بلينكن للسوداني: إيران لا تريد خيرا للعراق
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يطالب رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بالسيطرة على الميليشيات الولائية وفق السلطات الحكومية التي تخوله بذلك.
بغداد- الرافدين
أسمَعَ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني تنبيها واضحا يطالبه بالسيطرة على الميليشيات الولائية المارقة وفق السلطات الحكومية التي تخوله بذلك.
وقال بلينكن للسوداني في اتصال هاتفي مساء الأحد “عندما يفلت الوضع في العراق، فهو أكثر ما يهدد وضع حكومتك وأن إيران لا يمكن أن تريد خيرا للعراق عندما تحرك أذرعها من الميليشيات في المنطقة”.
ويكشف تنبيه وزير الخارجية الأمريكي للسوداني إدراك واشنطن أن الهدوء السياسي في العراق خادع ومرشح أن ينفجر في أي لحظة لتصفية حسابات بين المتصارعين على السلطة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن شدد في اتصاله مع السوداني على “أهمية اتخاذ جميع الأطراف خطوات لتهدئة التوتر الإقليمي وتجنب مزيد من التصعيد وتعزيز الاستقرار”.
وذكر بيان رسمي لحكومة السوداني بأن وزير الخارجية الأمريكي أعرب عن رغبة الإدارة الأمريكية بأن “يؤدي العراق دورا في ضبط الأوضاع بالمنطقة والحيلولة دون حدوث تصعيد من مختلف الأطراف”.
وسبق أن جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والسوداني تضمن، بحسب مسؤول مقرب من السوداني، تهديدات ضمنية حول ضمان المصالح الأمريكية، والتي قد تؤدي إلى استهداف ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي.
وقال أحد المقربين من السوداني، إن بايدن أوضح لرئيس حكومة الإطار التنسيقي أن إدارته “تدعم حكومته بدرجة واسعة، إلا أن هذا الدعم ليس مجانيًا ولا مفتوحًا”.
وأضاف أن السوداني سعى “لتهدئة الوضع” وتقديم ضمانات للأمريكيين بما يتعلق بميليشيات الحشد خوفًا من خروج الأمور عن السيطرة.
ولا يتوقع أن يكون بمقدور السوداني السيطرة على الميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي.

مدير شؤون إيران بمجموعة الأزمات الدولية علي فايز: إن التصور بأن إيران لا تستطيع حماية وطنها ولا حلفائها الرئيسيين قد يكون قاتلاً بالنسبة للنظام
ولا تخفي هذه المليشيات ولائها إلى إيران وتعلن جهارا أنها تنسق قراراتها مع الحرس الثوري الإيراني.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق بعد مقتل عناصر من الميليشيات الولائية في ضربات للقوات الأمريكية على بغداد، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
في غضون ذلك ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، الاثنين، أن بلينكن أبلغ نظرائه لدى دول مجموعة السبع “G7” أن إيران وحزب الله اللبناني قد يبدأن مهاجمة “إسرائيل” خلال 24 ساعة أو 48 الساعة المقبلة.
وأضاف الموقع نقلا عن ثلاثة مصادر أن بلينكن أبلغ نظرائه هاتفيا عن اعتقاد الولايات المتحدة بأن إيران وحزب الله سيشنان هجوما على إسرائيل.
وأبلغ بلينكن وزراء خارجية دول مجموعة السبع بأنه من غير الواضح كيف سترد إيران على “إسرائيل”، ولا التوقيت الدقيق للهجمات، لكن قال إن الهجوم “قد يبدأ خلال الـ 24 أو 48 ساعة القادمة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهودا للحد من هجمات إيران وحزب الله قدر الإمكان، ومن ثم كسر دائرة التوترات المتصاعدة من خلال كبح رد الفعل الإسرائيلي على رد إيران.

ردودجر شاناهان: الأمر الوحيد الذي يهم إيران هو بقاء النظام، تماما كما هو الحال بالنسبة إلى حزب الله في لبنان
ودعا بلينكن وزراء خارجية مجموعة السبع إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية على إيران وحزب الله وإسرائيل لإظهار ضبط النفس، وذكر أن الزيادة في عدد القوات الأمريكية في المنطقة يأتي لأغراض دفاعية.
وأوضح الموقع الأمريكي نقلا عن مصدر شهد على اتصالات بلينكن مع نظرائه أن الوزير الأمريكي “بدا محبطا” أثناء اطلاعه الوزراء على آخر المحادثات مع “إسرائيل” بشأن تبادل الأسرى في غزة واتفاق وقف إطلاق النار.
غير أن توقعات المراقبين للشأن الإيراني تجمع على أن الرد الإيراني سيكون كسابقه من أجل حفظ ماء الوجه بعد الإهانة الأمنية التي تلقتها باغتيال إسماعيل هنية في العاصمة طهران.
وقال مدير شؤون إيران بمجموعة الأزمات الدولية علي فايز “إن التصور بأن إيران لا تستطيع حماية وطنها ولا حلفائها الرئيسيين قد يكون قاتلاً بالنسبة للنظام، لأنه يشير في الأساس إلى أعدائه بأنه إذا لم يتمكنوا من الإطاحة بالجمهورية الإسلامية، فإنهم يستطيعون قطع رأسها”.
ويرى المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ردودجر شاناهان، أن الأمر الوحيد الذي يهم إيران هو بقاء النظام، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى حزب الله. ستمارس إيران ضغوطا قوية على إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين، لكنها لن تخاطر بأي تهديد وجودي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين إن طهران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة إلا أنها تعتقد أن معاقبة “إسرائيل” أمر ضروري لمنع المزيد من عدم الاستقرار، وذلك بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية في طهران الأسبوع الماضي.
وأضاف “إيران تسعى إلى إرساء الاستقرار في المنطقة، لكن هذا لن يتحقق إلا بمعاقبة المعتدي وردع النظام الصهيوني عن القيام بمغامرات”، مضيفا أن تحرك طهران أمر لا مفر منه”.