أخبار الرافدين
بلاد النهرين عطشىتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

حكومة الإطار تفتقر لاستراتيجية مواجهة تغير المناخ وتكتفي بتعطيل الدوام تحت وطأة الحر اللاهب

لا يستطيع العراقيون البقاء في منازلهم التي تحولت الى مواقد ساخنة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما أنهم لا يستطيعون الصمود في العمل والتسوق تحت هذا الطقس، بعد تعطيل الدوام في ست محافظات.

بغداد- الرافدين
تكتفي حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني والحكومات المحلية في المحافظات العراقية، بتعطيل الدوام لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة في البلاد.
ولا تملك تلك الحكومات التي ينخرها الفساد حلولا واستراتيجيات طويلة المدى لمواجهة تغير المناخ والحر اللاهب الذي يهدد طبيعة الحياة في العراق وسط التصحر والجفاف.
وقررت الحكومات المحلية بمحافظة المثنى، اعتبار يوم غد الخميس عطلة رسمية بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي من المتوقع أن تصل إلى 50 درجة مئوية.
كما قررت مجالس محافظات ذي قار وواسط والبصرة وميسان، والقادسية ايضا يوم الخميس عطلة رسمية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفضلا عن توقف تقديم الخدمات في الدوائر الحكومية والخدمية، فأن تعطيل الدوام لا يغير من طبيعة الأوضاع ولا يخفف العبء على المواطن، وتلجأ له الحكومات المحلية كحل مؤقت ترقيعي.
ويعيش العراقيون تحت ضغط الطقس اللاهب، فيما تنعدم الخدمات التي تخفف من حرارة الجو التي تجاوزت 50 درجة مئوية في أغلب مدن العراق.
ولا يستطيع العراقيون البقاء في منازلهم التي تحولت الى مواقد ساخنة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما أنهم لا يستطيعون الصمود في العمل والتسوق تحت هذا الطقس.
وأثر الطقس وانعدام الخدمات على المزاج الجمعي للمجتمع وعمت الخلافات الشخصية والتذمر والاستياء والنقمة على السلطات الحاكمة التي يعيش المسؤولون فيها في أجواء لا تمت بصلة إلى الشارع العراقي.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية في العراق في بيان لها إن موجة حارة تضرب العراق حيث شهدت عدة محافظات درجة حرارة بلغت 50 درجة مئوية.
وفي وقت سابق، حذرت المنظمة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك من التعرض المباشر للشمس، وأوصت الناس بالبقاء في منازلهم خلال أوقات ذروة الحر.
وتحول التحذير إلى موضع تهكم شعبي لأن المنازل تحولت الى مواقد ساخنة مع انقطاع التيار الكهربائي.

هذه حياتنا تحت وطأة حكومات الفساد
ويشهد العراق موجة حر حيث وصلت درجات الحرارة إلى 50 مئوية في العاصمة بغداد، ما زاد من صعوبة الحياة اليومية لا سيما لمن يعملون في الخارج. فيما بددت الحكومات المتعاقبة المليارات من الأموال المخصصة لمعالجة ملف الكهرباء، في صفقات فساد ولم يتم توفير الطاقة الكهربائية للمحافظات العراقية.
ويعاني قطاع الكهرباء في هذا البلد الغني بالنفط، من التهالك، ولا يوفر سوى ساعات قليلة من التيار خلال اليوم. ويلجأ البعض إلى المولدات الكهربائية، لكن ذلك يكلّف نحو 100 دولار في الشهر لكل أسرة، وقد لا يكون متوفراً للجميع.
وأكثر المتضررين من الحرارة، هم العمال المجبرون على العمل في الخارج تحت الشمس الحارقة، على غرار فالح حسن، الأب لستة أطفال والبالغ من العمر 41 عاماً، ويعمل حمالاً لنقل الأجهزة الكهربائية.
وقال الرجل فيما تصبب عرقا وهو يقف في ساحة تتجمع فيها الشاحنات في الكرادة في بغداد إن “حرارة الشمس موت، حتى نتمكن من العمل، نشرب الماء طوال النهار”.
وأضاف الرجل الذي غزا الشيب رأسه “الحر لا يوصف لكننا مجبرين على العمل ليس لدينا أي عمل آخر”.
وقال ضابط في شرطة المرور وهو يقف وسط شارع رئيسي في بغداد، مفضلاً عدم كشف اسمه، “أعمل عشر ساعات في اليوم من السادسة صباحا وحتى الثالثة أو الرابعة عصراً”
وأضاف “عندما أعود للبيت أستحم ثلاث وأربع وخمس مرات لكن الحر لا يفارقني”.
أبحث عن لقمتي تحت هذا الحر اللاهب
ويعدّ العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض أوجه التغير المناخي وفق الامم المتحدة، وهو يواجه الجفاف للعام الرابع على التوالي.
وتحت درجة حرارة يمكن أن تتجاوز 50 مئوية، لطالما كانت مواقع البناء في العراق أماكن خطيرة للعمل في الصيف إذ يجد العمال صعوبات في التعامل مع الطابوق والأسمنت والحديد التي تكون شديدة الحرارة بحيث يستحيل لمسها ويمكن أن تتسبب في حروق. ويصاب البعض بالإغماء ويسقطون من المباني.
وتتزايد المخاطر في بلد وضعته الأمم المتحدة في المرتبة الخامسة بين أكثر البلدان عرضة للتأثر بتغير المناخ، مما أدى إلى انطلاق دعوات لإعادة التفكير في ممارسات العمل وضمانات أفضل في مجال البناء ومجالات العمل الأخرى على النطاق الأوسع.
وقال سجاد الزاملي، وهو رجل في منتصف العمر يرتدي قبعة لحمايته من الشمس فيما كان يعمل في مجمع سكني مترامي الأطراف في مدينة البصرة الجنوبية “هذه مرمره لا تستطيع مسكها ساخنة.. بعد الساعة التاسعة صباحا ومع ارتفاع درجة الحرارة يفقد غالبية العمال الوعي بعد هبوط الضغط لديهم”.
وقال نصير علي حسين، معاون مدير قسم التفتيش في وزارة العمل، إن العراق ليس لديه لوائح خاصة تتعلق بحرارة الجو وإن من الممكن إعادة النظر في تحديث الأطر القانونية. لكنه أشار إلى أن القانون يلزم أصحاب العمل بضمان سلامة العمال على نطاق واسع.
وأضاف أن الوزارة لم تتلق أي شكاوى رسمية من العمال تتعلق بارتفاع درجات الحرارة، مضيفا أن العراقيين ربما أصبحوا معتادين على درجات الحرارة المرتفعة في بلد تعتبر 45 درجة مئوية فيه طبيعية في الصيف.
وقال أكثر من 12 عاملا تحدثت إليهم وكالة “رويترز” بين البصرة وبغداد إنه أصبح من المعتاد بالنسبة لهم رؤية زملائهم يصابون بالإغماء في مواقع البناء، بل ورؤيتهم وهم يسقطون من المباني عندما ترتفع الحرارة بشدة.
وعندما أمرت السلطات في البصرة موظفي القطاع العام بالبقاء في منازلهم عندما ارتفعت الحرارة فوق الخمسين درجة مئوية، استمر العمل في موقع البناء الذي يعمل فيه الزاملي.
وقالت مها قطّاع، ممثلة منظمة العمل الدولية في العراق، إنه يتعين على السلطات تعزيز اللوائح المتعلقة بالحرارة والرقابة للحفاظ على سلامة العمال.
لا طقس يرحم ولا قانون يدعم في العراق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى