أخبار الرافدين
تقارير الرافديندوليةطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

المجتمع الدولي فشل في حماية غزة

رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد: الغرب لا يأخذ حقوق الإنسان بعين الاعتبار، ولا يفكر في قدسية الحياة، وهو في الواقع يؤيد قتل الشعب الفلسطيني، ولهذا السبب تخلوا عن قيمهم الخاصة.

جنيف- قالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان والتضامن الدولي سيسيليا بيليت إن المجتمع الدولي فشل في ضمان السلام، ولم يعرب عن التضامن المطلوب لوقف إطلاق النار في غزة. بالتزامن مع تصريح رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد على أن “ارتكاب الإبادة الجماعية من خلال تزويد إسرائيل بالأسلحة والقنابل والصواريخ لقتل الفلسطينيين، يدل على أنهم (الغرب) تخلوا عن القيم الأساسية التي روجوا لها في الماضي.
وقال “إنهم لا يأخذون حقوق الإنسان بعين الاعتبار، ولا يفكرون في قدسية الحياة، وهم في الواقع يؤيدون قتل الشعب الفلسطيني، ولهذا السبب تخلوا عن قيمهم الخاصة”.
وفي حديثها لوكالة “الأناضول” على هامش الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، شددت بيليت على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ضمان سلام حقيقي ودائم في غزة.
وأكدت على ضرورة إشراك الشباب والأطفال في إنشاء بيئة سلام ما بعد وقف إطلاق النار.
وقالت المقررة الأممية “لم نتخذ الخيارات الصحيحة فيما يتعلق بتسهيل حقيقي لمسار ترك السلاح، والسعي إلى حوار هادف نعترف فيه بأن جميع الأطراف عانت من الألم والضرر والصدمة”.
وفي ردها على سؤال حول التزام “إسرائيل” بالإجراءات المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن غزة، قالت “أعتقد أننا أنشأنا نظاما بعد الحرب العالمية الثانية أسس لنا المنظمات التي من شأنها ضمان إحلال السلام والأمن”.
وأضافت “يجب احترام المنظمات التي أنشأناها بحسن نية، والجهات التي لا تمتثل لقرارات هذه المنظمات تضعف النظام الدولي كاملا”.
إلى ذلك قال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد إن مشاكل العصر الحالي بحاجة إلى “حكومة عالمية لا تحتكر فيها دول معينة حق النقض”، مؤكدا أن الغرب أصبح يرفض أفكار الحرية التي كان يدافع عنها سابقا.
ومتناولا التغيرات العالمية عقب السابع من أكتوبر، قال مهاتير محمد “طورت الإنسانية القيم الأساسية التي نقبلها منذ عدة قرون، على سبيل المثال حقوق الإنسان، الحق في الحياة، قدسية الحياة، حرية التعبير، هذه هي الأشياء التي نقبلها ونقدرها”.
وأضاف “رغم ذلك، فإن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإسرائيل أثناء ارتكابها الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة يظهر أنها لا تهتم بحقوق الإنسان، ولا تفكر في قدسية الحياة، بل إنها في الواقع تساعد إسرائيل”.
وشدد على أن “ارتكاب الإبادة الجماعية من خلال تزويد إسرائيل بالأسلحة والقنابل والصواريخ لقتل الفلسطينيين، يدل على أنهم (الغرب) تخلوا عن القيم الأساسية التي روجوا لها في الماضي، إنهم لا يأخذون حقوق الإنسان بعين الاعتبار، ولا يفكرون في قدسية الحياة، وهم في الواقع يؤيدون قتل الشعب الفلسطيني، ولهذا السبب تخلوا عن قيمهم الخاصة”.

