أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

وجود القوات الأمريكية في العراق لا تحدده رغبة حكومة الإطار التنسيقي

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الميجر جنرال بات رايدر: القوات الأمريكية موجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية.

بغداد– الرافدين
قالت مصادر عسكرية أمريكية إن وجود القوات العسكرية لبلادها في العراق لا تحدده رغبة الحكومة في بغداد، بل مصالح الولايات المتحدة في المنطقة والخطر الذي يشكله تنظيم “داعش” فضلا عن أذرع إيران من الميليشيات الولائية.
وقللت المصادر العسكرية من أهمية تحقيق رغبة العراق في أن تبدأ قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في الانسحاب بدءا من أيلول وإنهاء عمل التحالف رسميا بحلول سبتمبر أيلول 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأمريكية بصفة استشارية يجري التفاوض عليها.
وقالت إن هذا الجدول المقترح مفرط بالتفاؤل من قبل حكومة محمد شياع السوداني الواقعة تحت تأثير الميليشيات المدعومة من إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الميجر جنرال بات رايدر “إن القوات الأمريكية موجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية، وإنه ليس على علم بأي طلب رسمي محدد لمغادرة القوات الأمريكية”.
وأوضح أن اجتماع اللجنة العسكرية العليا خطوة مهمة أخرى على طريق الانتقال من مهمة التحالف العسكري إلى الشكل الذي سيبدو عليه الوجود العسكري الأمريكي والعلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق.
وأضاف إن الجانبين يجتمعان في واشنطن هذا لتحديد كيفية إحداث تحول في مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على أساس التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش”، مضيفا أنه ليس لديه مزيد من التفاصيل.
وأكد على أن اجتماعات اللجنة تناقش ثلاث نقاط وهي تقييم التهديد الذي يشكله داعش وقدرات القوات العراقية والظروف العملياتية على الأرض.
وقال المحلل نورمان ريكليفس الذي عمل مع الحكومة الأمريكية وكان سابقًا مستشارا لوزير الداخلية في العراق “لا أرى أي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب”.
وكانت مرشحة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق تريسي آن جاكوبسون، قد تعهدت بأنها ستقف بوجه الميليشيات الولائية المدعومة من إيران.
وأكدت مرشحة الرئيس بايدن في كلمتها الافتتاحية أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية على أن إيران لا تزال ممثلاً خبيثًا ولها تأثيرا مزعزعا للاستقرار في المنطقة.
وقالت جاكوبسون “نحن ندرك أن التهديد الرئيسي لاستقرار وسيادة العراق هما الميليشيات المتحالفة مع إيران”.
واوضحت “تتلقى هذه المجموعات الأسلحة والتدريب وغير ذلك من أشكال الدعم من إيران، وتستخدم الميليشيات أسلحتها وأموالها من أجل تعزيز النفوذ الإيراني في العراق”.
وتعهدت إذا تم الموافقة على اختيارها بهذا المنصب ستستخدم كل الأدوات السياسية لمواجهة هذه الجماعات الخبيثة ووقف نفوذ إيران في العراق.

مصير السوداني بيد الميليشيات ومن ثم الأمريكان

وكانت صحيفة “بوليتيكو” قد نقلت عن برقية للخارجية الأمريكية أن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني صرح لمسؤولين أمريكيين بشكل خاص أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأمريكية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم من البلاد.
وأبلغ السوداني الجانب الأمريكي عدم أخذ تصريحاته بشأن إخراج القوات الأمريكية على محمل الجد، فهي موجهة للاستهلاك المحلي بغية إرضاء “الجماهير”، الأمر الذي يكشف عن الازدواجية والنفاق السياسي الذي يمارسه السوداني على العراقيين.
وقال أحد كبار مستشاري السوداني لصحيفة بوليتيكو إنه “أبلغ مسؤولين أمريكيين أن إعلان السوداني إخراج القوات الأمريكية من العراق كان محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية” وأنه “ملتزم بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي لقوات التحالف الدولي في الأراضي العراقية.”
وكانت وكالة رويترز قد نقلت مساء الاثنين عن مصادر عراقية لم تسمها إنه يجري مناقشة الموقف العراقي مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن هذا الأسبوع في قمة أمنية، وإنه لا يوجد اتفاق رسمي على إنهاء التحالف أو أي جدول زمني مرتبط بذلك حتى الآن.
وغزت قوات بقيادة الولايات المتحدة العراق في عام 2003، وحددت بقاء قواتها وفق اتفاق أمني طويل الأمد مع حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، عد بموجبها واشنطن صديقة للعراق.
وتبقي الولايات المتحدة حاليا على نحو 2500 جندي في العراق على رأس قوات تحالف يضم أكثر من 80 عضوا تم تشكيله عام 2014.
وتتمركز القوات في ثلاث قواعد رئيسية في بغداد ومحافظة الأنبار غرب العراق وإقليم كردستان في الشمال.
ولم يتضح بعد عدد القوات التي ستغادر حال التوصل لاتفاق، إذ تقول مصادر عراقية إنها تتوقع رحيل معظم القوات في نهاية المطاف، لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إن من المحتمل أن يبقى عدد كبير من أجل مهمة لتقديم المشورة والدعم يجري التفاوض عليها.
ويحرص المسؤولون الأمريكيون على الاحتفاظ بموطئ قدم للقوات في العراق على أساس ثنائي، وذلك جزئيا للمساعدة في دعم وجودها في سوريا حيث يوجد نحو 900 جندي.
ويرتبط الأمر بالسياسة بشكل وثيق، إذ تسعى الميليشيات الولائية إلى إيران بشكل أساسي إلى إظهار أنها تسعى إلى إخراج القوات المحتلة من البلاد مرة أخرى، في حين يرغب المسؤولون الأمريكيون في عدم منح إيران وحلفائها أي انتصار.
وفي حين تتمثل مهمة التحالف في تقديم المشورة والدعم للقوات العراقية، يقول مسؤولون غربيون إن الولايات المتحدة وحلفاءها يرون أيضا أن وجود القوات في العراق يعمل على مراقبة النفوذ الإيراني.
وبدأت واشنطن وبغداد محادثات حول مستقبل التحالف في كانون الأول وسط هجمات متبادلة بين الميليشيات المتحالفة مع إيران والقوات الأمريكية.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق بعد مقتل عناصر من الميليشيات الولائية في ضربات للقوات الأمريكية على بغداد، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
ويقلل مراقبون سياسيون من أهمية مزاعم السوداني بشأن سحب القوات الأمريكية من العراق، ويصفونها بعروض إعلامية فاقدة التأثير، ولا تحظى بأن أهمية بالنسبة للشارع العراقي، كما لا تثير اهتمام الجانب الأمريكي كثيرًا.
ويقولون إن ما يجري في العراق هو مقتضيات الصراع الأمريكي الإيراني التخادمي في العراق.
ويدفع السوداني نحو المحافظة على موقعه في رئاسة الحكومة، أمام زعماء أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي، عبر رسائل تنديد بالقوات الأمريكية وإنهاء الشركة معها بعد مقتل مشتاق طالب السعيدي وأبو باقر الساعدي من كبار عناصر ميليشيا “النجباء” و “حزب الله” المنضوية في الحشد الشعبي، لامتصاص غضب الميليشيات الولائية التي طالبت بإنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق.


القوات الأمريكية صديقة للعراق!! وفق الاتفاقية الأمنية التي وقعها المالكي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى