أخبار الرافدين
تقارير الرافديندوليةطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

الكونغرس يصفق لأكاذيب نتنياهو الشائنة ويتغاضى على حرب الإبادة في غزة

سياسيون وكتاب ونشطاء ينددون بالعرض الزائف الذي جرى في الكونغرس، مؤكدين أن كل من صفق لنتنياهو باع ضميره الإنساني وداس على قتل وتجويع أطفال ونساء غزة.

غزة- بخلاف المزاعم التي حاول الترويج لها بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، مساء الأربعاء، بخصوص استهداف المدنيين بقطاع غزة وعرقلة توصيل المساعدات، أكدت تقارير حقوقية وأممية مرارا مقتل مدنيين، بينهم نساء وأطفال، خلال عمليات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” وتدمير منازل وأحياء سكنية كاملة، ووفاة عشرات المدنيين جوعا في غزة نتيجة منع إدخال المساعدات.
ومع محاولته تغييب حقائق الخسائر البشرية والمادية التي أكدتها تقارير دولية وأممية بشأن حرب غزة، ادعى نتنياهو في كلمته أمام الكونغرس أن الفلسطينيين يعانون الجوع “لأن حماس تسرق المساعدات”، على حد زعمه.
وزعم أن عدد القتلى في غزة جراء الحرب التي تشنها “إسرائيل” “هو الأقل في تاريخ حروب المدن”، مدعيا أن حماس “تنشر الأكاذيب للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب”.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن نحو 129 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، حتى مساء الأربعاء، بحسب وزارة الصحة بغزة.
وندد سياسيون وكتاب ونشطاء بالعرض الزائف الذي جرى في الكونغرس، مؤكدين أن كل من صفق لنتنياهو باع ضميره الإنساني وداس على قتل وتجويع أطفال ونساء غزة.
وقال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، إن “المجتمع الذي صفق واقفًا لقاتل يُحاكم أمام المحاكم الدولية، وداس على جميع مكاسب الإنسانية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة، سيبقى محفورا في ذاكرة البشرية كشريك في هذه المجزرة. عار عليكم”.
وكتب الكاتب العراقي كرم نعمة “احتفاء تاريخي وغير مسبوق في الكونغرس بنتنياهو بوصفه بطل حرب! وليس مجرم حرب، إلى درجة وقف أعضاء الكونغرس أكثر من 10 مرات للتصفيق له! في تأكيد للحلف المقدس بين الولايات المتحدة وإسرائيل! ببساطة على من يعول من العرب على دور أمريكي في إنقاذ غزة عليه أن يعلق شارة العار”.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا “التاريخ لن ينسى الظالمين ومن صفق للظالمين الذين قتلوا الأطفال. ما حدث اليوم هو مشهد مخزٍ للإنسانية. سنواصل الوقوف إلى جانب المضطهدين والأبرياء من إخواننا الفلسطينيين”.
وجاء خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، وسط احتجاجات ضخمة لآلاف المؤيدين لفلسطين في شوارع واشنطن مطالبين بوقف الحرب ووقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح.
وقاطع حوالي نصف الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ الخطاب، وفقا لإحصاء أجراه موقع “أكسيوس”. وأوضح العديد من المشرعين، أنهم يقاطعون الحدث بشكل صريح احتجاجا على إدارة نتنياهو للحرب في غزة.
ومن بين المقاطعين الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، والزعيم السابق للأغلبية في مجلس النواب جيم كليبورن والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.
وأوضح “أكسيوس” أن حوالي 100 من الديمقراطيين في مجلس النواب و28 من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ كانوا حاضرين خلال الخطاب، مما يعني أن نحو نصف كلا الفئتين قاطع الخطاب.
وهاجم نتنياهو المتظاهرين ضد “إسرائيل”، واتهمهم بأنهم يريدون تدمير الولايات المتحدة.


الشارع الأمريكي ضد الخضوع السياسي لحكومة بلاده لأكاذيب نتنياهو
وزعم أن “كثيرا من المتظاهرين ضد “إسرائيل” اختاروا أن يقفوا مع الشر ومع حماس ويجب أن يشعروا بالعار”.
كما هاجم نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية التي سبق أن أكدت أن “إسرائيل” تجوع الفلسطينيين بغزة متهما إياها بـ”الهراء والتلفيق”.
وزعم أن “أكاذيب محكمة الجنايات الدولية تحاول تقييد يد “إسرائيل” ومنعنا من الدفاع عن أنفسنا”.
وسبق أن طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وتواصل قوات الاحتلال حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
وفي السادس من أيار الماضي أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين بالمدينة، وسيطر في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر.
وأعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في الثالث عشر من حزيران، أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يفرون من مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعد أن أمرت القوات الإسرائيلية بمزيد من عمليات التهجير.
وكان يتواجد في المدينة نحو 1.4 مليون نازح، سبق أن دفعهم جيش الاحتلال للنزوح إليها قسرا، بزعم أنها “آمنة” قبل أن يشن عليها هجوما بريا وغارات جوية مكثفة أسفرت عن قتلى وجرحى.
وفي التاسع والعشرين من حزيران، أعلنت مديرة التواصل والإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، جولييت توما، خلال تصريح صحفي في نيويورك، مقتل ما لا يقل عن 200 شخص جراء الهجوم الإسرائيلي على مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح.
وقالت مسؤولة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة (أوتشا) ياسمينة جيردا، إن أكثر من 200 شخص من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية قتلوا في غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الدكتور رامي عبدو، “الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال العدوان على رفح أكثر من 620 فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال ونساء مدنيين”.
وأضاف “دمرت قوات الاحتلال أكثر من 70 بالمئة من البنية التحتية في المحافظة، بما يشمل الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي، وخزانات وآبار المياه، والسوق المركزي، ومرافق البلدية”.

رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش: المجتمع الذي صفق واقفًا لقاتل يُحاكم أمام المحاكم الدولية، وداس على جميع مكاسب الإنسانية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة، سيبقى محفورا في ذاكرة البشرية كشريك في هذه المجزرة. عار عليكم
وبشأن المجاعة في غزة قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إن 9 من بين كل 10 أطفال في غزة يعانون من نقص خطير في الغذاء، وأن سوء التغذية يزيد من الخطر على الحياة في القطاع.
وأفادت في تقرير، بأن “الوضع في غزة يظهر أن الأسر غير قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال”.
وفي إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن 34 فلسطينيا، أغلبهم من الأطفال، استشهدوا نتيجة المجاعة في مناطق متفرقة من القطاع.
وحذرت 13 منظمة دولية وإنسانية، في تقرير نشرته الخميس، من تواصل تعطل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة.
وحذرت “أطباء بلا حدود”، وهي إحدى هذه المنظمات، من “تفاقم الكارثة الإنسانية بالقطاع، في حين تستمر المنظمات غير الحكومية في مواجهة العقبات التي يفرضها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية”.
وأكدت المنظمة أن “المعابر في جنوب القطاع مغلقة تماما، أو لا يمكن الوصول إليها من الناحية اللوجستية، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية”، لافتة إلى أن “أطنانا من المساعدات الضرورية جدا معرقلة هناك”.
وبحسب مصدر مطلع في وكالة “أونروا”، قال في تصريح سابق فإن 2435 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة منذ السابع من أيار الماضي، منها 954 شاحنة لمحافظتي غزة والشمال، و1481 شاحنة إلى جنوب القطاع.
وقال المصدر ذاته إنّ “شاحنات المساعدات الواصلة إلى غزة، تحمل الدقيق والأرز والمعلبات الغذائية، وغالبيتها للمطبخ العالمي الأمريكي، ولا تكفي ولا تلبي الاحتياجات الملحة لسكان القطاع”.
وفي السابع من أيار الماضي، خرج معبر رفح الحدودي، الذي يعد شريان الحياة الرئيس لغزة، عن الخدمة، بعد سيطرة إسرائيل عليه ضمن العملية العسكرية البرية على مدينة رفح (جنوب).
ويواجه القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ صيف 2007، نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية من غذاء ودواء ومياه ووقود منذ بداية الحرب المدمرة.
الشرفاء ضد حرب الإبادة في غزة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى