات المشاركة بها لتصويب الوقائع التي حاولت بعض الدراسات طمسها وتزييفها.

إسطنبول – الرافدين
أجمع باحثون وأكاديميون ومهتمون بالشأن العراقي على الرمزية التأريخية لثورة العشرين التي قامت على أساس الوحدة الوطنية الناتجة عن تفاعلات العراقيين فيما بينهم للوقوف بوجه الاحتلال البريطاني خلال مشاركتهم في ندوة بحثية بمناسبة الذكرى الرابعة بعد المائة لثورة العراق الكبرى في مدينة إسطنبول.
وشهدت الندوة التي نظمها مركز الرافدين للدراسات الإستراتيجية «راسام» تقديم أوراق بحثية ورؤى تحليلية تتعلق بجملة من خصائص ثورة العشرين وآثارها في تكوين الهوية الوطنية.
وحضر الندوة التي نظمت تحت عنوان (ثورة العشرين والهوية الوطنية العراقية)، وجمع من الشخصيات العراقية والعربية والتركية، من بينهم فضيلة الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، ومساعده للشؤون العامة.
وأكد مسؤول القسم السياسي في الهيئة الدكتور (مثنى حارث الضاري) على جملة من المفاهيم ولا سيّما موضوع الهوية الوطنية للثورة الكبرى والذي كثيرًا ما يُدرس من أبعاد مختلفة وزوايا نظر متنوعة تستقرأ هذه الأبعاد، وتستنتج من المعلومات والدلالات المهمة والثرية للرؤية الوطنية للثورة وتزيد رصيد الثورة الثقافي والفكري.
وبيّن الدكتور الضاري في ورقته المعنونة بـ: (عناصر الهوية الوطنية الجامعة في ثورة العشرين.. قراءة في مشاركة الضباط العراقيين في الثورة)، أن قراءة هذا الموضوع من زاوية الضباط المشاركين فيها، والتعرف على أعدادهم وخلفياتهم وتوجهاتهم، وأسباب مشاركتهم وقواطع عملهم فيها، وجهودهم المبذولة؛ يؤكد على أن الثورة هي ثورة العراق الكبرى، وواحدة من مقومات الهوية للعراق بتاريخه المعاصر”.

مثنى حارث الضاري: الضباط العراقيون كان لهم دور بارز في ثورة العشرين

وأشار إلى أن مشاركة الضباط العراقيين الذين خدموا في الجيش العثماني في التحضير للثورة وإسهامهم المؤثر فيها؛ كانت تحمل دلالة على انخراط العراقيين جميعًا في الثورة لكونهم ينحدرون من مناطق ومدن مختلفة في العراق”.
وأضاف مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين أن “الضباط المشاركين في الثورة انتشروا على ساحات مختلفة، كل بحسب ظرفه أو المهمة الموكلة له”
وأكد أن “ثورة العشرين هي ثورة شعبية اشتركت فيها القوى المجتمعية العراقية جميعًا، وليست ثورة مقصورة على فئة ما من المجتمع، كما تحاول إظهارها بعض الدراسات غير المنصفة التي كانت تقول بأنها ثورة فلاحين أو ثورة طبقية”.
وأشار الدكتور الضاري إلى أن مشاركة الضباط في الثورة بمناطقها المختلفة، كان عاملاً من عوامل تكوين الهوية الوطنية الجامعة لأبناء الثورة والعراق فيما بعد، لتنوع خلفياتهم ومكوناتهم”.
ووثق قرابة (30) ضابطا ممن شاركوا في أعمال الثورة، فضلاً عن عدد من الضباط العرب من غير العراقيين”.
ونوه إلى أن “مواصلة البحث في هذا الموضوع من شأنه إظهار أسماء جديدة من الضباط الذين كانت لهم بصمات ومواقف في رسم مسار ثورة العشرين وتأصيل فكرها وهويتها”.
بدوره أكد الباحث الدكتور محمد مظفر الأدهمي ان ثورة العشرين مثلت رمزًا مشرقًا في تاريخ العراق الحديث، لأنها قامت على أساس الوحدة الوطنية من خلال تكامل العراقيين من أهالي بغداد والفرات الأوسط والأنبار، للوقوف بوجه الاحتلال البريطاني”.

رافع الفلاحي: بعد عام 2003 حاولت أطراف كتابة ثورة العشرين بأجندة لا عراقية

وشدد الأدهمي على أن الثورة امتازت ببعدها عن المذهبية والطائفية والعنصرية”.
وأكد في ورقته البحثية التي جاءت بعنوان (أثر ثورة العشرين في بناء الهوية الوطنية وتأسيس الدولة العراقية) على أن الثورة كانت أساسًا وركنًا مهمًا للوطنية الجامعة في العراق، والتي وحدت أبناءه في انتهاج طريق واحد مشترك في مواجهة الاحتلال البريطاني بالكفاح المسلح والسعي بعد الثورة لأن يكون العراق دولة مستقلة موحدة، بعيدة عن أي نفوذ أجنبي مهما كان النوعً.
وفي ذات السياق شدد الباحث والمحلل السياسي العراقي الدكتور رافع الفلاحي على أهمية تجنب ما حدث من أخطاء في توثيق الأحداث المهمة في ثورة العشرين”.
ولفت الفلاحي في ورقته ذات العنوان (ثورة العشرين.. رؤية عراقية)، إلى أن توثيق ثورة العشرين العراقية يتطلب بحثًا وقراءة متأنية للوقائع التي حصلت، فضلاً عن تصحيح بعض الأخطاء التي كُتبت، لأن السكوت وطمس الحقائق سيحول التاريخ إلى أداة فرقة وتشتيت”.
وأكد على أن ثورة العشرين جاءت نتيجة طبيعية لأحداث وقعت في العراق ومنها احتلال بريطانيا لمناطق عراقية واسعة، مما دفع القوى الوطنية للتحرك من أجل التحرر”.
وأشار إلى أن ثورة العشرين هي ثورة عراقية شعبية وطنية، ولا سيّما وأن ذلك تجلى في موقف علماء الدين منها وإسنادها ودعمها حيث يُعد جزءًا من واجباتهم الدينية والدنيوية، كونهم مسلمين والإسلام يحث على الجهادً.
وشهدت الندوة في ختامها مداخلات وإضافات قدّمها الحاضرون من الباحثين والإعلاميين والمهتمين بموضوعها، متحدثين على أهمية توثيق وقائع ثورة العشرين وما حصل في بعض محطاتها من الأحداث التي تغيب عن عامة الناس”.
وأكدوا في هذا الصدد على أهمية الورقات التي قدمها الباحثون في الندوة، وموضوعاتها الدقيقة التي سلطت الضوء على جوانب مهمة من تاريخ العراق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى