نازحو سنجار في محافظة دهوك يزرعون الحقول المحيطة بالمخيمات لتأمين قوت يومهم
عوائل نازحة تُجمع على أن سنجار ليست آمنة في الوقت الحالي، وتطالب أن تغادر الميليشيات المسلحة منطقتهم، من أجل العودة إلى منازلهم، وزراعة أراضيهم.
دهوك- الرافدين
يحاول النازحون من قضاء سنجار بمحافظة نينوى، كسب لقمة عيشهم من العمل بالزراعة في الحقول المحيطة بمخيمات النزوح التي استقروا فيها بمحافظة دهوك شمال العراق.
وبعد القضاء على تنظيم “داعش” في سنجار، لم يتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم بسبب دمارها وسيطرة ميليشيات في الحشد الشعبي متخادمة مع تنظيم “بي كا كا” التابع لحزب العمال الكردستاني التركي والمصنف إرهابيا في منطقتهم منذ 10 سنوات.
ويكافح أفراد الأسر النازحة من نساء ورجال وأطفال المقيمين بمخيم شاريا في دهوك، من خلال العمل في الحقول تحت حرارة الشمس الحارقة لتأمين متطلبات المعيشة.
ويطالب النازحون الذين يعيشون في ظروف صعبة بإنهاء احتلال تنظيم “بي كا كا” لمناطقهم في قضاء سنجار.
وقال خلف شنكالي إنه فر من سنجار بعد هجوم “داعش” عام 2014، وإنه أقام في مخيم شاريا في دهوك، مؤكداً أنهم طالبوا السلطات الحكومية بعودة الأوضاع في القضاء إلى طبيعتها.
وقال “مضطرون بالعيش بالخيام الآن، إذا عادت سنجار إلى طبيعتها، فسأتمكن من العودة إلى منزلي”.
وأردف “سنجار ليست آمنة في الوقت الحالي، نريد أن تغادر الميليشيات المسلحة غير الشرعية (منطقتنا، فإذا غادرت سنكون قادرين على العودة إلى منزلنا، وزراعة أراضينا”.
وأوضح شنكالي أنهم يعملون في الزراعة في سنجار منذ 15 عامًا ويحاولون القيام بنفس العمل في دهوك.
وبين أنهم يكسبون عيشهم من خلال بيع المنتجات التي يزرعونها في الأسواق المحلية.
من جهته أشار دخيل حسين، وهو أحد سكان المخيم، إلى أنه يعمل بالزراعة مع زوجته منذ 20 عاما.
وقال “عائلتنا كبيرة، نحن 10 أشخاص نعمل في الزراعة حول المخيم لكسب لقمة العيش لأن الظروف المعيشية قاسية للغاية. لسنا موظفين حكوميين، وليس لدينا راتب شهري يجب أن نعمل من أجل الحياة اليومية”.
وكان قضاء سنجار تعرض لدمار في البنى التحتية وممتلكات المدنيين إثر سيطرة “داعش” عليه صيف 2014، وبعدها في 2015 خضع لسيطرة ميليشيات في الحشد الشعبي مع تنظيم “بي كا كا”.
وبدأ تنظيم “بي كا كا” الانتشار في المناطق ذات الغالبية الأيزيدية بمنطقة سنجار في محافظة نينوى، متذرعا بمحاربة تنظيم “داعش”.
وأنشأ “بي كا كا” معسكرات في العديد من المناطق، خاصة بجبل سنجار، واستقدم مجموعات من العناصر من سوريا وجبال قنديل اعتبارا من عام 2014.
وفي التاسع من تشرين الأول 2020، وقعت حكومتا بغداد وأربيل اتفاقا يتضمن إخراج مسلحي الميليشيات التابعة للحشد وتنظيم “بي كا كا” من سنجار، ومع ذلك لم يتم تنفيذ الاتفاق.
وقال عضو لجنة الهجرة والمهجرين بالبرلمان الحالي، شريف سليمان “إن قضية النازحين كانت مدرجة ضمن الاتفاق الموقع بين الأطراف السياسية عند تشكيل الحكومة العراقية الحالية”.
وأضاف في تصريح لوكالة “الأناضول” أن عودة النازحين إلى ديارهم أمر مهم لإقليم كردستان شمال العراق والشعب العراقي، مشيرا إلى أن السلطات قررت إغلاق مخيمات النازحين بنهاية تموز الماضي.
واستدرك قائلا “لكنني أرى أن إغلاق المخيمات في الوقت الحالي غير ممكن بسبب الظروف الحالية، وظروف عودة النازحين غير مقنعة”.
وذكر أن التوتر السياسي والمنافسة السياسية في سنجار من بين الأسباب الرئيسية لعدم تمكن عودة النازحين إلى ديارهم.
وأكد على ضرورة تنفيذ اتفاق سنجار بكل بنوده حتى يتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم وخاصة إخراج القوات المسلحة الأجنبية (بي كا كا) وتوفير الأمن في المنطقة.
ولا يجرؤ النازحون وغالبيتهم من الأيزيديين على العودة لديارهم في سنجار، خوفا من قيام عناصر “بي كا كا” باختطاف وقتل أطفالهم.
وكان رئيس حكومة الإطار التنسيقي، محمد شياع السوداني، قد أعلن خلال زيارته لقضاء سنجار في شهر آذار الماضي عن إطلاق مشاريع لإعادة إعمار القضاء وتخصيص 50 مليار دينار لدعم الاستقرار في سنجار ومناطق سهل نينوى، فضلًا عن حسم ملف تعويضات المتضررين جراء العمليات العسكرية، وإعادة النازحين من الأيزيديين والأكراد والعرب إلى القضاء.
وأثارت وعود السوداني سخرية بين المراقبين حيث لم تمثل حقيقة ما يجري في القضاء، وأنها مجرد مسرحية للمماطلة بعدم تنفيذ اتفاقية سنجار والتي تنص على إخراج المجاميع المسلحة غير القانونية لا سيما ميليشيا حزب العمال الكردستاني وميليشيا الحشد من القضاء.
وهو ما يراه مراقبون ونشطاء تأكيدًا لما جاء على لسان زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، الذي أكد عدم تنفيذ اتفاقية سنجار واعتبارها “ميتة” نظرًا لظروف ولادتها إبان حكومة مصطفى الكاظمي الذي تُكِنُّ له الميليشيا عداءً سابقًا وصل لدرجة استهدافه بهجمات مسلحة.
وعلى الرغم من إعلان حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني قبل أسابيع قليلة تصنيف ميليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” منظمة محظورة، إلا أن الميليشيا تواصل أنشطتها في العراق أمام أنظار السلطات الأمنية.