أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

يوم غضب إسلامي وصلاة الغائب على روح إسماعيل هنيّة بعد مواراته الثرى في الدوحة

صلاة جنازة على روح إسماعيل هنية داخل أكبر مساجد الدوحة، فيما صلّى آخرون على السجاد المفروش خارجه، في ظل حرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية في تقدير شعبي لمواقف وتاريخ زعيم المقاومة الفلسطينية.

الدوحة– أقيمت صلاة الجنازة على جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة الجمعة حيث احتشد آلاف من المشيّعين، قبل نقله ليوارى الثرى في مقبرة شمال العاصمة القطرية، في رحلته الأخيرة عقب اغتياله في طهران.
وشارك في جنازة الراحل إسماعيل هنية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية من خارج البلاد.
في غضون ذلك أدى ملايين المصلين في شتى بقاع العالم الإسلامي صلاة الغائب على روح إسماعيل هنية من بينها مساجد في الضفة الغربية والمسجد الأقصى.
وقال الشيخ عكرمة صبري من منبر المسجد الأقصى “الشهيد إسماعيل هنية نسأل الله له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته”.
وأقام مئات آلاف المصلين صلاة الغائب على روح إسماعيل هنية في مساجد ومخيمات النازحين بقطاع غزة.
وشارك المئات في صلاة الجنازة داخل مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، فيما صلّى آخرون على السجاد المفروش خارجه، في ظل حرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية في تقدير لمواقف وتاريخ زعيم المقاومة الفلسطينية.
وأمّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، آلاف المصلين في صلاة الجنازة على روح هنية وحارسه.
وفي وقت سابق الجمعة، دعا محمد حسن المريخي خطيب الجمعة التي شهدها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالمسجد ذاته بالرحمة لإسماعيل هنية، وبأن يتقبله شهيدا.
وأكد المريخي أن “قضية فلسطين قضية كل المسلمين تجمع كلمتهم وتوحد صفهم”، مشيرا إلى أن “الفلسطينيين ضحوا تضحيات عز نظيرها”.
وبعد الصلاة، حُمل النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف قبل نقله إلى مقبرة لوسيل ليوارى الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي لحماس.
وتستضيف قطر المكتب السياسي لحركة حماس منذ العام 2012، بعدما أغلقت الحركة مكتبها في دمشق.
ونُقل جثمان هنية إلى الدوحة عصر الخميس من طهران حيث اغتيل مع مرافقه الشخصي في مكان إقامته في العاصمة الإيرانية.
وقبل نقل الجثمان، شاركت حشود ضخمة في مراسم شعبية لتشييعه صباح الخميس في العاصمة الإيرانية.
وقالت حماس في بيان إن هنية سيُدفن في مقبرة بمدينة لوسيل شمال العاصمة القطرية، “بحضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية”.
وأعلنت الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان وصل إلى الدوحة لحضور الجنازة و”نقل تعازيه إلى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة”، بحسب مصادر دبلوماسية تركية.
وقبل ساعات من الصلاة عليه، وصل آلاف المعزّين إلى أكبر مساجد الدوحة، والتفّ معظمهم بأوشحة تحمل العلم الفلسطيني أو الكوفية الفلسطينية وسط إجراءات أمنية مشددة.
وانتشرت شرطة المرور وقوات الأمن الداخلي على كل الطرق المؤدية إلى المسجد، واصطف رجال الشرطة على طول حواجز الطرقات السريعة المجاورة.
واغتيل قائد المقاومة الفلسطينية، في ضربة من قبل “إسرائيل” عند زيارته إلى طهران للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية الثلاثاء.
وتعدّ عملية اغتيال هنية التطوّر الأكبر في سلسلة من الأحداث أشعلت التوترات الإقليمية على خلفية الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال على غزة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين في الشرق الأوسط أن هنية قُتل بعبوة ناسفة زرعت قبل عدة أسابيع في دار ضيافة في طهران.
ودعت حماس إلى يوم غضب شعبي عقب صلاة الجمعة، تزامنا مع تشييع هنية.


الشيخ عكرمة صبري من منبر المسجد الأقصى: الشهيد إسماعيل هنية نسأل الله له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته

وقالت الحركة الفلسطينية في بيان الخميس “يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي، ويا جماهير أمتنا العربية والإسلامية: ندعوكم … لأداء صلاة الغائب على روح القائد الشهيد اسماعيل هنية، غداً بعد صلاة الجمعة، في كل المساجد، وفاءً له ولرسالته ولدماء الشهداء”.
وأضافت “ولتنطلق مسيرات الغضب الهادر من كل مسجد، تنديدا بجريمة الاغتيال الجبانة، وإدانة لتواصل حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، ودفاعا عن أرضنا وقدسنا والمسجد الأقصى المبارك”.
ودعت حماس أيضاً “جماهير شعبنا الثائر في الضفة الغربية المحتلة لجعل الجمعة، يوم غضبٍ عارم في وجه الاحتلال الصهيوني المجرم ومستوطنيه الإرهابيين، وانتصارٍ وإسنادٍ لأهلنا في قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة مستمرة، وتأكيدٍ على التمسّك بأرضنا وحقوقنا الوطنية، والتصدي لمخططات الاحتلال الرامية لتصفية قضيتنا وتهويد قدسنا وأقصانا المبارك”.
وأدّى هنية دورا رئيسيا في المفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة عبر الوسطاء في قطر، التي قادت شهورا من المفاوضات خلف الكواليس إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
وقال هيو لوفات، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن ماغتيال هنية، على أقل تقدير، “سيعني أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل أصبح الآن خارج النقاش تماماً”.
ودانت قطر اغتيال هنية، معتبرة أنه “جريمة شنيعة” و”تصعيد خطير”.
وشكّك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء في جدوى المفاوضات التي ترعاها الدوحة بين الدولتين.
وعلى منصة إكس كتب رئيس الوزراء الذي يقود جهود قطر للوساطة إنّ “نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟”.

الصلاة تحت الشمس ترحما على روح شهيد المقاومة الفلسطينية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى