المستشار العسكري لخامنئي: عشرون مليون عراقي سيدافعون عن إيران عند دخولها الحرب
حكومة الإطار التنسيقي والأحزاب الولائية المنضوية فيها تمارس الصمت المطبق إزاء تصريح يحيى رحيم صفوي بأن عشرين مليون عراقي تحت أمرته للدفاع عن إيران.
بغداد- الرافدين
مارست حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني والأحزاب والميليشيات الولائية المنضوية داخلها، الصمت المطبق حيال تصريح المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، يحيى رحيم صفوي، بأن هناك 20 مليون عراقي سيدافعون عن إيران في أي حرب تخوضها.
وقال صفوي “سيسير 20 مليون شخص من النجف إلى كربلاء في العراق، خلال الشهر المقبل. إذا غيّر هؤلاء الطريق وذهبوا إلى القدس، فمَنْ يستطيع مقاومتهم؟ هل تعتقدون حقًا أن الإسرائيليين سيصمدون أمامهم؟”.
ويعبر عراقيون عن استغرابهم من حديث مسؤول عسكري إيراني وكأن العراق ضاحية تابعة له، وأن العراقيين يعملون تحت أمرته العسكرية.
ولا يتوقع مراقبون أن تقوم وزارة الخارجية في حكومة الإطار التنسيقي بأي احتجاج حيال التصريح السافر للمسؤول العسكري الإيراني.
ويرون أن الأحزاب الولائية في حكومة السوداني تدين بالولاء لإيران ولا يمكن أن تقابل هذا التدخل السافر الذي يمس السيادة العراقية المنتهكة بالأساس، بأي رفض سياسي أو تحذير.
فيما يرى معلقون سياسيون أن تصريح صفوي لا قيمة له على الأرض وبعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب الوحشية على غزة.
وأكدوا على أن هناك عروض إعلامية للميليشيات الولائية في العراق بشأن دخول الحرب مع “إسرائيل” إلا أنهم يمارسون الخديعة وهم أضعف من أن يقوموا بذلك.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران “إن إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.
وأضاف أن زعماء الميليشيات استجابوا لطلب إيران التي قامت بتدريبهم وتسليحهم.
وكان مسؤولون إيرانيون بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي لقي مصرعه لاحقا، وقائد الحرس الثوري إسماعيل قاآني قد زاروا العراق ولبنان وسوريا بهدف الطلب من زعماء الميلشيات الولائية الاستمرار والالتزام بسياسة “الصبر الاستراتيجي” والتأكد من أنهم يستمرون بالعمل في إطار التنسيق المشترك.
وذكرت مصادر إعلامية عربية بأن المسؤولين الإيرانيين جمعوا آراء ما أسموه بـ “قادة جبهة المقاومة” حول المرحلة المقبلة لرفعها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أرسل عبداللهيان بهذه المهمة على ضوء خلافات شديدة داخل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وأجهزة القرار الإيرانية حول الخطوة التي يجب اتخاذها.
وكشف عضو في حزب الله اللبناني تحدث لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ملخص الرسالة الإيرانية للجماعة، وكان مفادها “نتنياهو محصور في الزاوية الآن.. لا تعطيه مخرجًا.. دعونا لا نعطيه فائدة شن حرب أوسع نطاقًا، لأن ذلك سيجعله منتصرًا”.
إلا أن المراقبين يفسرون هذا الكلام بذريعة واهية، تسقط الشعارات الإيرانية عن تحرير القدس.
محمد الجميلي: انتصار ميليشيات المحور الإيراني لفلسطين وهم كبير، وإن تسويق هذا الوهم على أبناء الأمة أمر خطير حاضرًا ومستقبلًا
وأضاف في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز “كان عليهم كبح جماح الميليشيات وإقناعهم بأن الحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تلحق الضرر بطهران أولاً ومن ثم بالمحور بأكمله”.
وقال الإعلامي العراقي محمد الجميلي “واجهت ميليشيات المحور الإيراني في بلدان المنطقة أحرج أيامها منذ انطلاق طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي، وأصبحت أمام امتحان عسير، فالحرب مع أمريكا والكيان ليست نزهة أو لعبة، ولا يخوضها إلا شعب مؤمن حق الإيمان ببذل الغالي والنفيس من أجل تحرير وطنه، والدفاع عن مقدساته، وليست كحربهم ضد المدنيين العزل التي خاضوها في العراق وسورية، فتسلطوا على الآمنين في بيوتهم وأبادوهم بتهمة الإرهاب، ولاحقوا الفارين من القصف فاعتقلوهم وقتلوهم أو دفنوهم أحياءً، وكانوا يأملون أن تنتهي الحرب على غزة في أيام أو أسابيع، يمررون فيها بعض ألاعيبهم على السذج والأغبياء”.
وأضاف “تحرير فلسطين والأقصى لا يكون على يد من يقتلون أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل على يد (طائفة من أمتي) كما قال الذي لا ينطق عن الهوى، وأن ميليشيات المحور الإيراني لا علاقة لها بالأقصى أو فلسطين، وأن سلاحها وقوتها في خدمة المشروع الإيراني التوسعي فحسب، وأنه لا يغتر بشعاراتها وألاعيبها إلا قليل النظر في سنن التأريخ، ومصائر الظالمين والمنافقين.”
وشدد الجميلي بقوله إن انتصار ميليشيات المحور الإيراني لفلسطين وهم كبير، وإن تسويق هذا الوهم على أبناء الأمة أمر خطير حاضرًا ومستقبلًا، وإن الذين ما زالوا يظنون بهذا المحور خيرًا للأمة وفلسطين، رؤيتهم منكسة، فحذار أن تكون رايتهم كذلك، ولينظر من يحسن الظن بهم إلى أفعالهم في العراق وسوريا واليمن كيف فعلوا بأهلها وبحواضرهم، وكيف مسحوا مدنًا كاملة من على وجه الأرض، وليقارنوا أفعالهم هذه بمفرقعاتهم منذ السابع من تشرين الأول وحتى اليوم، ولعلهم سمعوا بدعوة خامنئي للصبر الاستراتيجي، قبل بيان (تعليق المقاومة)، كل ذلك للتخلص من المواجهة مع أمريكا، ولا أدري ما معنى المقاومة إن لم تكن تعني المواجهة؟!
غير أن المعلق السياسي العراقي مصطفى سالم قال “لم تصل ميليشيات خامنئي في العراق لمرحلة تأكل بها نفسها، لأن سيطرة إيران عليها قائمة، مع إمكانية جرهم لحرب ضد العراقيين لإشغالهم.”
وأضاف “لم يكن صعبًا على قاآني منعهم من ضرب الأهداف الأمريكية والإسرائيلية، لكنه لن ينجح في وقف صراع المصالح والمنافسة بينهم، مع احتكار ميليشيات معينة للأسلحة الجديدة”.
وقال سياسي عراقي “إن أعداء الميليشيات الولائية هم القوى الوطنية الرافضة للهيمنة الإيرانية سواء في العراق أو سوريا أو لبنان، وليس إسرائيل كما تزعم هذه الميليشيات”.
وأشار السياسي العراقي متحفظًا على ذكر اسمه، إلى الجملة الشهيرة التي ذكرها أبومهدي المهندس بأن “إسرائيل” ليست العدو الأول وإنما “السنة العرب”.
وشدد بقوله “إن عناصر الميليشيات جبناء مع نتنياهو وجرائمه في غزة، لكنهم شجعان في التفنن بعمليات القتل على الهوية في العراق”.