أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الصحة العالمية تحذر من تفشي شلل الأطفال في غزة

الدكتور أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية: من بين سبع عينات بيئية تم جمعها من مياه الصرف الصحي في غزة، تأكد وجود فيروس شلل الأطفال في ست منها.

غزة- أعربت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، عن قلقها “البالغ” إزاء احتمال تفشي مرض شلل الأطفال على نطاق واسع في قطاع غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال مؤخرًا في مياه الصرف الصحي.
وقال الدكتور أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية عبر رابط فيديو من غزة “أنا قلق للغاية بشأن احتمال تفشي مرض شلل الأطفال في غزة”.
وذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن “شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية” عثرت على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 في ست عينات من مياه الصرف الصحي تم جمعها في دير البلح وخان يونس في القطاع.
وشدد ساباربيكوف على أنه لا يشعر بالقلق فقط من تفشي مرض شلل الأطفال، بل أيضًا من تفشي الأمراض المعدية المختلفة التي قد تحدث في غزة.
ولم يتم تأكيد أي حالات إصابة بشرية حتى اليوم منذ العثور على آثار لفيروس شلل الأطفال في العينات البيئية التي تم جمعها من مياه الصرف الصحي في غزة، حسب المصدر نفسه.
وأشار إلى أنه لتحديد أي حالة بشرية محتملة، ستقوم منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بإحضار ما يصل إلى 50 مجموعة عينات بشرية إلى غزة الخميس، ليصار إلى إرسال العينات إلى مختبر في الأردن للاختبار.
وأضاف “مع النظام الصحي المعطل، ونقص المياه والصرف الصحي، فضلا عن عدم حصول السكان على الخدمات الصحية، وتحديدا خدمات الرعاية الصحية الأولية، سيكون هذا وضعا سيئا للغاية قد نواجهه في غزة”.
وحذر من “احتمال وفاة عدد أكبر من الأشخاص بفعل أمراض معدية مختلفة مقارنة بالأمراض والظروف المرتبطة بالإصابات”.
وأكد الدكتور ساباربيكوف أنه من بين سبع عينات بيئية تم جمعها من مياه الصرف الصحي في غزة، تأكد وجود فيروس شلل الأطفال في ست منها.
وتم جمع العينات من موقعين مختلفين، من مدينتي خان يونس بالجنوب ودير البلح وسط قطاع غزة.

من يوقف معاناة الأطفال في غزة؟
كما سلط الدكتور ساباربيكوف الضوء على محنة المصابين الذين يحتاجون للإجلاء الطبي، فقال إنه منذ إغلاق معبر رفح الحدودي في أيار الماضي، لم يتم إجلاء سوى 16 طفلا مصابا مع 25 مرافقا من غزة إلى مصر، مؤكدا أن هؤلاء سينقلون إلى إسبانيا يوم الخميس.
وأشار إلى أن هناك 13 قاصرًا مصابًا، ومريض بالسرطان، واثنان مصابان بأمراض القلب المزمنة، وشكر حكومة إسبانيا على كرمها.
واختفى مرض شلل الأطفال، الذي كان يمثل تهديدا واسعا منذ نحو أربعين عامًا والذي يمكن أن يسبب في غضون ساعات قليلة شللا لا يمكن علاجه، إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم بفضل اللقاحات.
ويحتوي نوع من اللقاحات ضد شلل الأطفال، وهو مرض مميت يصيب عادة الأطفال تحت سن الخامسة، كميّات صغيرة ضعيفة، ولكنها حيّة من فيروس شلل الأطفال التي قد تؤدي أحيانا إلى تفشي الوباء.
ويتكاثر “لقاح شلل الأطفال الفموي” في المعدة وقد ينتقل من شخص لآخر عبر المياه الملوّثة بالفضلات البشرية، ما يعني أنه لن يؤذي الطفل الذي تلقى اللقاح، ولكنه قد يصيب أشخاصا يقطنون في محيط المكان حيث مستويات النظافة والمناعة متدنية.
وتتراكم مياه الصرف الصحي داخل المخيمات ومناطق متعددة في القطاع، وتحاصر النازحين وتزيد من معاناتهم اليومية وتعرضهم للخطر مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
يأتي ذلك مع عجز البلديات عن معالجة أزمة الصرف الصحي بسبب انعدام الإمكانيات، بعد أن دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم محطات المعالجة ومنع توريد الوقود لتشغيل المحطات الأخرى.
ولا تعمل غير 16 من مستشفيات القطاع الـ36 وبشكل جزئي، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي تحدثت عن “تدفق هائل للجرحى” إلى مستشفى ناصر بعد قصف في خان يونس، في ظل “نقص خطير في إمدادات الدم والإمدادات الطبية وأسرّة المستشفيات”.
وقبل اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول، كان هناك نحو 3500 سرير مستشفى في القطاع. واليوم، تقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك 1532 سرير.
ولا يعمل سوى 45 من أصل 105 مرافق للرعاية الصحية الأولية. وتعمل ثمانية من أصل عشرة مستشفيات ميدانية فقط، أربعة منها تعمل بشكل جزئي فقط.
والخميس، كشفت وزارة الصحة بغزة عن “كارثة صحية جديدة” مع رصد الفيروس المسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.
وأشارت في بيان إلى “إجراء فحوصات لعينات من الصرف الصحي بالتنسيق مع (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) اليونسيف، وأظهرت النتائج وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال”.
وشلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يحدث شللاً تاماً في غضون ساعات، وينتشر بالانتقال من شخص لآخر.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن “إسرائيل” بدعم أمريكي حربا وحشية على غزة خلفت أكثر من 129 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

أوجاعهم مستمرة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى