جريدة البصائر تحتفي بـ 21 عاما من الموقف الوطني والحساسية الصحفية عالية المسؤولية
مسؤول قسم الثقافة في هيئة علماء المسلمين ورئيس تحرير جريدة البصائر حارث الأزدي: على الرغم من صدور "البصائر" عن جهة معروفة في العراق؛ فإنها تسعى لأن تكون للعراقيين جميعًا، وأن هذا هو الهدف الذي تم تأسيسها من أجله، حيث فتحت صفحاتها للجميع وعملت على تغليب الخطاب الوطني العام والبُعد عن الخطاب الخاص الذي لا يخدم هذا الهدف.
عمان- الرافدين
استضاف مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق، مسؤول قسم الثقافة في الهيئة ورئيس تحرير جريدة البصائر الأستاذ حارث الأزدي الذي ألقى محاضرة بعنوان (البصائر.. منبر الرؤية) بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لانطلاقتها، بحضور جمع من أبناء الجالية العراقي وضيوف الهيئة في العاصمة الأردنية عمّان.
وافتتح الأزدي أمسية المجلس بقصيدة جمعت بين الرثاء والوصف؛ في حق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، مبينًا بعض مناقبه، وتضحياته، وجهاده، وتبنّيه قضية المسجد الأقصى المبارك وقضية فلسطين.
وقال مسؤول قسم الثقافة في استذكار جريدة البصائر: إن الساحة قبل احتلال العراق سنة 2003 لم تكن مهيأة للتعامل مع الصحافة والإعلام بتوجهه الفكري وبالمفهوم المهني لكلمة الصحافة والإعلام، حيث كانت النشاطات مقتصرة على مقالات هنا وتصريح هناك وبعض النشرات التوعوية التي يكون تداولها محصورًا ضمن فئة معينة أو معلقة داخل رواق في مسجد يطلع عليها بعض مصليه، الأمر الذي يجعلها لا ترقى إلى مفهوم الصحافة لأنها لا تمارس الصحافة بمفهومها المهني والوظيفي بل هي أشبه بالناقل اللافت للنظر في أمور تخص فئة محدودة من الناس.
وأضاف الأزدي أن التغير في ميزان القوى بعد الاحتلال أفرز معضلاتٍ كان لا بد للقوى الموجودة في الساحة العراقية أن يكون لها لسان ناطق بما تريد وما ترى فصار لها ناطق إعلامي رسمي يقوم بمهمة الإيجاز الصحفي لحدث ما وتبعه بعد ذلك العمل على تأسيس صحيفة ومن الطبيعي أن تكون أولى مميزاتها امتثالها لرؤى هذه القوة أو تلك، وفي ضوء ذلك شهد العراق تنوعًا في الصحف منها المهني ومنها غير ذلك، مؤكدًا أن المفاضلة بين هذا الكم الكبير من الصحف المختلفة بعناوينها وتوجهاتها راجع إلى الموقف السياسي المتبنى من قبل هذه الجهة أو تلك ومنها أي من المواقف تكتسب الصحيفة قوتها وثباتها وسعة انتشارها.
وبيّن مسؤول قسم الثقافة أن البصائر هي جريدة أسبوعية سياسية عامة؛ صدرت لأول مرة في الثاني من آب عام 2003 أي بعد الاحتلال بأربعة أشهر تقريبًا، لافتًا إلى أنها تهدف إلى التعريف بالقضية العراقية وواقع الاحتلال في العراق وما يعانيه العراقيون من مصاعب في ظله.
وذكر رئيس تحرير البصائر أنها تنهج نهجًا عامًا في تناول القضايا بعيدًا عن الاختصاص المناطقي أو الطائفي أو العرقي، قائلاً: على الرغم من صدورها عن جهة معروفة في العراق؛ فإنها تسعى لأن تكون للعراقيين جميعًا، وأن هذا هو الهدف الذي تم تأسيسها من أجله، حيث فتحت صفحاتها للجميع وعملت على تغليب الخطاب الوطني العام والبُعد عن الخطاب الخاص الذي لا يخدم هذا الهدف.
