أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

البارزاني يفشل في ترميم الخلاف بين السوداني والمالكي

اللقاء بين رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني وزعماء الإطار التنسيقي في منزل عمار الحكيم، أظهر أن الإطار التنسيقي منشق على نفسه في صراع مستمر على الحصص، وأنهم لم يظهروا أي موقف موحد في التعامل مع البارزاني.

بغداد- الرافدين
فشل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني خلال زيارته إلى بغداد في ترميم الشق المتسع بين رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
ومع حضور اجتماعين في بغداد أحدهما في مبنى الحكومة والآخر في منزل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، بمشاركة السوداني والمالكي إلا أن الخلاف بينهما بدا واضحا خلال الاجتماعين.
وقال صحافي عراقي حضر اللقاء بين البارزاني وزعماء الإطار التنسيقي في منزل الحكيم، إن الإطار منشق على نفسه في صراع مستمر على الحصص، وأنهم لم يظهروا أي موقف موحد في التعامل مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وعزا انهيار الإطار الهش إلى رغبة تلك القوى في الحصول على مناصب تنفيذية كانت أهم من رغبتها في المحافظة على وحدة الإطار.
وأضاف ما يحدث الآن من شقاق داخل الإطار دليل على أن الإطار لم يعد ورقة مفيدة بالنسبة لزعمائه المهووسين بالمناصب وأرباحها من خزينة الدولة.
وقال إن البارزاني وجد الخلافات بين زعماء الإطار أكبر من أن يكون بمقدوره تقريب وجهات النظر.
وأوضح “الحقيقة أن السوداني لم تعد لديه أي رافعة سياسية، بعدما انقلبت معظم قوى الإطار عليه، بسبب نواياه الانتخابية.”
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق والمنطقة، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
ويعيش الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الأحزاب والميليشيات الولائية، خلافات عميقة وعدم تصالح بين قياداته، إذ غاب المالكي عن آخر اجتماعين لائتلاف إدارة الدولة.
وتعود الخلافات إلى رفض مقترح المالكي لإجراء انتخابات مبكرة، في محاولة للضغط على السوداني والعودة إلى رئاسة الحكومة.
وتبدو بوابة الدخول للانتخابات المبكرة أو عرقلة حصول السوداني على ولاية ثانية هي بإجراء تعديل على قانون الانتخابات وفق ما يدفع إليه المالكي.
ويعتقد المالكي أن إجراء انتخابات مبكرة ستقربه من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ثانية.
وقال المالكي “أتوقع أن يكون هناك وفاق ما بين ائتلاف دولة القانون والتيار الصدري”.
وقال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، إن “الخلافات أصبحت واضحة جدا ما بين زعماء الإطار التنسيقي، وكذلك ما بين تلك القيادات ورئيس الوزراء، خاصة بعد مشاكل تشكيل حكومة ديالى بسبب الخلافات ما بين ائتلاف دولة القانون وبدر، وكذلك ما بين بدر والعصائب، وكلها أثرت على الأجواء داخل الإطار”.
وأضاف أن “الجميع يعرف أن الإطار التنسيقي تماسك وتوحد خلال الفترة الماضية من أجل منع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تشكيل حكومة الأغلبية، وهذا السبب بعد زواله، أصبحت الخلافات واضحة داخل الإطار نفسه، حتى بقضية ملف التواجد الأمريكي هناك اختلاف واضح في مواقف أطراف الإطار التنسيقي السياسية والمسلحة”.
ويرى زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي أن حكومة السوداني دون التيار الصدري فرصة لا مثيل لها، والمالكي كذلك يرى ذلك، ولكن كليهما يريد من أن يكون السوداني منصاعًا لمطالبهما ومصالحهما السياسية والمالية.
وأكد مصدر مطلع على شؤون الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الأحزاب والميليشيات الولائية، على أن الخلافات التي شهدها الاجتماعات الأخيرة للإطار قبل لقاء البارزاني شهدت تراشقا واتهامات واستخدام مفردات “نابية” ما بين زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.


غازي فيصل: الجميع يعرف أن الإطار التنسيقي تماسك وتوحد خلال الفترة الماضية من أجل منع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تشكيل حكومة الأغلبية، وهذا السبب بعد زواله، أصبحت الخلافات واضحة داخل الإطار نفسه

وأكد على أن الانقسام قد دب بالفعل بين قوى الإطار على توزيع “حصص” الحكومة.
ونقل عن أحد زعماء الإطار خلال اجتماع في منزل زعيم المجلس الإسلامي همام حمودي، بعد اشتداد التنافس، قوله إن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سيكون سعيدا جدا لو عرف بهذا الخلاف، فلماذا تمنحونه هذه الفرصة الثمينة”.
وقال “إن مقتدى يتربص بكم، وهو على استعداد للانقضاض على حكومتكم في اللحظة المناسبة”.
ولوحظ أن السوداني انصاع لإرادة المتصارعين ولم يظهر انحيازا لأي من الأطراف، بانتظار التوافق والقبول بما يقرره زعماء الإطار. في محاولة للحفاظ على منصبه.
يأتي ذلك بعد أن عزا مصدر إعلامي مقرب من الإطار التنسيقي، الخلافات التي دبت داخل قوى الإطار تعود إلى الطموح الذي أعلن عنه زعيم ميلشيا العصائب قيس الخزعلي ليتزعم الإطار.
وذكر المصدر في تصريح مكتوب مرسل لقناة “الرافدين” أن الخزعلي يقدم نفسه كزعيم إلى قوى الإطار وبمثابة نسخة طائفية جديدة من نوري المالكي، الأمر الذي أثار الانقسام.
وقال الخزعلي لزعماء الإطار أنه مؤهل أن يقود الإطار التنسيقي لاسيما وأن “العصائب” بدأت تحقق تقدما في علاقتها مع الولايات المتحدة وأن قرار ازالته من قائمة الإرهاب الأمريكية قريب جدا.
وحاول الخزعلي الاجتماع الانفرادي مع البارزاني، إلا أنه لم يجد استجابة من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي فضل أن يلتقي الخزعلي ضمن لقاء زعماء الإطار.
وقال مصدر مقرب من البارزاني أن جدول زيارته إلى بغداد معلن ومحدد قبل أيام وليس فيه لقاء مع الخزعلي.
ويعبر مراقبون عن توقعهم بأن يكون مصير الإطار التنسيقي مثل مصير “البيت الشيعي” الذي شكله أحمد الجلبي بعد احتلال العراق عام 2003 الذي سرعان ما أنفك عقده بعد أن حصل كل حزب فيه من غنيمة أموال الدولة.
ويقول المراقبون ربما سيبقى الإطار خيمة شكلية متهرئة تجمع القوى والميليشيات الولائية، لكن فاعليته معدومة في القضايا المهمة، لا سيما تلك التي تتعلق بمستقبل القوى المشكلة له، في ظل إدراك كل طرف من هذه القوى أن حلفاءه في الإطار هم أخطر منافسيه في أي عملية انتخابية، كما أثبتت انتخابات مجالس المحافظات.
وتشكل الإطار التنسيقي، في اعقاب نتائج انتخابات 2021 التي اظهرت تفوق التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، الذي سرعان ما سحب نوابه من البرلمان تاركًا الميدان لأحزاب الإطار.
وشغلت الأحزاب والميليشيات المنضوية تحت الإطار بعد انسحاب الصدر، في صيف 2022، أكثر من نصف مقاعد البرلمان، وقبل أشهر قليلة سيطر على رئاسة البرلمان، بسبب إقصاء رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى