أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

السوداني يضع حكومته في خدمة مصالح الميليشيات الولائية

معهد "ميديا لاين" الأمريكي: شهدت الميليشيات تناميا كبيرا، وصارت تشكل في الوقت الراهن التهديد الأكبر لاستقرار العراق منذ أن أصبحت هي صاحبة القرار.

بغداد- الرافدين
فشل رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بالسيطرة على ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي ومصنفة إرهابيا وفق قرار وزارة الخارجية الأمريكية.
وتمارس ميليشيات “أنصار الله” إلى جانب كتائب “حزب الله” و “حركة النجباء” و “كتائب سيد الشهداء” دورا سياسيا بتعليمات إيرانية تستفز به القوات الأمريكية وخارج سلطة السوداني الأمر الذي جعله تحت الضغط الأمريكي من جديد بعد أشهر من التهدئة.
وذكر تقرير لمعهد “ميديا لاين” الأمريكي المهتم بشؤون الشرق الأوسط، أن السوداني يمارس لعبة خطيرة بخضوع حكومته لسلطة الميليشيات الولائية وتأمين الدعم لها.
وأضاف في تقرير كتبته جورجيا فالينتي المهتمة بشؤون الشرق الأوسط، أن دعم السوداني تزامن مع تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية ميليشيا “أنصار الله” في السابع عشر من حزيران كجماعة إرهابية إلى جانب كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق والمنطقة منذ أسابيع عدّة، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وعزا الباحث مايكل نايتس المتخصص بالميليشيات الإيرانية في المنطقة القرار الأمريكي إلى خيارين: الاول الولايات المتحدة من خلال وضعها حركة أنصار الله رسميا على القائمة، ربما يكون من أجل ضربها أكثر في المستقبل، أما الخيار الثاني يمكن أن يكون أن الولايات المتحدة قد علمت مؤخرا بأمور أخرى عن الميليشيا وهي تتخذ هذه الخطوة لمنعها من تشكيل تهديد خطير ليس فقط للجنود الأمريكيين في العراق وسوريا، وإنما للمنطقة بأكملها.
وقال “ما تريده واشنطن هو إظهار أن الولايات المتحدة تقوم بشيء ما، في حين أن العقوبات تظل بلا فعالية”.
وانتقد نايتس فكرة “إننا نتصرف فقط عندما يصبح الوضع سيئا حقا. نحن فعليا نقوم بممارسة أسلوب اللحاق بالأمور”، معربا عن اعتقاده بأنه بعد الانتخابات الأمريكية سيحاول كل من دونالد ترامب وجو بايدن “النظر بشكل أكبر في انخراطهما في الشرق الأوسط أخذا بالاعتبار دور إيران المهيمن”.


مئير ليتزاك: الميليشيات الولائية في العراق تحاول زعزعة استقرار الأردن
ومنذ عام 2011، فرضت إيران سيطرة شاملة على الدولة في العراق من خلال وكلائها. واكتسبت القدرة على تغيير العلاقات بين العراق والجهات الفاعلة الدولية؛ وسيطرت الميليشيات على مناطق بأكملها، وخاصة قطاع النفط، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة جارية مع الصين أيضا لتحقيق رغبة إيرانية أكثر من التفكير بمصلحة الاقتصاد العراقي.
وشهدت الميليشيات تناميا كبيرا، وصارت تشكل في الوقت الراهن التهديد الأكبر لاستقرار العراق منذ أن أصبحت هي صاحبة القرار، مشيرا إلى أن السوداني يقوم بخدمة مصالحها.
ونقل التقرير عن الباحث المتخصص بالدراسات الإيرانية مئير ليتزاك، قوله إن “هذه الميليشيات تهيمن على الحكومة العراقية لأنها العناصر الأساسية في الائتلاف الحالي”.
وأضاف أن السوداني “يلعب لعبة خطيرة من خلال محاولته الانخراط مع الميليشيات والتوصل إلى اتفاقيات مع كل من الولايات المتحدة والمملكة السعودية”.
وبحسب ليتزاك، فإن الولايات المتحدة خسرت قوتها الاستراتيجية في العراق مقارنة بالماضي، إلا أنها لا تزال تتمتع بدور رئيسي في مراقبة الأوضاع هناك.
وأضاف “هذه الميليشيات تحاول زعزعة استقرار الأردن وتخطط لإطلاق صواريخ من الحدود الأردنية”.
بينما قال الباحث في “معهد راند” الأمريكي رافائيل كوهين إن “الوجود الأمريكي لا يحظى بشعبية في الشوارع العراقية، غير أن العديد من السياسيين العراقيين يدركون أنه من دون وجود أمريكي ودولي داخل البلد، فإن هذه الجماعات ستستعيد قوتها وستدفع المنطقة نحو حالة الفوضى”.
وأضاف “أن الميليشيات العراقية تحظى باهتمام إعلامي أقل، لكنها تشكل تهديدا مماثلا”.
وأوضح “إيران تثق بحزب الله، الذي يعد وكيلها الأقوى والأكثر مرونة، وثانيا، بالحوثيين، لأنهما استثمار جيد من الناحية الاقتصادية بالنسبة لإيران، مقارنة بالميليشيات المتنوعة في العراق، التي يجري النظر إليها على أنها مفككة وفوضوية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى