أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

وزارة التربية تغطي على كارثة نتائج الامتحانات النهائية في العراق

بتحليل البيانات الواردة من كل مديرية نجد أن هناك بعض المدارس سجلت أرقامًا فردية للناجحين تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة وستة من بين المئات، فيما مدارس أخرى سجلت صفر نجاح.

بغداد – الرافدين
غطت وزارة التربية في حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني على النتائج الكارثية للامتحانات النهائية، عبر اعلان ارقام متفرقة للمحافظات العراقية وغير دقيقة عن نسبة النجاح.
ويأتي ذلك بعد أسابيع من السماح لتلاميذ الصف السادس الابتدائي والثالث المتوسط الراسبين، بأداء امتحانات الدور الثاني في قرار يكشف عن كارثة نسبة الرسوب المتصاعدة.
وتذرعت الوزارة في قرارها على تشجيع الطلاب الراسبين، وعدم كسر الجانب النفسي لديهم.
ولم يعرف بعد نسبة النجاح الحقيقية لطلاب المرحلة الإعدادية للعام الدراسي الحالي والأرقام التي تداولها غير شاملة وتقتصر على محافظات ومناطق في العراق.
واستغرب مدونون من تصريحات وزارة التربية بأن هذا العام نسبة النجاح قد تكون أعلى من السنوات الخمس الماضية، مؤكدين أن النتيجة كارثية هذا العام فهناك رسوب بالجملة ولأول مرة بتاريخ السادس الإعدادي تكون نسب النجاح شبة معدومة، هذه النسب قتلت تعب وجهد الآباء والأبناء لسنين بسبب إدارات فاشلة ليس لها رؤية لمعالجة واقع التعليم المتردي.
وأعلنت وزارة التربية نتائج السادس الإعدادي هذا العام بآلية مختلفة حددت معرفة الطالب لدرجاته بمنصة نجاح الإلكترونية، والتي توقفت بعد لحظات من إطلاقها ما ولد استياءًا واستغرابا إزاء هذا الفشل.
وعد عدد من المتابعين والمختصين بالقطاع التربوي “اللجوء إلى إعلان نتائج السادس الإعدادي من خلال منصة إلكترونية ما هو إلا محاولة من وزارة التربية للتستر على تدني نسب النجاح لمستويات كبيرة والتي قد تكون الأسوأ منذ 21 عامًا”.
وأضاف المختصون أنه “بتحليل البيانات الواردة من كل مديرية نجد أن هناك بعض المدارس سجلت أرقامًا فردية للناجحين تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة وستة من بين المئات، فيما مدارس أخرى سجلت صفر نجاح”.
وشككوا بالكثير من النتائج حيث أظهرت نتائج إحدى المدارس التابعة لتربية محافظة واسط تحقيق أحد الطلاب معدل 100 بينما جاء جميع طلبة المدرسة بدرجات لم تؤهل أيًا منهم للنجاح.
ونشر آخرون على منصات التواصل الاجتماعي أن “عدد الطلبة المشاركين بالامتحان الوزاري للصف السادس الإعدادي في تربية الرصافة الثالثة بالعاصمة بغداد أكثر من 12.000 طالب وطالبة، في حين أظهرت النتائج أن عدد الناجحين من الدور الأول 303 فقط”.
وشاركت طالبات في وقفة احتجاجية أمام مديرية تربية محافظة صلاح الدين حيث طالبن بفتح الدفاتر الامتحانية بعد ظهور نتيجة غش جماعي لعدد من مدارس مدينة تكريت وأكدن أنهن ضحية لهذا القرار.
واشتكت إحدى الطالبات في محافظة صلاح الدين من الظلم الذي تعرضت له حيث إنها بذلت مجهودات كبيرة في هذه السنة للحصول على نتائج تؤهلها للدخول إلى الجامعات ذات التخصصات الطبية إلا أنها صدمت بالنتائج التي صدرت حيث ظهر على اسمها غش في امتحانات على الرغم من أنها من ضمن الطلبة المتميزين، مؤكدة أن هناك ظلم وإجحاف لحقوقها مطالبة بإبراز دفاترتها الامتحانية ومراجعتها.
وناشد أهالي الطلبة وزارة التربية والمسؤولين بمتابعة ملف نتائج الطلبة التي صدرت بحقهم حالات غش على الرغم من أنهم من ضمن الطلبة المتفوقين، وضرورة فتح الدفاتر الامتحانية لأبنائهم وإعادة تصحيحها لضمان حقوقهم المسلوبة.
وعبر أهالي الطلبة من “استيائهم الشديد لما حصل هذا العام من إعلان للنتائج حيث الرسوب بأعداد كبيرة، وأغلبية الطلبة من المتوفقين وكان توقعهم لدرجاتهم ليس كما تم إعلانها”.
وطالبوا “بإعادة تصحيح الدفاتر الامتحانية بدقة، والسماح للطلبة ذوي الدرجات النجاح الحرجة بإعادة الامتحان بالدور الثاني”.
وأكدوا أن “لهم وقفة يوم الجمعة السادس والعشرين من تموز إذا لم يتم الاستجابة للمطالب، وسيتم الإعلان عن اعتصام مفتوح والتجمهر أمام مقر وزارة التربية إذا تم التسويف بالمطالب”.
وأشاروا إلى أن “المصيبة تكمن في أن وزارة التربية والتعليم تكذب في وسائل الإعلام من حيث الاستعدادات ومن حيث إصلاح العملية التربوية وآخرها نسب نجاح هذه السنة فكيف تربي وتعلم جيل المستقبل؟”.
ويرى آخرون أن “المناهج باعتراف وزارة التربية غير صالحة ومطولة وتعتمد الكم وليس النوع في المادة المطروحة ومبالغ فيها، وفي كل سنة كانت هنالك حذوفات وهذه السنة لم يحذفوا فكانت هذه النتائج، وهذا هو السبب الرئيسي بالنسب المتدنية للنجاح، فلابد من إعادة النظر في المناهج الدراسية”.
وعلق أحد المدونين “هذه أول سنة أرى فيها نسبة النجاح متدنية إلى هذا الحد، والسبب في ذلك الفشل في وزارة التربية والمدارس منهج كبير ووقت ضيق، ناهيك عن كثرة العطل التي أضرت بتدريس المناهج وإتاحة الوقت المناسب لها”.
وعلل آخرون “تدني نسب النجاح لانعدام البنية التحتية المناسبة للطالب وعدم توفيرها الكتب المدرسية لكثير من الطلاب إلا بعد انقضاء نصف السنة” فضلًا عن الطرق البدائية في التعليم وعدم مواكبتها للتطور الذي تقره دول العالم التي طورت من بيئتها التعليمية”.

انخفاض دعم الحكومات المتعاقبة لقطاع التعليم، أثّر في مخرجات العملية التربوية، وأدى إلى رداءة جودة التعليم في البلاد

ويتفق أكاديميون إلى ما ذهب إليه المدونون أن “من جملة الأسباب التي أدت إلى تدني نسب النجاح، عدم توفر الكتب المدرسية والمتطلبات الأخرى في وقت مبكر من السنة الدراسية، مع تشدد بعض المدرسين في وضع أسئلة البكالوريا يصاحبه تشدد المصححين في التصحيح وعدم تلاؤم المناهج بما ينسجم مع احتياجات المجتمع واستعدادات الطلبة”.
وأضافوا أن “افتقار المناهج إلى التشويق والنقص في الأبنية المدرسية أدى إلى ازدواج المدارس، وحشد عدد كبير من الطلبة في صفوف ضيقة فيدفع الطلبة إلى التهرب عن المدرسة”.
وأكدوا أن “تدني المستوى التعليمي مرتبط بضعف الكفاءة العلمية والفنية لبعض المدرسين مع عدم الاعتماد على أسس علمية وتربوية عند وضع الأسئلة الامتحانية، إضافة إلى تأثر تصحيح الدفاتر الامتحانية بعوامل ذاتية تخص المصحح وظروفه النفسية”.
وسبق أن أفادت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، بأنّ “انخفاض دعم الحكومات المتعاقبة لقطاع التعليم، أثّر في مخرجات العملية التربوية، مشيرةً إلى رداءة جودة التعليم في البلاد”.
وأوضحت المنظّمة، أنّ “إنفاق السلطات الحكومية ما نسبته 6 بالمائة فقط من حجم الإنفاق السنوي على قطاع التعليم، والافتقار إلى الموارد الكافية، أدّى إلى ضعف نواتج التعليم التي تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة، لافتةً إلى أنّ ضعف الإنفاق، مع حجم الفساد المستشري في القطاع، يعرّض الأطفال إلى خطر مؤكّد يسير بهم نحو التجهيل التربوي والثقافي”.
وأكّدت على أنّ “عقودًا من الصراع وغياب الاستثمارات في العراق دمرت نظامه التعليمي الذي كان يُعد فيما مضى أفضل الأنظمة التعليمية في المنطقة، وأنّ ذلك أعاق بشدة وصول الأطفال إلى التعليم الجيد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى