عالم الدين الشيخ زيد محمد فارس أغا الزيباري يكمل أرث أبيه في المحافظة على مكتبة تجمع مراجع التاريخ بالفقه
الشيخ زيد محمد أغا الزيباري: كان والدي يهتم كثيرًا بالمكتبة. معظم زوارها هم من المثقفين وطلاب الدكتوراه أو الماجستير الذين يستخدمون الكتب كمصادر. ونفكر في تحويل موجودات المكتبة إلى كتب إلكترونية لحمايتها من الضياع والتلف.
دهوك – يواصل عالم الدين الشيخ زيد محمد فارس أغا الزيباري المحافظة على مكتبته التي بدأ والده تأسيسها منذ عام 1936 في مدينة دهوك شمالي العراق، والتي تحتوي على مؤلفات تاريخية وفقهية هامة.
ويعيش الشيخ فارس في قرية دوليجان التابعة لقضاء بردرش في دهوك، ويقوم على العناية بالمكتبة التي ورثها عن والده الشيخ محمد فارس الزباري.
وتحتوي مكتبة الشيخ فارس الزيباري على وثائق وكتب تعود لعشرات السنين، كما يمتلك الشيخ ضمن مقتنياته خناجر وطوابع وتلسكوبات وأدوات اتصال ترجع أي إلى الفترة العثمانية.
وقال فارس لوكالة “الأناضول” إن والده واصل توسيع المكتبة والحفاظ عليها منذ عام 1936 حتى وفاته في عام 1997.
وأضاف أن المكتبة تحتوي على العديد من الكتب التي ترجع لنحو 150 عامًا.
وأشار إلى أن المكتبة تضم كتبًا بلغات مختلفة، في مقدمتها التركية والعربية والكردية والإنكليزية والفرنسية، وأن مواضيع الكتب متنوعة للغاية، لكن معظمها يتناول تاريخ العراق والمنطقة.
وأوضح “لدينا كتابان يتناولان قضايا تتعلق بالدولة العثمانية. الأول يتحدث عن الدستور العثماني، والآخر يحتوي على أسماء الولايات والولاة في الفترة العثمانية”.
وأضاف أن المكتبة تحتوي أيضًا على الدستور العراقي الأول الذي يعود إلى عام 1925، وكتاب دليل العراق الصادر في عام 1935.
وقال “كان والدي يهتم كثيرًا بالمكتبة. معظم زوارها هم من المثقفين وطلاب الدكتوراه أو الماجستير الذين يستخدمون الكتب كمصادر. من جهة أخرى، نفكر في تحويل موجودات المكتبة إلى كتب إلكترونية لحمايتها من الضياع والتلف”.
وأضاف “إلى جانب الكتب، توجد بين مقتنياتي أيضًا أشياء أخرى ترجع للحقبة العثمانية مثل مجموعة من الخناجر والتلسكوبات. نظرًا لأهميتها، فهي محفوظة بعناية. التلسكوب فرنسي الصنع يعود إلى عام 1880 وما زال يعمل. لم يتم تصنيع تلسكوبات مشابهة بعد عام 1890”.
من جهته، أعرب عالم الدين سليمان كيبادين، صديق الشيخ زيد محمد فارس، عن أهمية هذه المكتبة، وقال إنه أجرى مجموعة من الأبحاث من خلال الاستعانة بالمصادر والكتب الموجودة في المكتبة.
وقال “عثرت في هذه المكتبة على بعض الكتب التي كنت أجد صعوبة في الحصول عليها. خلال فترة عملي كإمام في أحد المساجد، كنت أستعين بهذه المكتبة لإجراء أبحاثي الدينية. تم الحفاظ على المكتبة بشكل جيد حتى الآن، لكن الأجيال الحالية في عصر الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي قد لا تدرك قيمة هذه المؤلفات”.