وذكر الأزدي أن الجريدة منذ البداية كانت لها للجريدة ثلاثة مكاتب خارجية في (عمان) و(دمشق) و(القاهرة) ولها موقع على شبكة الإنترنت، مؤكدًا أنها وصلت إلى مستويات توزيع مرتفعة وانتشرت في غالب المحافظات العراقية وشهدت إقبالاً كشفت عنه بعض استطلاعاتِ رأي المعنيين بصناعة الصحافة ووصلت على مستوى الجهد الفردي إلى عواصم عربية كثيرة ووزعت لفترة قصيرة في أسواق إحدى العواصم العربية، وكان تقويمها كبيرًا في هذه الأماكن من حيث المصداقية ونكران الذات والجرأة في طرح الآراء ونقل الحقيقة وملاحقة الحدث لتوثيقه كما هو، حتى حازت على مسميات خاصة بها من قبيل: (مرآة الحدث العراقي) و(جريدة الوطن) و(جريدة شرفاء العالم) و(الكاشفة).
وفي هذا السياق بيّن الأزدي أن ثوابت جريدة البصائر مستمدة من مواقف هيئة علماء المسلمين التي برزت متميزة على الساحة العراقية كقوة يحسب لها حسابها، وطرحت مشروعها ورؤيتها لحل المعضلة في العراق بتصور كامل قابل للتطبيق، مشددًا على أن من الضروري لهيئة بهذا الحجم وهذا الموقف أن يكون لها قسم إعلامي متميز يرصد الأحداث ويحللها ويربط بين المشاريع ومن يطرحها ليرسم صورة واضحة للشعب والجماهير المتعطشة للرأي والرؤية الصحيحة البعيدة عن تأثيرات المحتل ومن جاء معه، وفي ضوء ذلك فكانت انطلاقة جريدة البصائر؛ استجابة لهذه المتطلبات لتمثيل رؤية الهيئة إعلاميًا.
واستعرض الأستاذ حارث الأزدي أولى خطوات البصائر منذ انطلاقتها، التي تتمثل بالتركيز على الموقف السياسي، وتغطية الوضع الميداني على الساحة العراقية، وقال “إن كلمتها الافتتاحية تعبّر عن الرؤية الوطنية فيما يستجد على الساحة من مشاريع، حيث تميزت بطرح الأفكار بعيدًا عن الفئوية والطائفية التي يسعى لها المحتل ومن جاء معه في طرح المشاريع”.
وأضاف أن الصحيفة في هذه المرحلة ركّزت على توثيق الأحداث والمواقف ووقفت على مسافة واحدة من كثير من القوى التي أطلت ضمن برامج وطنية ما لم تحد هذه القوى عن هذه الثوابت وجريدة البصائر بهذا تترسم خطى الهيئة خطوة بخطوة.
واستعرض مسؤول قسم الثقافة رؤية جريدة البصائر وخطابها، موضحًا أن رؤيتها تقوم على الجمع بين منهجية امتثال الثوابت والمهنية الصحفية والتزام الضوابط الإسلامي في التعامل الصحفي، ووضع ذلك في بوتقة واحدة لإنتاج خطاب إعلامي متزن واضح بأسلوب منهجي، في حين ينضبط خطابها بامتثالها ثوابت الهيئة التي أقرتها لتكون أساسًا لها في التعاطي مع ما يجري من أحداث في العراق، دون إغفال عن انتمائها الإسلامي والعربي.
واشتملت محاضرة مجلس الخميس على وصف صفحات الجريدة التي قال رئيس تحريرها بشأن ذلك “إن رأس الصفحة الأولى لجريدة البصائر بنسختها الورقية عنوانان، يستقر عليه عنوانان؛ الأول رئيس وهو باللون الأحمر والآخر باللون الأسود، في حين كون مادة الأول مستمدة من كلمة البصائر، بينما العنوان الآخر فتكون مادته من الخبر الرئيس في الصفحة وهو متنوع ما بين بيان رسمي من الهيئة أو تغطية إخبارية أو تقرير”.
وتركز الصفحة الثانية عادة على الأحداث المحلية والنشاطات التي تقوم بها فروع الهيئة من جهود وفعاليات كتوزيع المساعدات والمعونات على أبناء الشعب المتضررين، وقد كانت تشاطر الصفحة الثانية مع هذه الفعاليات، نشاطات الفعل المقاوم للاحتلال في فقرة (شاهد عيان) التي تمثل موجزًا للفعاليات التي تكبدها الاحتلال الأمريكي، وهي مستلة من الأخبار اليومية لعمليات المقاومة في تلك الأيام والمعتمدة لدى وكالات الأنباء ويجري جمعها وتنسيقها لتعطي صورة موجزة لما يجري في العراق من فعل مقاوم ضارب لقوات الاحتلال.