مهاتير محمد: الأوروبيون خلقوا “إسرائيل” ويريدون الآن الدفاع عنها ودعمها دائما حتى عندما ترتكب جرائم دولية
وأضاف “الحضارة العادلة التي تتبع سيادة القانون، وليس فيها ظلم، وتتمتع بالحرية، لم تعد موجودة اليوم، تم تدمير كل هذه الأشياء على يد الأشخاص الذين صمموا هذه القيم وكشفوها”.
وعبر عن اعتقاده بأن ما حدث للشعب الفلسطيني في غزة هو أمر لم يتوقعه أحد، اعتقدنا أن الإنسانية جمعاء ستحترم سيادة القانون ولن تقوم بالقمع ولن ترتكب مجازر، ولن تدعم الأعمال الإجرامية”.
وفي هذا السياق، دعا مهاتير إلى “النظر في سلوك القوى الغربية وعلى وجه الخصوص مسألة الحرية”، مضيفا “كانوا هم من يدافعون عن الأفكار، لكنهم الآن يرفضون أفكارهم”.
وعن أوضاع الدول الإسلامية ومشاكلها، أفاد رئيس الوزراء الماليزي السابق بأن “العديد من الدول الإسلامية لا تستطيع أن تكون قوية في حكم بلدانها، ولهذا السبب يقع العديد من حوادث العنف وحتى الحروب الأهلية، ولا تستطيع إدارة شؤونها بشكل صحيح”.
وأردف “لديهم الكثير من المال لكن هذه الأموال لا تنفق على تطوير البلاد، يتم استخدام معظم الأموال لشراء سندات بالدولار وهو ما يشبه إقراض الأموال للولايات المتحدة”.
وأكد على أن ما تفعله الولايات المتحدة بالمال ليس في مصلحة الدول الإسلامية، المسلمون أسسوا منظمة التعاون الإسلامي، وينبغي أن تجمع جميع البلدان الإسلامية، ومع ذلك لا يمكن اتخاذ القرار إلا بالإجماع، ما يعني أن أي قرار تتخذه المنظمة يجب أن يكون مقبولاً من جميع الدول.
واعتبر محمد أن العودة إلى قرار الأغلبية بدلا من الإجماع بالمنظمة الإسلامية ربما يسهل التوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا، مثل الدفاع عن الأمة.
وأضاف “لدينا المال ولدينا القوة البشرية، لكننا لسنا منظمين لحماية المسلمين، ما يحدث الآن هو أن الأفراد يتصرفون من تلقاء أنفسهم سعياً للانتقام وهذا ليس في صالح المسلمين لأنهم في الواقع يقتلون الأبرياء”.
وعن تطورات الأوضاع في فلسطين ومواقف الدول الغربية، قال رئيس الوزراء الماليزي الأسبق “قد تقول الدول الغربية إن لإسرائيل الحق في حماية نفسها، وإذا كان لإسرائيل الحق في الأمن، فإن الفلسطينيين يحتاجون أيضاً إليه”.
وأضاف “على مدى 70 عاما اضطهد الإسرائيليون الفلسطينيين وبنوا المستوطنات والجدران العازلة واتخذوا القدس عاصمة لهم، كل هذا مخالف للقانون الدولي وضد الفلسطينيين، والمشكلة هي أن الأوروبيين خلقوا إسرائيل ويريدون الآن الدفاع عنها ودعمها دائما حتى عندما ترتكب جرائم دولية”.
وتابع “إذا كنت تضطهد الشعب الفلسطيني، فإن له الحق في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، وأعتقد أنهم فعلوا ذلك في السابع من تشرين الأول”.
وتحدث مهاتير محمد عن الحراك الطلابي العالمي الداعم لقطاع غزة قائلا “يسعدني أن أرى أن الشباب قادرين على رؤية الواقع كما هو ولا يتأثرون بحكوماتهم الداعمة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، هم ليسوا ضد اليهود، ولا يعادون السامية، إنهم فقط ضد تصرفات إسرائيل في قتل الناس في غزة”.
وأردف “نأمل أن يرفض الشباب سياسات حكوماتهم ويطيحوا بها، يجب أن نرى من القيادة الجديدة التي تنبثق من الشباب أنهم سيظلون ملتزمين بقيمهم الأساسية، مثل القيم التي نتحدث عنها الآن، لدينا أمل في شباب جميع الأمم”.
وأشار إلى ضرورة تعبير الشباب عن آرائهم بشأن القضايا العالمية الراهنة، ومعارضتهم المعلنة “للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل”.
ومنذ تسعة أشهر تشن “إسرائيل” حربا وحشية مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل “إسرائيل” حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإسرائيل أثناء ارتكابها الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة يظهر أنها لا تهتم بحقوق الإنسان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى